اتفقنا أو اختلفنا مع حركة حماس ، والمؤكد أننا اختلفنا ولا زلنا حول قضايا أساسية ، وقف في مقدمتها ما تعرضت وتتعرض له سوريا من حرب كونية هدفت ولا زالت إلى تغيير بنيتها السياسية وتقسيمها جغرافياً وحتى ديمغرافياً ، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول في المنطقة . ومن دون الإسهاب في هذه القضية الحساسة التي وبتقديري لن تسوى تلك الخلافات إلاّ من خلال مراجعة حقيقية لما بنت عليه حماس مواقفها الغير إيجابية نحو سورية ، حتى لا نقول أكثر . وهي وإن أصدرت وثيقتها التي قبلت من خلالها بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 من خلفية أنها تحظى بإجماع وطني فلسطيني . لكانت قادرة أيضاً وبعد أن تكشفت زيف إدعاءات ما سمي ب " الربيع العربي " ، أن تُجري حماس مراجعة نقدية لمواقفها ولحسابات المصالح العليا لأمتنا التي تتهددها الأطماع الصهيونية ، ومحور المقاومة يقع في أولويات تلك المساعي " الإسرائيلية " الهادفة إلى القضاء عليه ، وقد شكلت سورية على الدوام الركيزة الإستراتيجية في ذاك المحور الممتد من فلسطين إلى لبنان إلى سورية وإيران .
وعودة على بدء ، إن اختلفنا أو اتفقنا مع حركة حماس ، علينا أن نقر وألاّ نغفل أو نسقط أنها من القلائل في الساحة الفلسطينية التي أرست تقاليد لعمل ديمقراطي يرتقي في منسوب مقبول من الشفافية ، قد أوصل في محطات كثيرة إلى التأكيد على أهمية تداول السلطة بما يعزز الحركة وتماسكها أقله في حياتها الداخلية ، ويعطيها حيوية الحضور والانتشار عبر مؤسساتها الحركية وعلى مختلف عناوينها التنظيمية زالسياسية والإنسانية والحقوقية . والمؤتمر الأخير للحركة وما أفضى إليه من نتائج أوصلت السيد اسماعيل هنية إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة ، بديلاً للسيد خالد مشعل الذي انتهت ولايته . يؤكد المؤتمر أن حماس تمكنت وبرغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من أحداث ، وتشظي حضورها بسبب ذلك أن تنجز عقد مؤتمرها العام بكثير من السلاسة والهدوء ، رغم ما كتبه القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف في مقالة أشار فيها الى نقاط سوداء شابت العملية الانتخابية قال فيها : " لسنا بصدد فتح الحديث عن اللوائح والقوانين الناظمة للعملية الانتخابية ، والتي لم تكن عملية إجرائها في هذه الدورة موفقة في بعض المناطق ، وتركت ندوباً سوداء على ما اعتبرناه دوماً أطهر ما فينا وهو النزاهة والشفافية والأخلاق ، وأننا ننظر للمناصب كمغرمٍ وليس بمغنم " . فإننا نسجل للحركة مؤتمرها العام ، كما سجلنا من قبلها لرفاقنا في الجبهة الشعبية عقد مؤتمرهم العام في ظروف مشابهة من دون الإكتراث للآوضاع التي تعيشها المنطقة من أحداث خطيرة وخطيرة جداً .
بقلم/ رامز مصطفى