ما جاء في وثيقة حركة حماس الأخيرة سيغير من طبيعة سياسة حماس الفكرية وسيجعل القضية تتجه لمسار مختلف عن ما كانت عليه في السابق وسيجعل المهمة سهلة نسبيا بما كانت عليه من إستراتيجية سابقة وخاصة في الشئون الإقليمية والدولية متناسبا مع الأوضاع الراهنة في الوطن العربي ككل .
وفك إرتباط حركة حماس مع تنظيم الإخوان تنظيميا ليس بجدبد ولكن لم يتم الإعلان عنه رسميا كما هذه المرة ولكن كانت الحركة تلمح لهذا المشروع عبر وسائل الإعلام المختلفة تمهيدا للوثيقة الجديدة . وحسب تحليلي أن هذا الإنشقاق جاء نتيجة ضعف وتراجع الإخوان ومشروعهم في الوطن العربي وخاصة في مركز القيادة مصر ويعتبر الإنشقاق ضربة موجعة لتنظيم الإخوان وخاصة في الوضع الراهن وهذا الإنشقاق سيطرح أسئلة كثيرة للمراقبين في الشئن السياسي .
تعتبر الوثيقة الجديدة لحركة حماس في الآونة الاخيرة هي نتيجة مراجعات فكرية قامت بها الحركة بعد مرور عشر سنوات من الإنقسام الفلسطيني دون أي إنجاز يتحقق على أرض الواقع . الوثيقة السياسية لحركة حماس تحمل عبر طياتها بنود كثيرة تتعلق بالجانب السياسي والعسكري ولكن من أهم ما جاء في هذه البنود هو قبول حركة حماس بإقامة الدولة ذات السيادة على حدود عام 67 مع عدم الإعتراف بإسرائيل والإعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بجميع أطيافه وتياراته المختلفة . والغريب في الأمر ان ما جاء في الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس هو نفس ما جاء في أدبيات حركة فتح . السؤال الذي يطرحه الجميع هل لدى اليهود إستعدادا لتحقيق مال جاء في الوثيقة . جميل جدا أن نرا تلك المراجعات الفكرية لحركة حماس في ظل الإنقسام لعل ذلك يسعى الى تغيير الواقع الصعب الذي نعيشه جميعا والأجمل من ذلك هو التوافق الفكري بين حركة حماس وحركة فتح لأن ما جاء في الوثيقة يجمع بين مشروع حماس وفتح سويا . لعل ذلك يكون الطريق الاقرب لأتمام المصالحة التي يتعطش لها الجميع منذ سنوات طويلة .
بقلم الكاتب الصحفي : أشرف صالح