قد نستطيع ان نجيب على السؤال الاتي من الشواهد والحقائق التي تتسم بها الحالة الفلسطينية من حالة تيه وانقسامات وترهل ثقافي بل ظهور المشوهات للثقافة الوطنية في حالة الصراع مع المشروع الصهيوني .
لماذا لم تنتصر الثورة الفلسطينية المعاصرة وبعد52 عام من انطلاقتها ...؟؟؟
طبعا سؤال كبير يحتاج ربما لمجلدات تغوص في الحالة التركيبية والوجودية وامتداداتها الاقليمية والدولية والتقاطعات والمفارقات في البرامج النضالية والسياسية والامنية ولكن وبرؤوس عناوين قد نجمل في الركائز التي ارتكزت عليها منظمة التحرير ما هيتها واين هي ... وما بين النظرية والتطبيق .
حكمت فصائل منظمة التحرير اهداف ومنطلقات تكون مشابهة لحد ما الى بداية النصف الثاني من السبعينات من القرن الماضي وان ظهرت ما قبل ذلك حمائم السلام والتنازلات عن ما اسسته فصائل منظمة التحرير والذي عرف بغصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الاخرى .. ولكن كان لا احد يجرؤ على مجرد نقاش ما جاء في الميثاق الوطني والذي يعتبر مقدسا بالنسبة للفلسطينيين وارتباطه العضوي بالحالة الفلسطينية وكذلك النظام الاساسي لفتح واهدافها ومطلقاتها وحالة التأرجح الايديولوجي لفصائل اليسار بين القومية والماركسية اللينينية والماركسية الماوية وغيره من المسميات وانقساماتها الداخلية التي تتجه بعض منها نحو اليمين والاخر نحو اليسار المتطرف. وهناك من اعتمد برنامج المرحلية في وقت مبكر في اوائل السبعينات وبعد خسرت الثورة اهم ارتكازاتها في الاردن وحالة الانفلاش التي تبعت ذلك بعد الخروج من الاردن وقرار التجييش الذي كان احد اطروحات ابو الزعيم .
المهم وفي وجهة نظري بعد ذلك علت قوى الثورة وقيادتها لحروب ومواجهات تحريكيه وليست تحريرية من حيث الهدف والسلوك بالإضافة الى الانسلاخ آت عن انظمتها الاساسية المفترض ان تكون حاكمة وبالتالي تغييب للأهداف والادبيات والافكار والوسائل التي تؤدي الى سلوك التحرير من خلال الحرب الشعبية فكان الحل المرحلي والنقاط العشر المقرة في المجلس الوطني عام 1973م و1974 وان لم تتنازل عن الحق في فلسطين الا انه كان طرحا مبكرا لقضية اقامة السلطة الوطنية على أي جزء محرر ولان الثورة الفلسطينية لم تستطيع انجاز المرحلة الاولى في حرب الشعب لتقفز للمرحلة الثالثة التي تنص على توازن الرعب والتوازن او التفوق الامني مع العدو لتنجز ارض محررة لإقامة السلطة كأرتكاز لتحرير باقي فلسطين .
في عام 88 واعلان وثيقة الاستقلال واعلان الدولة تم تجاوز الحل المرحلي ايضا للدخول في انفاق اوسلو والاعتراف بإسرائيل على غالبية الارض الارض الفلسطينية بل جهزت الاجهزة والقوات لتفرض واقع جديد على الشعب الفلسطينية وشيطنة كل من يطالب بالإصلاح والرجوع للنظام الاساسي والميثاق .
نجد اليوم حالة الطلاق الكاثوليكي بين الميثاق الوطني قبل تعديله في عام 97م ولشطب البنود الادبية والتربوية المتعلقة بالصراع ، ولذلك بقي الاطار الخارجي كالأسماء للفصائل وبدون الجوهر الداخلي للأسس وجودها وانطلاقاتها والعبور نحو اوسلو وما سيأتي من جديد تحت ارتكازان اوسلو وما يسمى سلام الشجعان ...!! ولتكون منظمة التحرير وحركة فتح والفصائل شاهد زور على حالة الانهيار الوطني والسياسي بشكل عام .
كان لكي تمرر كل الاطروحات كان لابد من خلق الصراعات الداخلية في داخل الفصيل والصراعات الحزبية والفصائلية فيما بينها ولم تعد ديموقراطية غابة البنادق بل اصبحت ديموقراطية الديكتاتور وما يمتلك من اوراق قوة القرار والمال لتجعل الغالبية تقع في فك التنازلات وما جير من دعم مالي اقليمي ودولي لصلاحيات الديكتاتور ..... وتحويل قوى الثورة الى اجهزة عاملة على الصراعات والتوازنات الداخلية .
لماذا الثورة الفلسطينية وهي اطول ثورة في التاريخ لم تحقق اهدافها .....؟؟ احدهم سيقول ان الصراع مع المشروع الصهيوني من اعقد الصراعات .... وانا اقول ليس كذلك ولم يكن اعقد من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي للجزائر او الفيتنامي حتى حروب التحرير للشعب الفرنسي ايضا ..... ولكن في الجوهر اننا احترفنا وضع الحواجز بين النظرية والتطبيق ونفس البرجوازية القصير الذي يحكم للان المسيرة السياسية وما تولد ونجم عنه الإقطاع السياسي .
من الوهم ان نقول ان لدينا ميثاق على ضوء الممارسة وان نقول ان لنا ادبيات واهداف ومنطلقات ومن المحرم ان نقول الدولة الديموقراطية وتصفية المشروع الصهيوني ومن الخطأ ان نقول ان لدينا مشروع سياسي وطني او نظام سياسي مؤسساتي .
ولدلك نامل في الوقت القريب ان نتجاوز الوثائق الداخلية ولوثيقة وطنية من فتح وحماس والجهاد واليسار ما عدا حزب فدا والمستقلين من قوى شعبية وليس المستقلين اسما ورقة ووثيقة ضرورية تفرضها المرحلة
نعم نحتاج وثيقة وطنية جامعة لكل الوان الطيف نخاطب بها دول اﻻقليم والمجتمع الدولي وترسم اليات العمل الداخلي
بقلم/ سميح خلف