يوم العرس هو يوم استثنائي بكل الظروف وبالشكل الاعتيادي، فكل أهل البيت من الطرفين، العريس والعروس، يعملون كخلية نحل، باتفاق أو بدون اتفاق، كل واحد فيهم ينجز ما ترتب عليه من مهمات لإنجاح عرس أبنائهم وإتمام الفرحة الكبرى.
الحال كذلك كان لدى عائلتي القطري وطمليه اليوم، تحضيرا لعرس ابنيهما رضوان وسماح، كل شيء بات جاهزا لإتمام مراسم الزفاف الميمون، والكل يستعد للانطلاق في موكب الزفاف، سيارات الزفاف جاهزة، وكعكة العرس جاهزة وكل شيء سواهما ينتظر وصول العروسين.
انطلق موكب العرس، ووصل إلى غايته، لكن ليس لقاعة الأفراح إنما إلى خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط مدينة رام الله.
وصل موكب العرس، سيارات مزينة، وأبواق سيارات مرتفعة، ومئات في الميدان ينتظرون العروسين، دخلا خيمة الاعتصام حيث نصبت لهما "كوشة" بسيطة، لكنها تليق بعروسين، كرسيان بلاستيكيان ولا شيء سواهما، غير صور الأسرى وعلم فلسطين وبعض الرايات والشعارات التضامنية مع الأسرى، ومئات غنوا وزغردوا للعروسين فرحا بهما.
هكذا خطط شريكا المستقبل لزفافهما أن يكون زفافا غير تقليدي، زفافا تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام، الذين بدأوا هذه المعركة مع السجان في السابع عشر من الشهر الجاري.
رضوان القطري، هو شقيق الشهيد عيسى خالد القطري (22 عاماً)، الذي استشهد في العاشر من أيلول/سبتمبر عام 2014، قبل أيام قليلة فقط على زفافه. استشهد عيسى خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الأمعري في فجر ذلك اليوم، رصاصة من قناص استقرت في القلب، لتؤجل الأفراح في بيت القطري إلى هذا اليوم.
العروس سماح، بثوبها الأبيض، الذي ازداد جمالا بتواجدها في خيمة الاعتصام، قالت إن هذه الخطوة ما هي إلا لإعلان التضامن الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال، على اعتبار أن هذا أقل شيء يمكن فعله وتقديمه.
وتمنت سماح على أبناء الشعب الفلسطيني كله التضامن مع الأسرى، لأنهم جزء من هذا الشعب، ولا يكفي فقط القول بالتضامن وإنما من الضروري ربط الأقوال بالأفعال.تقرير عن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية
