شدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح على أن الفلسطينيين بحاجة إلى ميثاق وطني يُحدد ما هي الثوابت والمرجعيات التاريخية والقانونية لكامل حقنا في وطننا فلسطين.
وأكد شلح، خلال كلمة مُتلفزة، بمناسبة الذكرى الـ 69 للنكبة الفلسطينية، أن الحاجة للميثاق الجامع، هو للخروج من حالة البلبلة والفوضى الفكرية والسياسية والرسمية والفصائلية، ومواجهة تفشي الصهيونية.
وقال : "الميثاق يقول للعالم هل أرض فلسطين لنا أم لليهود الصهاينة، وهل من حقنا حمل السلاح والقتال من أجل تحريرها كما كل شعوب الأرض أم من حق بعضنا أن يلزم نفسه بنبذ المقاومة وتجريمها ومحاربتها خدمة لعدونا".
أسس المصالحة
وبين شلح، حتى لا يبدو حديثنا عن الوحدة نوعاً من الخيال أو الوهم، نقول، وبكل صراحة والتزام ومسؤولية، لا يمكن تحقيق الوحدة الفلسطينية، ولا حتى المصالحة وإنهاء الانقسام، دون سحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، والقطع مع مسار أوسلو الذي أبقى على الاحتلال باسم جديد، وجعله أقل تكلفة للعدو.
وأضاف "طالما أن (الشيطان الإسرائيلي) في بيتنا، وفي (عِش التنسيق الأمني المقدس)، فلن تقوم لهذا البيت قائمة، ولن نفلح في إعادة بنائه وترتيبه بأي حال؛ هذا ما أكدنا عليه في مبادرة النقاط العشر, التي طرحتها حركة الجهاد، والتي مازلنا نعتقد أنها تشكل أرضية مناسبة للحوار الوطني، من أجل إجراء مراجعة شاملة وصياغة استراتيجية وطنية جديدة تليق بالشعب الفلسطيني وتضحياته، بعد فشل خيار التسوية الذي سلكته منظمة التحرير، للحصول على دولة فلسطينية في حدود عام1967، من خلال الاعتراف بإسرائيل والتفاوض معها، ووصوله إلى طريق مسدود".
وشدد شلح على أن أحد أهم أولويات شعبنا اليوم، هو توفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض، وإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة.
اجراءات الرئيس بغزة
وعبر عن تفاجئه بما قام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية "أبو مازن"، بدلاً من أن يسعى لفك الحصار عن شعبه ويسهم في تخفيف معاناته وآلامه، يُعلن سلسلة من الإجراءات والقرارات، التي لا معنى لها سوى الحرب الاقتصادية على هذا الشعب، في لقمة عيشه وقوت أطفاله، بما يزيد من آلامه ومعاناته ويمتهن كرامته.
وتساءل "هل هذا جزء من فاتورة العودة إلى المفاوضات؟ أم عربون لصفقة العصر الكبرى الخاسرة ،التي يروجون لها"؛ مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لا يستحق ولا يحتمل هذه العقوبة الجماعية، وقطاع غزة برميل بارود على وشك الانفجار، وإذا انفجر، فلن يبقي ولن يذر!".
الاستجابة لمطالب الأسرى
ووجه شلح، التحية للأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المضربين، وقال : "إننا في هذه المناسبة، نتوجه بالتحية إلى كل أسرانا البواسل، في ملحمتهم البطولية، ونقول لكل قادة الحركة الأسيرة، ولكل الأسرى والأسيرات، من كلِ القوى والفصائل، من صبركم وصمودكم وجوعكم وعطشكم، ستشرق شمس الحرية، ليس لكم فحسب، بل لوطننا فلسطين".
ووجه كذلك رسالة للاحتلال وكل المتواطئين معه، أكد خلالها أن الاحتلال إذا استمر في غطرسته بما يعرض حياة أسرانا للخطر، ويماطل في مطالبهم العادلة، فلن يقفوا مكتوفي الأيدي، وتركهم فريسة الموت، نتيجة عناد الصهيونية العنصرية المتوحشة، وسيكون لهم في المقاومة كلمة والخيارات المفتوحة، وكفى.
وعبر شلح، عن أمله أن يتعافى النظام العربي من وهم الرهان على أمريكا وإسرائيل، ويدرك القادة والزعماء أن أمن البلاد العربية والإسلامية يحققه أبناؤها لا أعداؤها، "ونقول لهم لا تكررّوا خطأ أجدادكم عندما قاتلوا المسلمين الأتراك تحت راية بريطانيا والحلفاء".
الوحدة وتفعيل الانتفاضة
وأكد شلح، أن الرد الطبيعي والواجب على النكبة المستمرة، هو وحدة الشعب الفلسطيني كله، في مواجهة المشروع الصهيوني، الذي لم يسقط من أجندته حتى اللحظة، هدف القضاء على الشعب الفلسطيني، واقتلاع من تبقى منه من وطنه فلسطين.
ونوه إلى أهمية تفعيل الانتفاضة وتصعيدها على نطاق جماهيري واسع، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المُهدد بخطر الهدم، وانتصاراً للأسرى الأبطال وتضامناً مع مطالبهم المشروعة في معركة الحرية والكرامة.
وجدد شلح تأكيد حركته، على التمترُس عند خيار "التحرير الكامل"، مهما كان الثمن والتضحيات، ولن يلقوا السلاح، والاعتراف بالوجود الصهيوني على أي شبر من أرض فلسطين، ولن يساموا على ذرة من تراب القدس، لأن الاعتراف بإسرائيل يعني لهم الاعتراف بإلغاء فلسطين وأصحابها الأصليين.
وتابع مُشددًا "لا يملك أحد على وجه الأرض أن يُلغي فلسطين حتى لو بقي فلسطيني واحد في هذا العالم؛ وسنبقى نقول: لا لإسرائيل لأنها تعني, نعم لفلسطين, كل فلسطين، فهي وطننا قبل النكبة وبعدها".
