قَوسُ قُزحْ ...!!!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

قوسُ قزحْ ...

يبدأُ من الألوانِ ...

ينحني أمامَ الغيومِ ...

ينتهي دونَ أثر ...

****

لا لونَ للصَمتِ ...

لا معنىَ لهُ ...

كما الفراغُ ...

لا يملأ الوقتَ ...

****

خاويةٌ هي نظراتُنا ...

تبدأُ من قاعِ الشمسِ ...

تنتهي في كلماتنا رمادْ ...

****

كان السَفرُ يُتماً ...

ممزوجاً بأملِ اللقاءْ ...

صارَ اليتمُ طقساً دائماً ...

بعد أن طالَ الفراق ...

****

كانت الأمهاتُ ...

يغرقنَ في الدعاء ...

صارت الأمهاتُ ...

يغرقنَ في الدمعِ ...

والدماءْ ...

****

كتبٌ لا متناهية ...

ثقبتْ بالرصاص ...

سال منها لونٌ أبيضٌ ...

صارَ أكثر قتامةً ...

من اللونِ الأحمرِ ...

****

أمامَ البياضِ الشاسعِ ...

كانت تتجسدُ ألف قِصةٍ ...

وقِصة ...

لن يُسمحُ لها أن تكتبْ ...

فيتدلى الموتُ منها ...

معلناً موتَ اللغة ...

****

سمعت ثغاءً ...

أو صوتَ نشازٍ ...

تساءلتُ عمن يدفعُ ...

أجرة الزمارْ ...

في المساء ...

****

هي ماتت ...

ولم تمت ...

بقيت تسكن ...

في زوايا البيت ...

في شقوق الأرضْ ...

****

عجزَ القاتل ...

عن الكلام ...

لأن الضحية ...

لم تمت ...

****

إنتفضت الأرضُ ...

تنظف ما علقَ بها ...

من عفنْ ...

هناك نافذة ...

تشعُ منها الشمسْ ...

****

أُقفلت الستارةُ ...

لأنَ المشهدَ ...

فوقَ اللامعقولِ ...

قد أيقظَ الأمواتَ ...

من رقادِهم ...

فما بالُكَ ...

فِيمنْ بقيَ لَديهمْ ...

بعضٌ من ضمير ...

****

كل يومٍ نُعلي سُقوفَ ...

نِسياننا ...

ونبدأُ رفعَ مشاعِلِنا ...

من جديد ...

بحثاً عن المفقودِ ...

فينا ...

****

من أيقونة الشعر ...

محمود درويش ...

إلى شاعرِ النثر ...

أدونيس ...

الذي استمرأ الغيابَ ...

في باريس ...

****

لا أحد يهمسُ ...

في أذن القاتلْ ...

أن يتوقف عن الهذيان ...

ولو إلى حين ...!!!

****

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس