لا تستطيع مقالة أن تغطي مساحة الدور النضالي الذي قامت به جبهة التحرير الفلسطينية هذا العام بمناسبة تحويل يومها الوطني الى دعم الحركة الاسيرة المناضلة .
لقد شكلت احتفالات جبهة التحرير الفلسطينية نموذجا وطنيا حيث ارادت ان تقوم بالعديد من الانشطة التي ما زالت مستمرة دعما للحركة الاسيرة التي تقود معركة الحرية والكرامة ، وشكلت مناسباتها حضور جماهيري لافت، اضافة الى المشاركة السياسية الواسعة من قبل الفصائل والقوى الفلسطينية .
إن كلمة امين عام الجبهة الدكتور واصل ابو يوسف في المسيرة المركزية في رام الله شكلت نقطة انتباه للحضور وهو يتطلع بها الى الواقع الفلسطيني و الواقع العربي ، والتحذير في نفس الوقت من المشروع الأميركي الذي يستهدف السيطرة على العالم ونهب ثرواته، وتحذيره من سايكس بيكو جديد الهدف منه تصفية القضية الفلسطينية.
لقد حددت الجبهة الأخطار المحدقة بقضية فلسطين باعتبارها قضية تحرر وطني تتطلب من جميع الفصائل انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية ضمن الجبهة الوطنية العريضة من اجل تأمين حماية منظمة التحرير الفلسطينية ودورها ومشروعها الوطني، والعمل من اجل مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، والتمسك بخيار المقاومة حتى إزالة الاحتلال .
وامام هذه المناسبة العظيمة وصمود الحركة الاسيرة المناضلة نقول ان الشعب الفلسطيني اسير حرية التنقل ، اسير الحواجز ، اسير الجدران ، الشعب الفلسطيني اسير في وطنه ، والحركة الأسيرة تدق جرس العصيان وكسر القيد لكل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده فكوا قيودكم واعلنوا فلسطينيتكم ! ولنبدا اعادة رحلة الحرية من قيود الأسر
نعم لهذا نرى ان اليوم الوطني لجبهة التحرير التي تتزامن مع اضراب الحركة الاسيرة وعيد الطبقة العاملة يستحق الاهتمام الجدي ، لهذا لا بد ان يبقى الشعب الفلسطيني في حالة استنفار تضامنا مع الحركة الاسيرة وفي مقدمتها القادة احمد سعدات ومروان البرغوثي ورفاقهم واخوانهم الاسرى والاسيرات، ونحن على ثقة بان الاحزاب والقوى العربية والشعوب العربية واحرار العالم لن يتركوا الاسرى الفلسطينيين والعرب وحدهم فان حريتهم هي حرية الشعوب، ونحن نكتب في القلم، تبقون أنتم، كما أنتم، كما رسمتم طريق الكفاح من اجل حرية فلسطين، وحيث ينبت الدم وردٍ بمواجهة العدو، ولن ننسى من صُنع في الوديان ثورة الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات والقادة العظام ابو العباس وجورج حبش وابو علي مصطفى وطلعت يعقوب وابو احمد حلب والنجاب وغوشه وكل شهداء فلسطين والامة العربية، كما صنعوا مسيرة نضال ومقاومة ، لتنبت نكهة في هذه الأرض، من لونها، الأحمر، من لون الأرض.
أكثر من ذلك... إن مقاومة الأسرى الفلسطينيين بأجسادهم وجوعهم يدفع بالنقاش إلى مستوى آخر أكثر أهمية وخطورة، وهو أن نضالات ومعاناة الأسرى الفلسطينيين وأسرهم ومئات آلاف الشهداء تعيد التذكير بالثوابت الوطنية والحقوق الوطنية الفلسطينية التي ناضلوا وضحوا من أجلها، وبالتالي ليس من حق أحد مهما كان الاعتقاد بانه يملك حق اعتماد خيارات تمس تلك الأهداف الكبرى، ان يتجاهل ذلك، لهذا يجب التركيز اليوم على الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وصيانة تضحيات الشعب الفلسطيني والتمسك بالمقاومة كحق وخيار إستراتيجي ثابت ما دام الاحتلال قائما، و حماية حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة بثبات وجود هذا الشعب بتضحياته ومقاومته.
لهذا يغمرني شعور بأن فصيلا وطنيا فلسطينيا قد أحيا ذكرى انطلاقته بفعالية كفاحية تضامنا مع اسرى الحرية، هكذا فعلت جبهة التحرير الفلسطينية ، وستبقى فعاليات كافة الفصائل تعزز هذا التوجه وفق برنامج دعما للحركة الاسيرة المناضلة ، كما يجب ان يشمل فعاليات كفاحية، يجري فيها الاحتكاك والتصادم بجيش الاحتلال ومستوطنيه، دفاعا عن الأرض وعن الشعب.
ختاما : بوحدتنا وصمودنا ومقاومتنا ننتصر ، هذه ثوابتنا ، وهذه مدرستنا ، ونطالب الجميع بالانحياز لمصالح شعبنا ووطننا وقضيتنا ، وستبقى قضية الاسرى الأبطال الثائرين خلف القضبان ووضع قضية الأسرى على الاولويات الوطنية والعربية والدولية ،فالأسرى بحاجة الى حركة تضامن وتضافر الجهود الشعبية والجماهيرية والى حملة شعبية مستمرة، وتفعيل دور المؤسسات والجمعيات الاهلية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية منها للقيام بواجبها اتجاة هذه القضية الرئيسية على مستوى النضال الوطني.
بقلم/ عباس الجمعة