إثنان وعشرون يوماً ومازال أحرارنا وبواسلنا صامدين.. القائد الرمز " مروان البرغوثي " أبا القسام" أحمد سعدات" أبا غسان" كريم يونس " أبا يونس" واللواء فؤاد الشوبكي" أبا حازم " والقائمة تطول من الرجال الرجال والماجدات الماجدات القابضين على الجمر الذين يخوضون بأمعائهم الخاوية معركة العز والكرامة والمجد المؤثل .. وكأن أجسادهم النحيلة جبال لا يتراجعون ، و يصارعون ويقاومون الموت ويوزعون صمودهم وشموخهم .. لم يعرفوا غير الوقوف مع الوقوف .. يغازلون الشمس، والسنديان.. والجبل..والبحر ، لم يتعبهم السفر في آفاق عتمة الزنازين وأقبية السجون رغم العذاب والآلام والجراح والشجون.
إن أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات الحرائر يعلمون أن الإضراب عن الطعام طريق وعر، ومسلك خطر، وأنه قد يودي بهم الى الشهادة، او يلحق بهم أمراضاً وإصاباتٍ خطرة. ولكنهم مع ذلك أصروا أن يخوضوا إضرابهم لأنهم يدركون أن العدو الصهيوني الغاشم لا يستجيب لمطالبهم ، ولا يسمع لشكاواهم ، ولا يلبي حاجتهم إلا إذا أرغم على ذلك.
فمن الواجب علينا جميعاً في الداخل والخارج والشتات أن نكون صوتهم، وأن نسمع العالم الذي يدعي أنه (متحضر) أنينهم ، وإبراز معاناتهم دون رتوش ، وتدويل قضيتهم ورفعها الى المحاكم الدولية، لأنهم مقاتلون من أجل الحرية. وقدموا ارواحهم من أجل عزة الوطن وقدسية ترابه، وضحوا من أجله بزهرات شبابهم وأهاليهم وراحة بالهم، وحلموا بغد أجمل.
هم ملح الأرض، وأكاليل المجد ، يعمر بهم القلب، ويكبر بهم الوطن لأنهم من زرعوا في ترابه الغالي أشجار عطاء.. رووها بحبات عرقهم فشمخت بعنفوان لتعانق شمس الكرامة وتجذرت بثبات لتقاوم هوج الأعاصير ونمت في ظلالها ورود الحرية التي يفوح منها عطر الانتصار.. هم ضمائرنا حين تنام منا الضمائر أو تخمل أو تُغتال.
هم من عانقوا بهاماتهم الشامخة وأمعائهم الخاوية قمم المجد، وسطروا في سفر التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى دروب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحوالنصر والتحرير.
المجد لكم أسرانا ايها المرابطون في الثغور، وأكاليل الغار لمن رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن فأزهرت شقائق النعمان عنفواناً وشموخاً.
بقلم/ فراس الطيراوي