أزمات عدة يشهدها قطاع غزة، تجعل المراقب له يستبعد أن تبقى الأمور على ما هي عليه خاصةً مع ضغوط هائلة تمارس عليه من عدة جهات، ويجعل خيار تغيير الوضع الحالي واجباً.
حيث رأى المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله، أن "الحالة الفلسطينية تشهد تراجعاً كبيراً منذ سنوات، وقدرا من المجهول يحيط بمستقبلها، ليس فقط بسبب تمكين إدارات أميركية وإسرائيلية متطرفة، بل بسبب عجز الفلسطينيين عن إدارة واقعهم وإدارة اختلافهم وفشلهم في بناء نظام سياسي وتشكيل حكومة وإنهاء الانقسام وفشل إجراء انتخابات وفشل الشعب كمرجعية للنظام السياسي، كل ذلك أرخى بظلاله على القدرات الفلسطينية وحال دون تحقيق انجازات حقيقية، بل تعرض الفلسطينيون في السنوات الأخيرة لعدد من الخيبات زادت من الإحباط والشعور بالمرارة".
ولم يستبعد عطا الله في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن "يكون خيار الحرب هو أحد السيناريوهات المقبلة بسبب حالة التأزم التي تتفاقم في القطاع، ولكنه لن يكون السيناريو المحبب لحركة حماس وقد يكون سيناريو الضرورة بالنسبة لها، مشيرا الى انها ستتجه له حينما تشعر بانها حشرت في الزاوية وان هناك ضغطا أكبر مما تحتمل، موضحا ان حركة حماس ستتجه لهذ الخيار معتقدةً أنه سيعيدها إلى واجهة الاحداث من جديد ويضعها كحركة مقاومة تدفع بالدم ويجعلها في مشهد الضحية ويضع خصومها من الفلسطينيين ربما في مكانة تريد ان تضعهم فيها لتظهر وكأن شعبنا يدفع دم والطرف الاخر يقف متفرجا على هذا الدم ما يعيد قلب الصورة لصالحها".
وعلى الجانب الاسرائيلي أكد عطا الله، أن "اسرائيل لديها كل أسباب الحرب قائمة، فوجود ليبرمان وحده هو مدعاة للحرب، مضيفا أنه اذا اعدت لائحة الاتهام لرئيس الوزراء الاسرائيلي فلن تذهب اسرائيل للانتخابات بدون حرب تسبقها معللا ذلك بان كل الحروب السابقة على قطاع غزة سبقت الانتخابات والدعاية الانتخابية وبالتالي فالحرب هو اهم محركات السياسة الداخلية في اسرائيل".
وعن تصريحات وزير جيش الاحتلال الأسبق إيهود باراك حول سعي حكومة نتنياهو لتهديد وزعزعة السلطة اكد عطا الله على صحة هذا الامر قائلا: "ان حكومة نتنياهو تقوم بهذا الامر كل يوم وانها فعلا قوضت السلطة، وان ما يقوم به يؤاف مردخاي هو دور يعتبر الى حد ما بديلا عن السلطة في التواصل مع المجتمع المدني والتصاريح وغيرها، مردفا ان هذا الامر قائم في الضفة الغربية وما تحدث عنه باراك ليس الا تفاقم للوضع لهذا الوضع القائم.
وبخصوص الخبر المتعلق بإبلاغ السلطة الفلسطينية، إسرائيل، رسميا بعدم نيتها دفع ثمن الكهرباء التي تزودها إسرائيل لقطاع غزة في اطار الخطوات التي قررتها السلطة الفلسطينية ضد حركة حماس, وبالإشارة ايضا الى التصريحات التي تحدثت حول عدم تلبية إسرائيل مطلب السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص، حذر عطا الله من أن هذا التصريح يحتمل وجهتين احداهما أن يكون ملغوما وكأنه يطلب من حركة حماس ألا تقدم أي تنازلات وتستمر في تصلبها استمرارا للانقسام أو أن اسرائيل بحاجة إلى حرب وتريد ان تستدرج حركة حماس لها.
اما عن السياسة الأمريكية القائمة فأشار عطا الله إلى أنها تعتمد على تحجيم القوى ذات الطابع الاسلامي في المنطقة وحركة حماس واحدة من هذه القوى والتي لن يكون وضعها سهلا خلال الفترة المقبلة، مضيفا بأن الرئيس عباس قد يكون استغل هذه الاجواء للضغط على خصومه من حركة حماس ما دفعه لمزيد من الخطوات تجاه غزة .
وعن الوضع في غزة حذر عطا الله، من الذهاب الى مزيد من التأزم خلال الاشهر المقبلة وتابع ما يجري عبث ولا يجوز أن يستمر هذا العبث في القضية ولا يجوز التضحية بالشعب الفلسطيني وتركه امام هذا المجهول القادم.
وشدد على ان على حركة حماس وحركة فتح ان تدرك ان الشعب هو مصدر السطات وبالتالي اذا فشلوا في تحقيق مصالحة فالأفضل من الصدام هو تسليم هذا الشعب قراره والاعتراف بفشلهما على مدار عشر سنوات فائتة والذهاب نحو انتخابات جديدة.
