إرحموا الاسرى وذويهم من تحليلاتكم

بقلم: رياض الأشقر

بعد كل خطاب لابوعبيدة او بيان لكتائب القسام ، ينبري عدد من الكتاب والمحللين والسياسيين لإطلاق التكهنات والتحليلات المبنية على اجتهادات شخصية وتحليلات غير واقعية حول مدلولات الخطاب وماهيته، والمقصود منه والرسالة المبتغاة، وغيرها من تلك التحليلات التي ترفع من امال الاسرى وتوقعاتهم .

من يعتقدون بانهم اصحاب خبرة امنية وسياسية ويطلقوا تلك التحليلات لا يعلمون ما مدى انعكاسها وتأثيرها على نفسيات الاسرى وذويهم ، بل لا يدركون بان هناك المئات يعيشون على ذلك الحلم وينتظرون كلمة يطفئون بها نار المعاناة المستمرة منذ عشرات السنين ، بل يطلقوا العنان للتخيلات، لدرجة تصل بهم ان يقترح الاسير مع نفسه لون لدهان جدران غرفه النوم .

انا مقتنع واؤمن تماما بانه في النهاية سيخضع الاحتلال وسيوافق على اجراء صفقة تبادل ولكن هذا الامر قد يحتاج الى وقت طويل وهو امر ليس بالسهل او الهين ، فهو حتى هذه اللحظة لم يعترف بشكل واضح بان لديه اسرى لدى المقاومة، وهو يصنفهم قتلى واقام سابقاً شعائره الخاص بعملية الدفن المتبعة في كيانه المزعوم ، وابلغ ذويهم بذلك بل ويصرف لهم من المخصصات ما يوازى ذلك .

الاحتلال لكى يغير فقط من قناعاته بان لدينا جنود أسرى أحياء يحتاج الى دليل ملموس، والمقاومة تؤكد بانه لا معلومات بالمجان، والاحتلال لا يريد ن يقدم لنا انجازاً وخاصة بعد الاخفاق الواضح له في الحرب الاخيرة على غزة، وهذا لوحده قد يحتاج لوقت ليس بالقصير، ولا اتحدث هنا بدافع الاحباط لكن بدافع المشفق على الاسرى وذويهم من تبعات التحليلات والتوقعات الغير مسئولة لمجرد الخروج على وسائل الاعلام للحديث في دلالات الخطابات وتفسيرها .

بعد خطاب "ابوعبيدة" الاخير الموجه للأسرى وصل البعض في تحليلاته بانه هناك مفاوضات تجرى في الخفاء وان هناك قوائم سلمت للاحتلال ، وان تهديد القسام برفع الاعداد يؤكد ذلك ، وجعل البعض يتصور بان الاسرى باتوا على الابواب وينتظرون التوقيع على الصفقة .

كمتخصص ومتابع جيد لملف الاسرى استبعد على الاقل في الوقت الحالي ان يكون هناك مفاوضات مع الاحتلال حول صفقة قادمة ، وفى اعتقادي ان جرى حديث في وقت سابق يكون من باب جس النبض فقط ، واستطلاع مواقف الاخر، ولا اعتقد بان هناك قوائم قدمت ، وان تصريح القسام نابع من كونه يعرف جيدا من هم الاسرى الذين سيطالب بالإفراج عنهم في أي صفقة قادمة، وهذا الامر ليس جديداً فالأسماء معروفة وتدور في جلها حول المئات من اصحاب المؤبدات والاحكام العالية والقدامى وهم محور قضية الاسرى .

لذا من باب الرأفة بالأسرى وذويهم نترك هذا الامر للمعنيين واصحاب الشأن ، فهم اقدر منا جميعاً على معرفة خبايا هذه القضية ، ونحن على ثقة عالية بهم ، وبإدارتهم لهذا الملف الحساس .

بقلم/ رياض الاشقر