أعلنت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية اليوم الخميس، أن السلطة الفلسطينية أبلغت منسق شؤون المناطق الجنرال يوآف مردخاي بالتوقف عن دفع ثمن كهرباء قطاع غزة، في ظل أزمات متتالية ومتفاقمة يمر بها قطاع غزة، يغطيها الإنقسام الأسود بتصريحاته النارية التي تظهر ما بين مسؤولين في حماس وآخرين في فتح.
وحذر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، من ان الكهرباء ستصبح صفرا اذا توقفت السلطة عن دفع الفاتورة التي تقدر بـ 37 مليون شيكل شهريا بواقع 120 ميجاواط مصدرها اسرائيل و27 ميجاواط التي تأتي من مصر وهي ايضا ستتوقف لان السلطة من تدفع ثمنها .
وشدد عوكل في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، على ان هذه الاجراءات الاخيرة تعنى ان التهديد باتخاذ مزيد من الاجراءات في حق قطاع غزة ليس بالأمر البعيد وان النية في اتخاذ اجراءات تصعيدية هي نية موجودة فعلا، معللا الامر بان قرار الرواتب الذي مس موظفي السلطة واغلبهم من حركة فتح اصلا يعنيان أن لا شيء يمنع من اخذ المزيد من الاجراءات.
وأردف ان هناك اصرارا كبيرا من قبل القيادات في حركة فتح على ان هذا الانقسام لابد ان ينتهي وأن ما من طريقة غير الصيغة المطروحة المتمثلة في "اما او"، وفي كل الاحوال فالمواطن وحده من يدفع الثمن.
ورأى عوكل ان هناك شيئا ايجابيا ولكنه غير مكتمل بمعنى ان حركة حماس تقول انها مستعدة لتسليم الوزارات والإدارات والمؤسسات والمعابر لحكومة الوفاق ولكن مكمن الاشكالية يبدو في ان كل طرف يدعى أنه ينتظر رد الطرف الآخر.
واضاف، ان اللجنة المركزية في اجتماعها بالامس عادت لتتحدث بنفس الطريقة ما معناه انه لا يوجد أي اتفاق حتى اللحظة والاجابات غير مكتملة وان الموضوع له علاقة بالتفاصيل، موضحا ان حركة حماس على ما يبدو وكأنها تتساءل حول مصير موظفيها وربما قد يكون طلب حركة فتح ان يتم وضع ملف الموظفين جانبا وان قرار الحكومة في انها تريد ان تعمل بموظفيها القدامى وما تراه ناسبا من موظفي حركة حماس يؤكد أن الموضوع معقد الى حد كبير.
ونوه عوكل إلى ان الاجراءات التي يمكن ان تتخذها السلطة في حق قطاع غزة ويمكن ان تجعل الحياة صعبة جدا بل واصعب مما يتخيلها احد، مشيرا إلى الخبر الذي تم نشره بالأمس حول اتجاه السلطة نحو خصم 30% من نفقات قطاع غزة وربما تشمل هذه الاجراءات التعليم والصحة ما يعنى تفاقم كبير في ازمات القطاع التي لا تتوقف اصل.
وحول المناخ الذي عاد ليتسمم من جديد، اشار عوكل إلى التصريحات النارية التي كانت من حركة حماس حول عدم وجود شرعية دستورية للرئيس، مؤكدا ان الرئيس عباس يمارس مسؤولياته، بغض النظر عمن يرضى، أو لا يرضى، ولديه إمكانيات وازنة ومؤثرة جداً على المجتمع الفلسطيني، وعلى كل الجماعات والتيارات والفصائل السياسية الموالية والمعارضة له، وان الحكمة السياسية تقتضي التعامل مع الوقائع الملموسة، وليس مع الأحكام الذاتية.
وحذر أنه كلما مضى الطرفان في سياسة العناد، فإن النتائج ستكون اصعب بكثير واكثر كارثية، وسيكون استدراك الامور أكثر تعقيداً من اليوم، إذ ستبدو الصورة على أنها منتصر ومهزوم، الأمر الذي يستبعد أن توافق عليه حركة حماس.
وبدوره دعا عوكل حركة حماس لان تجري حساباتها من جديد لان أي تأخير في الاستجابة إلى هذا المسعي لأنه يعنى ان الثمن سيصبح مضاعفا، فوضع حركة حماس ووضع قطاع غزة صعب جدا في هذه المرحلة، فلا تحالفات موجودة ولا منافذ ولا احد يمد اليد وبالتالي على حركة حماس ان تفكر بايجابية من اجل تدارك الامر ومنع انهيار الوضع لان بعد ذلك لا يتبقى لحماس سوى خيار واحد وهو ان تفجر الوضع مع اسرائيل وفى ظل الوضع القائم هذا الخيار يعنى دمارا شاملا وغير مسبوق، مؤكدا على ان الثمن سيكون غاليا جدا على حركة حماس وعلى الناس مع مزيد من الويلات.
