إلى أن يصبح الحبر خبزا والأقلام معاول في رسالتي السابقة كتبت لأسر يهودية فقدت أبنائها وكان المتهم الفوري بقتلهم هم الفلسطينيون وبالأسماء ودون أن يعود أبنائهم إليهم ودون أن يسال احد حتى أين هم الفلسطينيون المتهمون بالغياب وغياب الفلسطيني لدى الاحتلال تهمة قتل ولا يوجد أدنى داعي للبحث عنهم والأخطر أننا حتى نحن لم نبحث عنهم والسبب بسيط اننا نقبل رواية المحتل عنهم ونكتفي لم يقف الأمر عند ذلك فذهبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى فعل الجريمة المتواصل بحق أبنا شعبنا الفلسطيني في غزة بحجة محاربة المقاومة الفلسطينية واحد لا يخفى عليه أن غزة ارض منبسطة ومفتوحة وان الحرب عليها من الجو يعني محرقة شبيهة او اكثر ان لم تكن بديلة لتلك التي يتغنى بها اليهود ضد النازية وحتى كتابة رسالتي هذه كانت نتيجة هذه المحرقة حوالي 2000 شهيد وعشرة الاف جريح حوالي 50000 منزل مهدم كلي وجزئي وأكثر من نصف مليون مشرد داخل غزة وهذا يوازي تهجير مائة مليون أمريكي أو نصف مليار صيني وظل العالم صامتا وفي أقصى حالاته يستنكر ويصدر بيانا رسميا خجولا هنا أو هناك تابعت بألم البيوت التي تهدم في غزة وفي غالبيتها العظمى كانت بيوت بسيطة تدل أن ساكنيها هم من الفقراء ونفس هذه المتابعات وجدتها في بيوت ووجوه الضحايا في العراق وليبيا وسوريا وكان المصائب لا تحل إلا على الفقرائ من كلا الجانبين فمقاتل داعش هو أيضا ضحية الفقر والعوز والتخلف تماما كذلك الذي يقاتل بلاده في سوريا أو يهدم بلاده في ليبيا فما يوحد القاتل والمقتول في حروب العصر أن المطحونين من الجانبين هم من الفقراء فالجنود اليهود الذين قتلوا أو جرحوا أثنا الاعتداء على غزة كانوا أيضا أبنا الفقراء فلم يكن بينهم ابن ليبرمان ولا نتنياهو ولا تسيبي ليفني ولا حتى حفيد لبين غوريون أو أيا من أبناء عائلة روتشيلدحين حضر أجداد هؤلا الجنود الذين قتلوا في غزة إلى فلسطين كانوا يهربون من الفقر والجوع والقهر في أوروبا ووجدوا في دعوة أغنيائهم لهم بالقدوم إلى فلسطين وسيلة للخلاص معتقدين أن هنا ارض السلام وارض العسل واللبن ثم وجدوا أنفسهم يخوضون حربا بالإنابة عن بريطانيا وأمريكا وكل قوى الاستعمار والمال في العالم وفي حينها قتل هؤلاء أجداد الغزيين الجدد وطردوهم من بيوتهم وأقاموا على أنقاضهم إمبراطورية للموت في المنطقة ومنذ ذلك وحتى اليوم يقتل الفقير اليهودي الفلسطيني نيابة عن أغنيائه وأغنياء العالم ويبقى هو السكين بينما يقف أصحاب رأس المال في الجهة الأخرى يبيعون الموت للقاتل والمقتولت واصلت الحرب في فلسطين وعلى أعتابها فاشتعلت النيران بالجيران ممتدة تأثيراتها إلى حيث أمكن في بلدان العالم العربي وتجلت هذه الامتدادات أكثر في الاستفادة من الموت في تدمير العراق وسوريا ولبنان مصر وليبيا والسودان وما إلى ذلك وتواصل القتل والمذابح ضد الفلسطينيين وظل الفلسطينيون يحلمون بالدفاع عن أنفسهم ومحاربة أعدائهم وعلى الطريق ظل الفقير اليهودي هو الذي يدفع ثمن معركة لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد العقلية الصهيونية ظلت تقدم الفلسطيني على انه قاتل ومعادي للسامية دون أن تذكر أن السامية هي أيضا صفة الفلسطينيين أنفسهم وأقنعت اليهودي الفقير أن الفلسطيني عدوك أنت بالذات فان لم يقتله قتلك
حرب غزة الأخيرة رغم كارثيتها إلا أنها قدمت لمجرمي الحرب في إسرائيل إثباتا إلى أن هناك متغيرات لا يمكن تخيلها فقد فوجئت إسرائيل أنها أمام مجموعة صغيرة من السكان في قطعة صغيرة ومفتوحة من كل الجهات تمكن هؤلا من صناعة أدوات جديدة للحرب صمدت لأيام أو لأسابيع وبالتالي فان احد لا يمكنه أن يتخيل ما هو القادم قادة الاحتلال يتحدثون عن الأمن وأنهم يسعون لإحضاره لأبنا جلدتهم بل ويتحدثون عن دولة عرقية جديدة تحت مسمى دولة يهودية دون أن يتذكروا أن صاحب فكرة الدولة العرقية النقيه هو صديقهم أدولف هتلر ودون أن يدركوا أن هناك متغيرات على الأرض تتواصل بسرعة مجنونة بتاريخ 462005 كتبت ردا على قول وزير الدفاع الإسرائيلي يعالون عن أن فكرة الدولتين هي فكرة خطرة على دولة إسرائيل وقلت حينها بالحرف الواحد أعود إلى السيد يعالون لأكرر انه على حق فلا الانسحاب من غزة ولا حتى دولتين لشعبين ستكون حلا مناسبا ولن يوفر الأمن لليهود أبدا إلا أن يتذكروا أن فوق هذه الأرض شعب حر الجزء الأكبر منه منثور فوق وجه الأرض ولن تميته المناخات المختلفة بل ستقوي من عوده وبالتالي فان الحل الأمثل هو أن نفتح هذه الأرض على مصراعيها لنعيش معا على قدم المساواة فلن يخاف احد في جنين من سكان العفولة وكذا لن يفعل سكان كفار سابا باطمئنانهم لسكان قلقيلية فقط حين تنفتح بوابات بلادنا لنا ونشعر بأننا نعيش هنا كاهل حق ومواطنين كاملي الحقوق والمواطنة لا كسكان كما يحلو لحكومة إسرائيل أن تسمينا وكأننا نستأجر منازلنا من دائرة ارضي إسرائيل مؤقتا دولة ديمقراطية واحدة مفتوحة تدير شئونها بشكل مشترك على قاعدة المساواة بالمثل يمكنها أن توفر السلام للجميع بداخلها وفي المحيط وعكس ذلك فستبقى إسرائيل جسما غريبا في المنطقة يخدم مصالح أمريكا ومن على شاكلتها ويعيش هو حالة الرعب من محيطه
بقلم
عدنان الصباح