في المشهد العربي الراهن حضرت القوى الإسلامية الفلسطينية وعلى وجه التحديد حركة حماس من بوابة الإخوان، لكن على النقيض تماما، غابت قوى اليسار عن المشهد رغم التداعيات الخطيرة لحالة التفتت" للدولة العربية القطرية " وما خلفته من صراعات وحروب اثنية وطائفية، أدت لتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربيا، وتناوب قوى اقليمية ودولية على ايجاد صيغ لحلول تريح الاحتلال الإسرائيلي ليس آخرها الحديث عن مؤتمر اقليمي لتسوية نهائية للقضية، هذا ما طرحه وأجاب عليه كراس نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فهد سليمان" الذي جاء تحت عنوان "القضية الوطنية في زمن الإضطراب الإقليمي " .
يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، عن دور قوى اليسار في ظل المشهد العربي الرهن لإنهاء الانقسام "اليسار يشكل حالة توازن بين الكل الوطني والإسلامي مما يلقى عليه مسؤوليات كبرى انطلاقا من المخاطر التي تحدق بالمشروع الوطني الفلسطيني ".
وأكد أن الانتخابات النقابية والبلدية والتشريعية ستشكل مرتكز لفتح الطريق نحو حل استعصاءات المصالحة، مشددا على تراجع القضية الفلسطينية في ظل الاضطراب الإقليمي و الانحياز الأمريكي للمشروع الصهيوني ".
أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل فيفسر قرارات الرئيس محمود عباس الأخيرة التي تعمق الانقسام بالقول "لا تخرج هذه القرارات عن ما يروج له من صفقة كبري (صفقة القرن) التي تروج لها الإدارة الأمريكية بتسويق عربي لتطبيع علني مع إسرائيل ".
وقد قام الرئيس محمود عباس بخصم 30% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة كخطوة من سلسلة خطوات من أجل تراجع حركة حماس عن تشكيل لجنة لإدارة القطاع وتسليم ملفات القطاع لحكومة الوفاق الوطني
وحول مصداقية الحديث عن خصومات الرئيس محمود عباس للجبهتين (الشعبية والديمقراطية) يؤكد عوكل في مقابلة لوكالة " قدس نت" أن حالة الضبابية بسبب تناقل الأمر على لسان قيادات الجبهتين ونفى أعضاء حركة فتح للأمر منوها عدم استبعاده لأي خطوات قادمة تطال الجميع في ظل حالة الاضطراب .
ويشدد عوكل أن الخروج من الحالة الراهنة يتأتى بالخروج من الحسابات الحزبية الضيقة لصالح القضية الوطنية الجامعة.
من جهته يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية سمير أبو مدللة، الذى قام بتقديم كراس القضية الوطنية في زمن الاضطراب الإقليمي نيابة على نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان أن " السياسة التفاوضية للسلطة التي تعتمد على مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكية دون تدويلها والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية ، أدت لمخاطر محدقة بالقضية الفلسطينية ".
ويرى أبو مدللة في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، ضرورة الأخذ بتوصيات ما ورد في كراسة نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية وبخاصة فتح وحماس لإنهاء الانقسام، لوضوح أهداف المشروع الإسرائيلي من التهام الاستيطان للضفة الغربية وتهويد القدس في ظل وجود راعي أمريكي غير نزيه، داعيا لوجود استراتيجية نضالية فلسطينية موحدة.
جاء ذلك خلال ورشة نظمتها الجبهة الديمقراطية، اليوم السبت، في مطعم اللاتيرنا بمدينة غزة، لمناقشة كراس لنائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بحضور قيادات من اليسار والقوى الوطنية ومستقلين وكتاب تخللها كلمات لناصر صالح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية والكاتب السياسي والمفكر إبراهيم أبراش والكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل.
وأكد المجتمعون على سمو التفكير لدى اليسار الفلسطيني في تشخيص الواقع رغم انحطاط الواقع المعاش وتأزمه معللين ذلك بالقول "نحن أصحاب قضية لكننا لسنا أصحاب قرار".
