جعفر ...جعفر هو الاسم الذكوري لزوجتي اثناء وجودي بالاسر، بل وجدت ان معظم زوجات الاسرى قد تشاركن بالاسم نفسه او على الاقل بالفعل.
لقد اتخذت ام وطن اسم جعفر على سبيل المزاح لكن في حقيقة الامر هناك واقع فرض هذا الامر.
فزوجتي – بل وزوجات الاسرى – ومع اول لحظات اعتقال زوجها تتحول الى جعفر ، فالزوجه التي كانت قد اعتادت سابقا على الاستيقاظ مبكرا لاعداد وجبة الفطور لزوجها واولادها ثم القيام بامور المنزل من غسيل وجلي ، ثم تجيء وجبة الغداء وهكذا تستمر في شؤون البيت اليومية المعتادة ، ستصبح حياة هذه الزوجه بشكل اخر وبمهام اخرى لم تكن تعيها سابقا.
فبالاضافة الى عملها السابق سيضاف لمهامها مهام اكثر صعوبة ، وستضطر الى توسيع دائرة عملها وعلاقاتها ،فمنذ اليوم عليها مهمة ادار شؤون المنزل الماليه والادارية ، ومتابعة مدارس الاولاد، والتواصل مع المؤسسات المختلفة خاصة القانونية التي ستتابع زوجها وقضية اعتقاله.
سسيصبح على جعفر ادارة وتربية الاولاد وهذا ليس بالامر السهل في ظل غياب الوالد ، بل لا ابالغ ان قلت انه من اصعب المهمات فوجود الاب بالمنزل يعني ضمان الاستقرار والمتابعه والامان .
تجبر الزوجه على التعامل مع العديد من الاشخاص والبشر ، وهؤلاء فيهم الجيد وفيهم السيء ، فيهم من اتقى الله ومنهم من هو في حقيقته ذئب بشري ، وهذا يجبر الزوجه ان تتحول لجعفر .
تصبح ملاحقة ومتابعه في كل همسه وكل كلمه وكل زياره ، فطبيعه المجتمع لا ترحم لذا فهي حريصه في كل خطوة تخطوها ، تحاسب نفسها على لبسها.. ابتسامتها ...حركتها ... حتى نزولها وخروجها من باب العمارة تراقبه وتتحاشى وجود او مرور أي شخص غريب حتى لاتظلمها عيون الاخرين.
قد يمرض ابنها بعد منتصف الليل فتضطر لطلب سيارة اجرة لنقله الى المشفى اوان تطلب دكتورا خاصا لعيادة ابنها وهنا ستتحول لجعفر ...فرجلها ليس بالمنزل .
الاهم والاصعب في كل ما مضى هو انوثه الزوجه وقيمتها ، فلا تدرك الزوجه قيمتها الحقيقية ولاتشعر بنفسها الا مع زوجها ، ولن تنال حقها ويُعزز دورها وانوثتها الا مع شريك حياتها ، فهي بذلك جعفر.
بقلم ثامر سباعنه
فلسطين