يطالب نتنياهو وبشكل وقح من السلطة وقف مخصصات الاسرى والجرحى والشهداء

نشر الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي مقالا في صحيفة هآرتس، ينتقد نتنياهو الحكومة الإسرائيلية حول وقف مخصصات الاسرى والجرحى والشهداء مقارنا ذلك بدعم وتأييد القتلى والأسرى والجرحى الإسرائيلييين ووصفهم بالأبطال ودعمهم ماليا ومعنويا وبكل السبل .

وقال جدعون في بداية مقالته : رقم قياسي جديد بالوقاحة: يقول رئيس حكومة اسرائيل ان على السلطة الفلسطينية أن تثبت بانها ملتزمة بالسلام من خلال وقف اعطاء الاموال لعائلات  الاسرى والقتلى الفلسطينيين.

وأضاف : الدولة التي كان من المفترض ان تقوم بتعويض جزء كبير من هذه العائلات – بسبب القتل الذي لا لزوم له، والمعاقين الذين لا لزوم لهم والاسرى الذين لا لزوم لهم – تطالب بمنع السلطة الفلسطينية من عمل ذلك.

الدولة التي أدى احتلالها العنيف الى وجود المقاومة العنيفة: والتي اعتقلت مئات الاف الفلسطينيين وفرضت عليهم عقوبات شديدة، ويد جنودها سهلة على الزناد ولا يمر يوم تقريبا دون التسبب بالقتل والاصابة بشكل زائد – هي بالذات التي تتعامل بسخاء مع مصابيها واسراها واهالي قتلاها – تطالب بهكذا طلب من الفلسطينيين.

وتساءل الكاتب : هل يستطيع أحد التفكير بوقاحة أكثر من هذه؟ تخيلوا: بان يطالب محمود عباس بان تتوقف اسرائيل عن دفع المخصصات لارامل الجيش الاسرائيلي كاختبار لنواياها السلمية.

يجب أن نتغاضى طبعا عن الشروط التي تتبدل واختبارات السلام المضحكة التي يضعها بنيامين نتنياهو للمفاوضات بدون شروط مسبقة. في جوهر كل شيء توجد الفرضية الاكثر خطورة: الفلسطينيون هم ادنى منا .. ابطالنا مقدسين وابطالهم مجرمين.

وأشار جدعون : ان مجرد المقارنة تحدث عاصفة هنا. والى أن يتم اقتلاع هذه المفاهيم المشوهة من جذورها والى أن نضع أنفسنا بدلا منهم ونعتبرهم مساوين لنا في كل شيء – فانه لن يتغير شيء.

الاسرى الفلسطينيين هم أسرى حرب بالنسبة لهم، ابطال الشعب. والقتلى مقدسين. وهل يمكن ان يكون الامر مختلفا عن ذلك؟ هم الاشخاص الذين ضحوا بكل ما لديهم من اجل الصراع الذي لا يوجد اكثر عدالة منه.

اذا كان هناك شيء صحيح تقوم بها السلطة الفلسطينية فهو المساعدة المالية لعائلات الشهداء والاسرى الدعاية الاسرائيلية فقط أو أجهزتها الامنية تستطيع الاعتقاد بان هناك فلسطيني ذاهب للقتل والموت أو سيصبح معاق أو سيمضي ايام حياته بالسجن وكل هذا من أجل 1.200 شيكل شهريا لعائلته.

وقارن جدعون بين الطرفين قائلا : العقل المشوه فقط يستطيع الاعتقاد بانه لا يوجد لدى المحاربين الفلسطينيين دافع آخر باستثناء المال. واذا توقفت الاموال سيتوقف الارهاب. وان هناك جندي اسرائيلي واحد ذهب ليقتل ويُقتل من أجل المخصصات المالية؟ هل يمكن ان يخطر هذا على بال احد؟ ولكن يمكن اتهام الفلسطينيين بأي شيء. فهم ليسوا مثلنا.

وكان رأي الكاتب : على احد أن يهتم بعائلات الاسرى الفلسطينيين الكثيرة. انها ضحية الاحتلال لا يوجد شخص مستقيم واحد يفكر بجدية أنه يجب معاقبتهم. وعلى أحد ان يهتم بهذه العائلات. لا يوجد شخص مستقيم يعتبر أنهم جميعا يستحقون الموت. بما في ذلك الطفلة التي كانت تحمل المقص وملقي الحجارة الصغير. والمرأة التي وقفت على النافذة. وأيضا المخربين، نعم المخربين اولئك الذين قاموا بأفعال سيئة والحقوا الضرر بالابرياء هم ايضا ابطال بنظر ابناء شعبهم ويجب الاهتمام بعائلاتهم بالضبط مثلما أن القتلة عندنا هم ابطال والدولة تهتم بهم وبعائلاتهم.

ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية تفعل ذلك. هذا هو دورها. اسرائيل تقدم اموال اكثر بكثير من أجل احترام وتخليد ابطالها. ومنها بالذات يجب أن نتوقع بعض التفهم للجانب القومي المشابه للشعب الاخر.

سخرية القدر: ان طلب نتنياهو قبل يوم ذكرى قتلى الجيش الاسرائيلي باسبوع يوم الوفاء القومي لابطالنا.

وطالب نتنياهو وحكومته قائلا : لا يجب أن نقيس كميات الدم التي سفكها ابطالنا امام ابطالهم.

أو مدى البشاعة والضرر الذي لحق الابرياء. يكفي أن نتذكر: مثلما اننا نقف دقيقة صمت احياء لذكرى ابطالنا ونهتم بعائلاتهم فمن حق الفلسطينيين عمل ذلك بالضبط.

المصدر: القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء -