صور.. ذوي احتياجات خاصة يقطعون 45كم تضامنًا مع الأسرى

تمكن عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعضهم من جرحى الاعتداءات الإسرائيلية، في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، من قطع مسافة تزيد عن 40 كم، وصولاً لخيمة التضامن مع الأسرى المُضربين عن الطعام، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.

وانطلق المشاركون الساعة السابعة والنصف صباحًا، من بلدة خزاعة الحدودية، شرقي خان يونس، على متن دراجات نارية مُخصصة للمُعاقين حركيًا، كي لا يسقطوا عنها أثناء القيادة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتب عليها " #مي_ملح، كلنا معكم"، وتأمين من الشرطة الفلسطينية، على طول شارع صلاح الدين الرابط بين محافظات القطاع.

وتأتي هذه المسيرة المحمولة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة، تضامنًا مع الأسرى المُضربين عن الطعام، في سجون الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، وإسنادًا لهم في معركة الحرية والكرامة التي يخوضونها للمطالبةِ بحقوقهم.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة، وبعض مُدن وعواصم العالم، فعالياتٍ تضامنية، مع الأسرى المُضربين في سجون الاحتلال، وتتسع رقعة التضامن يومًا بعد يوم، إسنادًا للأسرى، ودعمًا وتعزيزًا لصمودهم، وصولاً لتحقيق طموحهم.

رسالة تضامن

لؤي النجار "28عامًا"، أحد القائمين على مسيرة التضامن، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "نقوم اليوم بهذه المسيرة المحمولة من بلدة خزاعة، وصولاً للهدف المنشود (خيمة التضامن) وسط غزة، تضامنًا وإسنادًا للأسرى المُضربين عن الطعام".

وأضاف النجار "نحن كفئة ذوي احتياجات خاصة من المجتمع، ولنا تأثير، وقدرة على التفاعل؛ من هنا جاءت لدينا فكرة التحرك من خان يونس تجاه مدينة غزة، قاطعين مسافة تزيد عن 40 كم، دون كلل أو ملل، على دراجاتنا النارية الخاصة".

وتابع "هذا التضامن مع أسرانا البواسل، داخل سجون الاحتلال، أقل واجب وحراك يُمكن أن تقوم به فئة ذوي الاحتياجات"؛ مُشيرًا إلى أن هذا الحراك جزء من سلسلة فعاليات سنقوم بها بشكل ذاتي، دون تمويل ودعم من أي أحد.

ولفت النجار وهو مُصاب ببتر في قدميه، خلال عدوان 2008-2009، إلى أن هذه المسيرة، بمثابة رسالة تضامن ودعم وإسناد، من ذوي الاحتياجات للأسرى المُضربين عن الطعام، خاصة المرضى ومن اصيب منهم بإعاقة دائمة، داخل السجون؛ كذلك رسالة للاحتلال أننا مع أسرانا، ولن نقبل دون حُريتهم".

معًا نحو حريتهم

أما، المُعاق حركيًا رمزي الفجم، أحد رموز لاعبي كرة السلة على الكراسي المُتحركة في قطاع غزة، فيقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، : "جئنا اليوم لنُشارك في هذه المسيرة واللفتة التضامنية، مع أسرانا البواسل داخل سجون الاحتلال، ونُعلي صوتنا أننا لا بد أن نعمل معًا، حتى نصل لحريتهم".

وتابع الفجم "ما نقوم به اليوم، هو أقل الواجب، تجاه من ضحوا وقضوا زهرة شبابهم، لأجل حرية وكرامة شعب بأكمله يرزح تحت الاحتلال مُنذ عشرات السنين، فأقل القليل يُمكن أن نقوم به تجاه هؤلاء الأبطال"؛ مُتمنيًا أن ينجح الأسرى في إضرابهم ويحققوا مطالبهم العادلة، وينالوا الحرية عما قريب.

ولا يختلف كثير الحديث لدى المُعاق حركيًا، ناجي الرقب، والذي يؤكد أنه يشعر باعتزاز وفخر، وهو يُشارك الأسرى اليوم معركتهم مع السجان، من خلال هذا العمل التضامني، الذي يهدف لتسلط الضوء على معاناة الأسرى، وإيصال رسائل حُب وتضامن ومؤازرة، من سجن غزة الكبير, لهؤلاء القابعين داخل قبور الأحياء!

وشدد الرقب، على أن أقل الواجب هو القيام بهكذا خطوات، ترفع من معنويات الأسرى، وتقوي عودهم في معركتهم، في ظل تخلي القريب والبعيد عنهم؛ مُطالبًا بمزيد من خطوات التضامنية التصعيدية على كافة المستويات في الداخل والخارج، ومن قبل كافة الفصائل والهيئات والمؤسسات، كضغط لكشف ممارسات الاحتلال الوحشية بحق الأسرى، والعمل على تحقيق مطالبهم، وتحريرهم.  

المصدر: خان يونس – تقرير | وكالة قدس نت للأنباء -