شاركت إدارة مجمع كمال عدوان الطبي التابعة للخدمات الطبية العسكرية بوزارة الداخلية في غزة بورشة عمل حول "واقع أخلاقيات المهن الصحية بين النظرية والممارسة العملية وسبل تعزيزها" والتي نظمتها كلية الطب بالجامعة الإسلامية بمدينة غزة.
وحضر الورشة عدد من الخبراء والأخصائيون وممثلين عن الخدمات الطبية العسكرية التابعة لوزارة الداخلية ووزارة الصحة والنقابات الصحية والكليات الصحية, والمؤسسات الصحية الأهلية.
من ناحيته قال المدير الإداري بمجمع كمال عدوان العقيد أحمد الكحلوت "إن الحصار أدى إلى نتائج مدمرة على المستوى الاقتصادي والإنساني, وكان أثره ملموسا على القطاع الصحي من حيث نقص الموازنات التشغيلية وزيادة الأعباء الوظيفية وانعدام الحوافز المالية ووقف الترقيات مما كان له دور سلبي على الموظفين في القطاع الصحي وتدني مستوى الرضا الوظيفي لديهم".
وقال فضل نعيم عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية في كلمته إن الثقة والتقدير أهم ما يقدمه المجتمع للطبيب كمقابل لما يقدمه الأطباء من خدمات للمريض, ولكن أزمة الثقة الحاصلة بين الطواقم الصحية من جهة والمرضى من جهة أخرى ترجع إلى سوء التواصل والثقافة المجتمعية السائدة.
وأوضح أن ما يطلبه المجتمع من الطبيب هو الإيثار أي تقديم المصلحة العامة على مصلحته الخاصة، والرحمة والشفقة في التعامل مع المرضى, لأن المريض قد يتفهم عدم وجود الإمكانيات اللازمة, ولكنه لا يتفهم أن ينعكس ذلك على سلوك العاملين في القطاع الصحي تجاه المرضى.
وسلط الحضور الضوء على أن القطاع الصحي في قطاع غزة يواجه عددًا من المصاعب والأزمات التي يصعب التوصل إلى حلول لها بشكل كلي، وأن من أهم المصاعب عدم القدرة على دفع الرواتب للموظفين، وعدم توفر الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء، وأيضًا نقص في كوادر الطبية في جميع التخصصات والتي تنعكس سلباً على أداء العاملين وفي بعض الأحيان على سلوكهم مع المرضى.
وفي ختام الورشة اتفق الحضور على معالجة الخلل في المنظومة الصحية وضرورة التقدم في مجال تعزيز أخلاقيات المهنة والاهتمام بتوعية العاملين ومتلقي الخدمات الصحية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمة وتعزيز مناهج أخلاقيات المهنة في الكليات الصحية بالجامعات الفلسطينية وزيادة العبء التدريسي والاهتمام بالجانب التطبيقي في المرحلة الإكلينيكية مع ضرورة تدريس أخلاقيات المهنة في السنة التي تسبق التدريب السريري المباشر.
