أزمة كهرباء طاحنة.. لماذا يعاقب 2 مليون مواطن؟

متى ستأتي الكهرباء يا بابا ؟، هذا كان لسان حال الطفلة مرح 11عاما الطالبة في الصف الخامس الابتدائي، حينما تستيقظ في الخامسة فجرا لتجهز نفسها للذهاب إلى المدرسة، وبالطبع كون مرح وهي نموذج لآلاف الأطفال في قطاع غزة يعانون من أزمة الكهرباء الطاحنة، تضطر لعدم استخدام المصعد وذلك ليس من باب التوفير بل من باب فرض الأمر الواقع وأن تنزل من الطابق السابع حينما تذهب للمدرسة وبالعكس أيضا في العودة، فلا كهرباء في الفترتين.

فمن يجيب الطفلة مرح على هذا السؤال المتكرر بشكل يومي على والدها ؟ ويقول الوالد أبو محمد 40 عاما :" منذ أن بدأت الأزمة و طفلتي مرح تسأل هذا السؤال، فقد تعبت وأصبحت أقدامها تؤلمها من الصعود والنزول على الدرج، فما بال مئات المرضى وكبار السن ومصالح المواطنين، فأزمة الكهرباء أثرت على كل شيء بحياتنا وأصبح الأمر لا يطاق".

ويواصل أبو محمد الحديث لـ " وكالة قدس نت للأنباء"، والآن نحن على أعتاب الامتحانات النهائية، فكيف سيكون الوضع، فأولادنا يريدون الدراسة، فما بالك من لديه طلاب في الثانوية العامة، فهل سنقول له فقط أدرس بوقت الكهرباء وضوء النهار، طب وبعدين لوين رايحين ؟

فنماذج المعاناة كثيرة، وحدث ولا حرج عنها، يكفي أن تسير قليلا في شوارع القطاع، فلن تجد إلا الحديث عن الأزمات، حتى المواطن وهو يسير لوحدة تجده يكلم نفسه، ويتحدث بصوت مرتفع عن الأزمات والمشاكل التي تعصف به وتضرب كافة مناحي القطاع.

حدث و لا حرج

فالمواطن في قطاع غزة له الحق في 4 ساعات كهرباء فقط، لذا عليه أن يقسمها ساعة للغسالة وساعة للثلاجة وساعة لـ" طنجرة الكهرباء" للخبر، والساعة الأخيرة حرة يفعل بها ما يريد" من استحمام وشحن للبطاريات والإنترنت وقضاء حوائجه المختلفة وكل ذلك خلال 60 دقيقة فقط وإلا راحت عليك".

فالمصائب تضرب أكثر من 2 مليون مواطن بقطاع غزة، دون اكتراث والأكثر مرارة أن طرفي الانقسام يبدعان برمي الأحمال عن كتفيهما، وتحميل كل من الآخر المسؤولية، ويبقي المواطن هو من يدفع ضريبة الانقسام  والحصار الذي يضرب القطاع منذ أكثر من 10 سنوات.

فلسان حال المواطنين حدث ولا حرج، وفي رصد بسيط لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، عن لسان حال المواطنين وما يكتبونه ممن يجول بخاطرهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي، كون المسؤولين في هذه البلد أصابهم الصمم، وأصبحوا يعيشون في برجهم العاجي، ويقولون اللهم نفسنا....

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض كتب في تدوينه له على حسابه الشخصي بشبكة التواصل الاجتماعي قائلا في هجوم لاذع لشركة الكهرباء بغزة : "بدنا كهرباء * بيكفي تلاعب بمصائر الناس وكراماتهم ،، لضمان استمرار وصول الكهرباء ،،، المعادلة واضحة :على من يجبي أموال الكهرباء من الناس لازم يوفر لهم الكهرباء، وهذا يتطلب من شركة الكهرباء في غزة تسديد ما لديها من جباية متراكمة من ثلاث شهور تقدر ب 80 مليون شيكل، ومن الحكومة الفلسطينية أن تستمر بتسديد ما تقتطعه من الموظفين ثمن الكهرباء، بيكفي تلاعب وما حد يحمل حد جمايل المواطن بيدفع بدو كهرباء".

بينما الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف شن هجوما على مركزية فتح وكتب في تدوينته :" مركزية فتح: سنواصل الإجراءات اللازمة تجاه قطاع غزة بعد رفض حماس إنهاء الانقسام.تعليق: مركزية لا تستمد قوتها من فتحاوييها وشعبها بل تستمده من مشروع يسير بتدرج بانفصال الضفة بتوافق مع تحويل المحافظات لأقاليم وانتخابات بلدية وما ينسجم مع أطروحات ليببرمان والوزير الصهيوني بينت، واﻻحتلال خصم 40 مليون شيكل ثمن خطوط الكهرباء المغذية لغزة من مقاصة الضرائب وبشكل ﻻ يعير اهتمامه بقرار السلطة".

الدكتور ذوالفقار سويرجو القيادي في الجبهة الشعبية كتب حول أزمة الكهرباء :" إسرائيل تبحث عن ممول أوروبي لخط الكهرباء ..... قالت صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبرية، إن إسرائيل لن تقوم بوقف الكهرباء عن قطاع غزة بشكل فوري، في أعقاب ما قيل إن السلطة أبلغت الجانب الإسرائيلي عن امتناعها عن تمويل كهرباء غزة، وأضافت الصحيفة، أن السلطات الإسرائيلية، ستجري نقاشات لإيجاد بدائل وحلول للوضع الجديد، وذلك عبر التعاون مع المجتمع الدولي، أو إيجاد ممول أوروبي لخط غزة.

الزميل الإعلامي وسام زغير عقب في تدوينته :" بعد إبلاغ السلطة الفلسطينية إسرائيل بوقف إمداد غزة بالكهرباءـ معناتها ستصبح ساعات وصل الكهرباء ربما ساعة أو ساعتين مقابل قطع يصل لـ22 ساعة يومياً ".

أما الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع فتساءل ،" ما المطلوب من غزة أن تركع .... غزة لن تركع .... رغم أنف الحاقدين .. أزمة كهرباء طاحنة ... أزمة سولار وبنزين مفتعلة .. لماذا يعاقب 2 مليون مواطن ؟ ، ألا يكفي ما يعانيه موطني قطاع غزة من الحصار والحروب وإغلاق المعابر والبطالة والفقر".

كلها أسئلة مفتوحة لقادة هذا الوطن، فمن يريد الإجابة الواضحة وان يتكرم بالنزول من أعلى الشجرة فليتفضل، ويكفى ما بغزة وأهلهما.

وقف تمويل كهرباء غزة

هذا وكانت القناة العاشرة العبرية، قالت بالأمس، بأن السلطة الفلسطينية أبلغت إسرائيل بوقفها عن تمويل كهرباء قطاع غزة بالكامل.

وقال القناة إن السلطة أبلغت منسق شؤون المناطق الجنرال يوآف مردخاي بوقف دفع مستحقات الكهرباء الإسرائيلية التي تغذي قطاع غزة بشكل كامل.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن السلطة أبلغت إسرائيل بشكل رسمي توقفها عن دفع ثمن الكهرباء الذي يصل القطاع من "إسرائيل"، في حين تمثل 10 خطوط كهرباء إسرائيلية تصل القطاع ما نسبته 30% من مجمل الكهرباء الذي يعتمد عليه قطاع غزة.

وتزود إسرائيل قطاع غزة بنسبة 30% من الكهرباء عبر 10 خطوط توفر 120 ميجا وات، وتبلغ قيمة فاتورة كهرباء القطاع للكهرباء الإسرائيلية 40 مليون شيقل شهرياً حيث تقوم إسرائيل باقتطاعها من عائدات الضرائب الفلسطينية.

و اعتبرت سلطة الطاقة في قطاع غزة، ما نشر في وسائل الإعلام حول وقف السلطة الفلسطينية دفع فاتورة خطوط الكهرباء المغذية لقطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي خطوة كارثية في ظل أزمة الكهرباء المستفحلة منذ نحو 10 أعوام.

وقالت الطاقة في بيان صحفي لها، نسخة عنه، إن هذه الخطوة لها تبعاتها الخطيرة على كافة مناحي الحياة في القطاع.

وذكرت أنها تحاول التأكد رسميا من صحة المعلومات التي وردت في وسائل الإعلام عن وقف السلطة دفع فاتورة الكهرباء من الاحتلال الإسرائيلي من ثمن الضرائب التي تجبيها من القطاع.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -