هي ليست للشعب الفلسطيني بنكبة!! بل هي موعد متجدد بعودة مشرفة إلى قرانا وبلداتنا ومدننا التي اغتصبها المحتل عنوة بجرائمه وبإسالة دمائنا التي روت الأرض المقدسة التي باركها الله لنا وللأمة جمعاء.
موعد متجدد نحيى لنستذكره كل عام, لنؤكد بأن لنا عودة لا محال وإن تعددت سنوات الذكرى؛ بل وسنذكرها بعد عودتنا الحتمية من كل عام لتبقى خالدة في أذهان أجيالنا بأننا شعب يأبى النسيان.
لقد اغتصب المحتل أرضنا بقوة السلاح وبتآمر الأمم على شعب لا يكاد يمتلك سوى بندقية قديمة الطراز اشتراها من ثمن مصاغ زوجته الذي باعه لشراء ما يدافع به عن الأرض والعرض مقابل دبابة وطائرة لمحتل لا يفهم من لغة الإنسان سوى الدماء والقتل والدمار بل لا يفهم معنى الأرض والانتماء إليها.
إن الفلسطيني الذي هجر من أرضه عنوة لم يفرط يومًا بترابها فمفتاح بيته لازال يحتفظ به لأن لديه من القناعة والإيمان ما يكفي لعودته إلى ذلك البيت والحقل والبستان.
حتمًا سنعود وبيدنا رايات النصر خفاقة عالية بل إن ذلك نراه قريبًا رغم أنهم يرونه بعيدًا, لأننا نأبى نسيان أرضنا وقدسنا وتراثنا وثقافتنا, و فوق كل هذا انتمائنا لهذه الأرض التي تعيش فينا بقدر ما نعيش عليها.
إن يوم النكبة يسمى نكبة لمن كان يمتلك الجيوش والجحافل التي كانت تقف أمام عصابات الطغيان فانهارت وتقهقرت من فعل تآمر دولي حيك بليل أسود ضد هذا الشعب الآمن في أرضه؛ بل هو يوم نكبة للإنسانية جمعاء حينما تخلت عن المبادئ والقيم وناصرت الظلم والجبروت والشر الأسود الذي أسدل ستائره على أرض فلسطين.
هو يوم نكبة لمن تراخى وتقاعس عن نصرة الحق والدفاع عنه, يوم نكبة لمن هزم بذاته في أخلاقه وقيمه وتآمر مع الشيطان ضد شعب أعزل إلا من إيمانه بوطنه معزز بكرامته وعزته؛ غنيًا بالدفاع عن أرضه وعرضه مهما طال عمر الاحتلال.
اليوم ليس لدينا ذكرى نكبة بل هو ذكرى ترسيخ لمبدأ عودة عزم الشعب الفلسطيني أن تكون وستكون لأنه ما ضاع حق وراءه مطالب مهما توالت علينا الأعوام فما بالكم بمن يضع كل مقوماته وطاقاته لأجل هدف يسعى إليه وجند له أبنائه بأرواحهم وأجسادهم ليكونوا دوما رأس حربة ضد الطغيان حتى يزول الاحتلال و رجسه عن أرضنا؛ فنمسح أثار وجوده وتدنيسه لفلسطين وللقدس ولكل بقاع أرضنا, فنحن من لم يبخل عليها ولن نبخل بالدماء والأرواح لنصرة حق لابد أن تشرق عليه شمس النهار لنعود به إلى الأوطان من داخلها ومن خارجها لمن هجر إلى الشتات.
ما عدنا ننتظر قرارات أمم متحدة ولا مجلس أمن ولا قمم عربية فهم جميعهم بظلمنا سواء, فما انتصر أحدهم لنا وإن أغدقونا يومًا بقرارات وعبارات ومشاعر جياشة لم تفلح برد مظالمنا وتحرير أرضنا, اليوم لا عماد لنا بعد الله سوى على أنفسنا على أبنائنا ورجال فلسطين وعلى كل أحرار العالم من شعوب عربية وإسلامية تؤمن بتحرير الأرض عنوانًا لحريتها وكرامتها.
تسعة وستون عامًا مرت وما زال بنا من الوقود ما يؤكد على حق عودتنا, أجيال توارثت مفاتيح البيوت والمزارع والدكاكين لأن قضية عودتنا إليها أمرًا مسلم به لا خلاف عليه بين جيل وآخر .
الشعب الفلسطيني الحي الذي يرفض نسيان أرضه ويعلنها دومًا أن له الحق كل الحق بعودة مشرفة وهي آتية عبر جيل من أجيالنا, رغم أن المرجفون يرونها أضغاث أحلام ليثبطونا وتنهار عزائمنا ويزرعوا فينا اليأس والقنوط؛ ونحن بعد كل هذه الأعوام نقولها إن موعد عودتنا بات اقرب مما مضى بكثير وما هو سوى على مرمى حجر وموعد عودتنا الصبح , أليس الصبح بقريب ؟!!
أيتها الأمم الظالمة ما نلتم منا وما فترت عزيمتنا وسنبقى أوفياء لأوطاننا وسنبقى دومًا نرقبها بعيوننا بل بقلوبنا ونفديها بكل ما نملك من مال وبنون ليكون مهرًا لعودتنا إليها رغم أنها تعيش فينا وما غابت يومًا عن العيش فينا سنبقى الشعب الذي يأبى النسيان!!
بقلم/ محمد الإفرنجي