قراقع: إضراب الأسرى يدخل مرحلة حاسمة

يدخل، اليوم الثلاثاء، قرابة 1700 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومهم الثلاثين في إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظل تدهور كبير على صحة الأسرى الذين أكدوا على المضي قدماً بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم العادلة.

بدوره قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين: ان الاسرى يخوضون معركة الحرية والكرامة، لتحقيق عدد من المطالب الأساسية، التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، وأبرزها: إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغيرها من المطالب والمشروعة.

واكد قراقع انه وبعد ثلاثين يوما من الاضراب، يدخل الاضراب مرحلة حاسمة جراء التدهور الصحي لعدد كبير من الأسرى المضربين عن الطعام، إذ تزداد حالات تقيؤ الدم، ضعف النظر، الوهن الشديد والهزال، والدوران، الإغماءات وفقدان لقرابة (20 كغم) من الوزن الأصلي، ورغم ذلك فإن رسائل عديدة وصلت من الأسرى يؤكّدون فيها بأنهم مستمرّون في الإضراب حتى تحقيق كافّة مطالبهم.

وحمّل قراقع الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعيات الإضراب والنتائج التي قد تترتب عليه، مؤكدا ان تغول الاحتلال على الأسرى العزل وعلى مطالبهم الإنسانية المشروعة يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان، مضيفا انه ما زالت إدارة مصلحة سجون الاحتلال تنتهج سياسة حجب الأسرى المضربين عن محيطهم الخارجي، فهي تماطل في السماح للمحامين بزيارة غالبية الأسرى، كما وتدرج عدداً منهم من ضمن قائمة الممنوعون من الزيارة، وتحرمهم من التواصل مع عائلاتهم، وتقوم بتنقيلهم في زنازين مختلفة داخل السّجون أو إلى سجون أخرى.

وحول الوضع في السجون اكد قراقع انه خطير للغاية في ظل سلطة احتلال عنصرية وعدائية تستهدف حقوق الأسرى والمساس بكرامتهم وتتصرف كدولة بلطجية معهم، ما يتطلب تدخلا سريعا من قبل الأمم المتحدة لتوفير الحماية لهم والتحرك بهدف انقاذهم، وإلزام اسرائيل بإحترام حقوقهم وفق قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية والإنسانية.

وبخصوص رفض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، اقتراح ادارة مصلحة السجون ببدء التفاوض مع قادة إضراب الأسرى في سجون الاحتلال المتواصل لليوم الـ 30 على التوالي، اوضح قراقع ان اردان يتخذ موقفا عدائياً من الأسرى اصلا وليس غريبا عليه هذا التعنت في اشتراط فك الاضراب قبل البدء في أي مفاوضات مع قيادتهم. مثنيا في الوقت ذاته على اصرار الأسرى ان يكون فك الاضراب اولا وقبل أي خطوة وان يكون مباشرةً مع مفجر اضراب الكرامة مروان البرغوثي.

وقال قراقع في ذات السياق: "حتى الآن لم نلمس جدية لفتح مفاوضات، وإنما تصعيدا كبيراً فمن خلال المعلومات الشحيحة التي وصلتنا مؤخراً من السجون نلاحظ تصاعد العقوبات الجماعية للأسرى من محاكمات داخلية ونقل تعسفي وإهانات وتفتيشات مستمرة ووضع صحي متدهور".

وشدد قراقع على أن الأسرى في معركة الحرية والكرامة قد انتصروا إنسانياً وعالمياً وأخلاقيًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أصبح التضامن مع مطالب الأسرى المشروعة تضامنًا عالمياً وبالتأكيد على أهمية قضية الأسرى على المستوى الدولي كقضية أساسية للشعب الفلسطيني باعتبارها قضية نضال وطني من أجل الحرية، مؤكدا أن مطالب الأسرى انسانية مشروعة تتفق مع احكام ومعايير القانون الدولي الإنساني، مشيرا الى ان الوضع يزداد تصعيدا وسوءا باتساع نطاق الإضراب، واتساع نطاق التضامن خارجها.

واضاف قراقع أن الحراك العالمي الواسع مع إضراب الأسرى استطاع أن يؤثر في الوعي العالمي ويفتح ملفات الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى والمخالفة للقوانين الدولية والإنسانية.

واعتبر قراقع ان اضراب الاسرى مستمر وبزخم كبير جدا وان الاسرى لن يتوقفوا عن الاضراب حتى نيل مطالبهم العادلة، مشيرا الى التفاعل الجماهيري المتمثل في الفعاليات التضامنية اليومية مع الاسري وذويهم في ظل حالة القلق على حياتهم وصحتهم والغضب العارم الذي يسود عائلات الاسرى، داعياً الجماهير إلى تكثيف فعاليات التضامن مع الأسرى بشكل اوسع، من أجل الضغط على إدارة السّجون لتحقيق مطالب الأسرى المضربين.

يشار إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ نحو 7000 أسير، من بينهم 330 أسيرا من قطاع غزة، و680 أسيرا من القدس وأراضي عام 1948، و6000 أسير من الضفة الغربية المحتلة، و 34 أسيراً من جنسيات عربية.

المصدر: رام الله – وكالة قدس نت للأنباء -