دخلت معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال الصهيوني، شهرها الثاني، مع انضمام عدد من الأسرى العرب إلى هذه المعركة، بينهم السوري صدقي المقت، للمطالبة بالحصول على رعاية أفضل وسياسات أكثر تحررية لزيارة الأسر وإنهاء الحبس الانفرادي والاحتجاز الإداري.
وفي لفتة إنسانية دولية، طالب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 مايكل لينك، إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي والمعايير الدولية للاعتقال، وقال خبير حقوق الإنسان، في بيان: «إنني أشعر بقلق خاص إزاء استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري، الذي ينطوي على السجن من دون تهمة أو محاكمة أو إدانة أو إجراءات قانونية مجدية، فضلاً عن إمكانية تجديد الاحتجاز بلا قيود»، مشدداً على أن المعتقلين الإداريين هم سجناء بناء على أدلة سرية لا يستطيعون مراجعتها أو الاحتجاج عليها.
وأصاب لينك كبد الحقيقة عندما قال: «إن استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري لا يتماشى مع الظروف المحدودة للغاية التي يسمح بها بموجب القانون الإنساني الدولي، ويحرم المعتقلين من الضمانات القانونية الأساسية التي يكفلها القانون الدولي لحقوق الإنسان».
غير أن اللفتة الإنسانية الدولية لم تجد هذه المرة أيضا، آذانا مصغية في الكيان الصهيوني وضربت بعرض الحائط، بينما الفصائل والقوى الفلسطينية منقسمة على ذاتها، ويسيطر عليها تناحر عصبوي قاتل لأهداف الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من نار الإرهاب الصهيوني وتشرذم الساحة التنظيمية والسياسية الفلسطينية، وكل ذلك يتزامن مع عدة تطورات على الأرض من أهمها:
أولاً- الذكرى التاسعة والستون لنكبة فلسطين، ومطالبة كل الطيف السياسي الفلسطيني بلا استثناء، أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلب من الجميع الابتعاد عن المصالح الفئوية والحزبية لأن الوحدة هي السبيل لانتزاع الحقوق العادلة.
ثانياً- انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم تحت حجج وذرائع واهية.
ثالثاً- جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة وما يمكن أن تحمله من نتائج لتسريع التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني.
رابعاً- تسريع وتيرة البناء الاستيطاني الصهيوني في الأراضي المحتلة.
خامساً- تصعيد الحرب العدوانية والضغوطات والتهديدات الرجعية الصهيونية الغربية ضد سورية وقوى المقاومة في المنطقة.
سادساً- تعطيل الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لحل الأزمة السورية سياسيا، الأمر الذي يعطي الكلمة الفصل للميدان العسكري.
استناداً على ما سلف، نستطيع الجزم أن العاملين الذاتي والموضوعي إذا ما توحدا ضد ممارسات العدو الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني ودول المنطقة، فإن ذلك سيعزز صمود أبطال معركة الأمعاء الخاوية وانتصارهم على جلاديهم الصهاينة، كجزء من الصراع الوجودي الشامل الذي ينبغي أن تكون حتميته، إنجاز الانتصار المؤزر على المشروع الصهيوني الامبريالي الرجعي، ومن يراهن على غير ذلك، فسيقع في إسار الوهم ليس إلا.
بقلم/ نعيم ابراهيم