( 1 )
أُهدِي إليكَ تحيّةَ الإكبارِ
يا موطني يا زينةَ الأقطارِ
زيّنتَ خارطةَ البلادِ جميعِها
بل صرتَ لحناً في هوى الأحرارِ
تسعٌ و ستّونَ العجافِ تعاقبَتْ
مازلتَ فيها في يدِ الأشرارِ
والنّايُ يشدو : يا فلسطينُ المُنى
يا موطنَ الأمجادِ و الإصرارِ
يا قِبلةَ الشعراءِ في ليلِ النوى
منذا سواكِ يُهِيْجُ لي أشعاري
ما أنتِ داراً كالدّيارِ نُشِيْدُها
بل أنتِ شِدتِ شموخَنا يا داري
و عَجَنتِ دفقاتِ الطحينِ لِشَعبِنا
فأكلتُ خبزَ عزيمةٍ و فَخَارِ
شِخنا و نحنُ نُنَاظرُ اليومَ الذي
فيهِ نؤوبُ لمنزلٍ و حِجَارِ
و نلقّنُ الخصمَ الحقيرَ دروسَهُ
إذما سيرحلُ ناهقاً كَحِمَارِ
و يُلَمُّ شعبٌ قد تشتّتَ شملُهُ
ذاقَ العذابَ بِبُعدِهِ الغدّارِ
(2)
لمّا مُنِعتُ من الأزيزِ و وَقْعهِ
قدّمتُ شِعراً مع صدى الأوتارِ
و سألتُ جَدّي : قل لنا يا جَدَّنا
حتّامَ نبقى لاجِئي الأقطارِ ؟!
فأجابَ جَدّي : يا حفيدي أصغِ لي
لِلنّصرِ لغزٌ غامضُ الأسرارِ
لا لن يُحرّرَ أرضَكَ الدّمعُ الذي
تبكيهِ ليلاً مع ندى الأسحارِ
أو شاعرٌ نَظَمَ القصيدَ لأرضِهِ
و أتى قصيداً مُتْقَنَ الأفكارِ
أو منبرٌ فيهِ اللَّوَاقِطُ دُجِّجَتْ
وبهِ الخطيبُ مُفَوَّهُ الأذكارِ
أو صُلْحُ ذُلٍّ قد أُعِدَّ مِدَادُهُ
لِنُقَاسَمَ الأوطانَ بالأشبارِ
أو فُرْقَةٌ شقّتْ صفوفَ جنودِنا
و أتَتْ بِفَصلٍ سَيِّئِ الأخبارِ
لا لن يحرّرَ أرضَنا إلّا الذي
جعلَ الرصاصَ كَوَابلِ الأمطارِ
وضعَ الأكُفَّ على الزّنادِ موجّهاً
نحو العدوِّ رصاصةً كالنّارِ
و بغيرِ ذلكَ لن تعودَ بلادُنا
بل سوفَ تبقى مَرْتَعَ الكفّارِ
بقلم/ عبدالسلام فتحي فايز