الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مكان وزمان لم يختلفان عليه, ولم يشكل عقبة للقائهما.
اجتمع القائدان ليتم الإعلان عن نهاية الانقسام الفلسطيني الذي بات مرض "عضال" يؤرق كل مواطن, زالت الخلافات وتلك التي كانت توصف بالشائكة , من ملف أمني, وانتخابات, وصيانة منظمة التحرير, وما إلى ذلك من عقبات كانت تحول دون التوصل إلى أي اتفاق مرتقب.
جميعها حُلت والعقدة الأمنية باتت مصلحة وطنية حيث أصبحت الشرطة المدنية لحماية المواطن بالداخل الفلسطيني, والأمن الوطني لحماية الدولة الفلسطينية القادمة من أي عدوان خارجي, أو انتهاكات, أو توغل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتم كشف النقاب في بيان مشترك للقائدين عن انتهاء ما سمي بالتنسيق الأمني بل ووصل الحد لتحريمه وتجريمه ومعاقبة من يتواصل مع الاحتلال به بالإعدام شنقا أمام جموع المواطنين.
وأعلن أيضا أن المفاوضات المباشرة والغير مباشرة مع الاحتلال لن تعود إلا بشروط فلسطينية عادلة على رأسها اعتراف الاحتلال بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على كامل تراب الضفة والقطاع وإخلاء المستوطنات وتبيض سجون الاحتلال من أبطالنا الأسرى بشكل كامل دون قيد أو شرط.
مع التأكيد على حق الفلسطينيين بحقوقهم التاريخية في فلسطين وكل فلسطين, كما كان لعودة اللاجئين الشرط الأسبق لكل الشروط فبدونها لا حلول ولا سلام ولا أمن.
وعلى الصعيد الداخلي تم الإعلان بنفس البيان على تبيض السجون في الضفة وغزة من كافة المعتقلين والإبقاء على العملاء واللصوص وتجار المخدرات.
ردود الأفعال العربية والإسلامية كانت مؤيدة لهذا الاتفاق وستدعمه بقوة، بل وأعلنت بعض الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع الاحتلال بقطعها وإنهاء أي معاهدات سلام بينها ما لم يلتزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ الشروط الفلسطينية التي هي حق لا يمكن التفريط به بحال من الأحوال.
ابنتي الصغيرة تداعب قسمات وجهي كما كل صباح، فما كان مني إلا أن التفت فأجد أمامي الساعة تنبهني بأنه حان وقت ترك أحلام اليقظة والذهاب للعمل كالمعتاد.
فسرحت طويلا وأخيرا قلت "اللهم اجعله خيرا"..
بقلم ـ محمد فايز الإفرنجي :