هولوكست النكبة 69

بقلم: عبد السلام فايز

   ( 1 )

أُهدِي إليكَ تحيّةَ الإكبارِ

يا موطني يا زينةَ الأقطارِ

 

زيّنتَ خارطةَ البلادِ جميعِها

بل صرتَ لحناً في هوى الأحرارِ

 

تسعٌ و ستّونَ العجافِ تعاقبَتْ

مازلتَ فيها في يدِ الأشرارِ

 

والنّايُ يشدو : يا فلسطينُ المُنى

يا موطنَ الأمجادِ و الإصرارِ

 

يا قِبلةَ الشعراءِ في ليلِ النوى

منذا سواكِ يُهِيْجُ لي أشعاري

 

ما أنتِ داراً كالدّيارِ نُشِيْدُها

بل أنتِ شِدتِ شموخَنا يا داري

 

و عَجَنتِ دفقاتِ الطحينِ لِشَعبِنا

فأكلتُ خبزَ عزيمةٍ و فَخَارِ

 

شِخنا و نحنُ نُنَاظرُ اليومَ الذي

فيهِ نؤوبُ لمنزلٍ و حِجَارِ

 

و نلقّنُ الخصمَ الحقيرَ دروسَهُ

إذما سيرحلُ ناهقاً كَحِمَارِ

 

و يُلَمُّ شعبٌ قد تشتّتَ شملُهُ

ذاقَ العذابَ بِبُعدِهِ الغدّارِ 

 

                     (2)

 

لمّا مُنِعتُ من الأزيزِ و وَقْعهِ

قدّمتُ شِعراً مع صدى الأوتارِ

 

و سألتُ جَدّي : قل لنا يا جَدَّنا

حتّامَ نبقى لاجِئي الأقطارِ ؟!

 

فأجابَ جَدّي : يا حفيدي أصغِ لي

لِلنّصرِ لغزٌ غامضُ الأسرارِ

 

لا لن يُحرّرَ أرضَكَ الدّمعُ الذي

تبكيهِ ليلاً مع ندى الأسحارِ

 

أو شاعرٌ نَظَمَ القصيدَ لأرضِهِ

و أتى قصيداً مُتْقَنَ الأفكارِ

 

أو منبرٌ فيهِ اللَّوَاقِطُ دُجِّجَتْ

وبهِ الخطيبُ مُفَوَّهُ الأذكارِ

 

أو صُلْحُ ذُلٍّ قد أُعِدَّ مِدَادُهُ

لِنُقَاسَمَ الأوطانَ بالأشبارِ

 

أو فُرْقَةٌ شقّتْ صفوفَ جنودِنا

و أتَتْ بِفَصلٍ سَيِّئِ الأخبارِ

 

لا لن يحرّرَ أرضَنا إلّا الذي

جعلَ الرصاصَ كَوَابلِ الأمطارِ

 

وضعَ الأكُفَّ على الزّنادِ موجّهاً

نحو العدوِّ رصاصةً كالنّارِ

 

و بغيرِ ذلكَ لن تعودَ بلادُنا

بل سوفَ تبقى مَرْتَعَ الكفّارِ

بقلم/ عبدالسلام فتحي فايز