نكتب بالحرف من منطلق دعمنا للحركة الاسيرة المناضلة في سجون الاحتلال الصهيوني ، فاضراب الاسرى يشكل بوصلة النضال الفلسطيني ولا بد من تعزيز التحركات في سبيل تحطيم قيود الأسرى واطلاق حريتهم، وفضح جرائم الاحتلال والممارسات اللاانسانية المخالفة لكل القوانين الدولية، التي تمارس بحق الاسيرات والاسرى المناضلين .
ونحن بكل تأكيد نعتز بالتحركات الجارية على مستوى دعم الحركة الاسيرة باعتبار ذلك يشكل نموذجا نضالياً للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال باعتبارها حركة وطنية ضحت بزهرة شبابها وشاباتها في سبيل حرية شعبها والدفاع عن وطنها وعن قضيتها فلسطين، لقد اعتقلوا هؤلاء المناضلون من قادة ومناضلين وشابات وشباب واطفال وهُم يُدافعون عن شعبهم وعن كرامته وحقوقه الوطنية، وهُم أحق الناس بالوقوف الى جانبهم وشد ازرهم، وعدم نسيانهم في ظل الاحداث المتراكمة والمتسارعة على الشعب الفلسطيني، ان هؤلاء الأسرى والمعتقلين هم جنود الحرية الذين يعانون ويتعذبون من اجل فلسطين ومن أجل الانتصار.
ان معركة الحرية والكرامة والامعاء الخاوية التي يقودها الاسرى في ظل الهجمة الشرسة الاجرامية المتواصلة عليهم داخل السجون، حيث يوجد في سجون الاحتلال أسرى من الدول العربية ناضلوا من اجل فلسطين، ولذلك يعيش الأسرى الفلسطينيون والعرب ظروفاً قاسية في ظل استمرار انتهاك حقوقهم وكرامتهم، وعدم التزام حكومة كيان الاحتلال بحقوق الانسان والمبادئ الانسانية، وكذلك عدم احترامها للشرائع الدولية التي تكفل حماية الأسير وحقوقه.
من هنا نرى انه ومنذ احتلال الارض الفلسطينيه عام 1967 ولغاية هذه اللحظه لم تترك حكومات الاحتلال المتعاقبه وسيله للدمار والقتل والبطش ,لم تترك اسلوبا قاسيا الا واستخدمته بحق شعبنا الفلسطيني وفي المقدمه الاسرى والمعتقلين الفلسطينين والعرب، حيث كان كل هذا يهدف الى ضرب وكسر الروح النضاليه والكفاحيه والوطنيه التي يجسدها ويمثلها الاسير الفلسطيني،الذي ما زال يواجه كل الظروف القاسيه والتي تتمثل بالعديد من الممارسا ت الاسرائيليه بحق الاسير لانتزاع منه القيم الوطنيه ومفاهيم الانتماء للوطن ,حيث انه وعبر سنوات هذا الاحتلال الغاشم قام باعتقال مئات الآف من الشعب الفلسطيني ، لكنه رغم كل هذا الحجم من الاعتقال لم يحقق اهدافه وتمرير مخططاته العنصريه بقتل الروح النضاليه للفلسطيني وتاريخه العميق ,حيث توالت ممارسات الاحتلال من خلال كل اشكال التعذيب التي تتخيلونها وكل انواع الاذلال والحرمان لكسر ارادة المعتقل الفلسطيني ، الا ان الاسير الفلسطيني بقي صامداً بالسجون في اقبية التحقيق وصنع اجمل نموذج للانسان المكافح والمناضل الذي يتجدد دوما بعشقه لقضيته .
وامام كل ذلك نقول ان الأسرى بحاجة الى حركة تضامن وتضافر الجهود الشعبية والجماهيرية والى حملة شعبية مستمرة، فيجب نصب خيم الاعتصام وتفعيل دور المؤسسات والجمعيات الاهلية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية منها للقيام بواجبها ، ومطالبة المجتمع الدولي
أن يلزم حكومة الاحتلال في التعامل مع الاسرى وفق اتفاقية جنيف الرابعة ، التي تنص على احترام الاسرى واعتبارهم اسرى حرب وفق المواثيق والقوانين الدولية .
ختاما : لا بد من القول ، أن قضية الأسرى هي قضية وطنية وسياسية ونضالية من الواجب على الجميع إعطاء هذه القضية الأولوية ووضعها على رأس الأولويات، وتفعيلها على كافة المستويات ، لأن قضية الأسرى أساسية ولا تقل قداسة عن بقية الثوابت الوطنية.
بقلم/ عباس الجمعة