عندما تغادر حركة التحرر الوطني مربعها الطبيعي "مربع التحرر الوطني"نظرا لهشاشة بناءها التنظيمي،اولإنتماء قادتها الى الطبقة البرجوازية،او لفشلها في انجاز مشروع التحرر الوطني،تتقاطع مصالحها تلقائيا مع المستعمِر،بل تصبح مع الزمن وبحكم احتكارحا للسلطة وللسلاح وللمال استطاله لهذا المستعمِر داخل المجتمع المستعمَر،متجاوزة مصالح الشعب المستعمَر،بحكم انتاج شرائح مجتمعية سياسية اقتصادية واجتماعية تتقاطع مصالحها مع المستعمِر،وتصبح اكثر شراسة تجاه الشعب المستعمَر،لأنها تتوجس خيفة من الشعب,
ونظرا لغياب اعادة تعريف مفهوم التحرر الوطني ،من قِبَل من كانت حرة تحرر وطني في السابق،يترسخ وجود المستعمِر،من خلال "مقاومة المقاومة"من قِبَل حركة التحرر السابقة،وتصبح العلاقة مابين الشرائح السياسية ولإقتصادية والإجتماعية اقرب الى "البزنس" منها الى علاقة الصراع من اجل الإنعتاق من ربق المستعمِر.
في هذه الحالة ترضى وربما تعمل تلك الشرائح المذكورة سابقا،على ترسيخ وبقاء المعازل البشرية ،والتي تتواصل فيما بينها اما بواسطة الأنقاق او الجسور،لعزل الناس المتواجدين في تلك المعازل،عن بقية الشعب،والهائهم مناطقيا توطئة لتفتيت الشعب والنسيج المجتمعي،وتقوم بالتعاون مع المستعمِرلضرب الإقتصاد الناشيء للتو والهش،من خلال اغراق السوق ببضائع المستعمِر،ويساهم في ذلك الطبقة الإقتصادية من خلال اقتصاد السوق والبنوك،ويتم اغراء المستعمَر، بوهج بريق السلع الإستهلاكية،لافراغ جيوب الشعب المستعمَر من المال،وتذويب رأس المال الوطني المنتج،لإدامة تمويل المستعمِر، اذ تصبح العلاقة اقرب الى الشراكة منها الى قيادة الصراع لانجاز مشروع التحرر الوطني.ولا تستقيم وتستمر تلك الشراكة،الا بترسيخ وتعميق التنسيق والتعاون الامني،وقد يصبح هذا التنسيق والتعاون الامني،إن لم تستأنف المقاومة،تبعية امنية.
يوسف شرقاوي