أجمع كتاب ومحللين سياسيين، على أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة مكسب رئيسي لإسرائيل وزيارة مخيبة للآمال للفلسطينيين، ولم تقدم حلول جوهرية لوقف البناء الإستيطانى.
وأكدوا على أن ترامب تحدث عن السلام الإقتصادى من منطق الربح والخسارة كونه رجل أعمال وغير مكترث بالجرائم الإسرائيلية التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين ليل نهار، أو الأسرى وهم يخوضون إضرابهم لليوم ال37 على التوالي، بل أراد محاربة الإرهاب غاض البصر عن الإرهاب الإسرائيلي الذي يرتكب ضد الفلسطينيين.
الوهم معشعش
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفي إبراهيم، معقبا على زيارة ترامب بالقول "ترامب لم يدخل كنيسة المهد حتى لا يلتقي المعتصمين من ذوي الأسرى، ولم تحدث أي مفاجأة أو حديث عن الصفقة أو إنهاء الصراع، ولم يذكر حل الدولتين ولا الدولة الفلسطينية ولا الحق في تقرير المصير، الوهم معشعش".
بينما وصف الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور محمد خليل مصلح هذه الزيارة بأنها مخيبة للآمال وقال "زيارة ترامب مخيبة للآمال، فهو لم يتطرق لشيء سوى للحديث عن سلام اقتصادي ومحاربة الإرهاب، لكن لم يعيد اتهام حماس بالاسم وهو ما يؤكد نظريتنا انه كان فقط لفحص مدى إستعداد حماس للذهاب لابعد مما التزمت به في الوثيقة".
الرئيس عباس و ترامب
هذا وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن نيل شعبنا حريته واستقلاله هو مفتاح السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.
وجدد الرئيس عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم اليوم الثلاثاء، التزامه بالتعاون مع ترامب لعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين، وكذلك العمل معه كشركاء في محاربة الإرهاب.
وتحدث عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم السابع والثلاثين على التوالي، مؤكدا أن مطالبهم إنسانية وعادلة وعلى إسرائيل الاستجابة لهذه المطالب.
وأكد على الموقف الفلسطيني باعتماد حل الدولتين على حدود العام 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تتطلع للعمل مع الرئيس محمود عباس، من أجل تحقيق السلام والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وبناء جهود لمحاربة الإرهاب.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي، أن تحقيق السلام يجب أن يتم في بيئة خالية من العنف، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستساعد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى حل دائم.
وقال: "بروح السلام أتينا لمدينة بيت لحم، مدينة السلام، وذلك من أجل العمل معا في عالم يعمه السلام والتسامح، ونؤمن بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم تحقيق السلام.
لا طريق لحل القضية الفلسطينية
أما الدكتور عماد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات، فرأى أنه لم يكن هناك عدل في هذه الزيارة، وكتب في تدوينه له على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، " برنامج زيارة الرئيس الأمريكي ..45 دقيقة في بيت لحم ، ويوم ونصف كاملين في الكيان الصهيوني، هكذا العدل الأمريكي الطبيعي، والعشق الأمريكي.. ليس لدينا تفاصيل كثيرة موقفنا واضح ومحدد".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شماله، أن زيارة ترامب لبيت لحم لم تكن ذو جدوى في ظل تنامي الإرهاب الإسرائيلي قائلا "زيارة ترامب إلى مدينة بيت لحم يجب ألا تتم، فهي زيارة لم تسفر عن أي جديد بالنسبة للقضية الفلسطينية، فلا استئناف للمفاوضات العبثية يصب في صالح فلسطين، ولا لقاء ثلاثي مع الإرهابي نتنياهو يخدم قضية الشعب العادلة، ولا مشاريع التسوية الإقليمية تنقذ الأرض من إرهاب المستوطنين اليهود".
وأضاف أبو شمالة، لقد أكدت الممارسات الإسرائيلية العدوانية أن لا طريق لحل القضية الفلسطينية لصالح الشعب الفلسطيني من خلال التفاوض، وهذا ما تفصح عنه الأحزاب الإسرائيلية التي لم تبلور موقفاً نهائياً بشأن آلية تصفية القضية الفلسطينية، التي ما زالت قيد التشاور الحزبي الإسرائيلي، فكيف لرئيس أمريكي أن يطرح تصوراً لحل سياسي لا يجمع عليه الإسرائيليون؟، والشعب العربي الفلسطيني في الوطن والشتات يشق طريقه إلى الحرية بدماء أبنائه وعذاب أسراه، وهو قادر على مواجهة المؤامرة مهما تعددت أطرافها.
هذا وحذر مسؤول فلسطيني، من أي مراهنات يمكن أن تبنى على المواقف الأمريكية المتقلبة والمنحازة لإسرائيل في حل قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، معقبا على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة في ظل المراهنات على إطلاق المفاوضات والمواقف الأمريكية المتغيرة الداعمة لإسرائيل: "إن المراهنة على موقف الولايات المتحدة الأمريكية المنحاز دائما وبشكل سافر للاحتلال بتغيير موقفها سيكون مبنى على سراب .
وأضاف أبو يوسف ، واى عملية سياسية جديدة ستطرح يجب ألا تكون منحازة لإسرائيل، لأن كافة العمليات السياسية السابقة كانت منحازة لإسرائيل ولم يتمخض عنها شيء بل انحياز سافر للاحتلال والتغطية على جرائمه، وكان الإحتلال يستغلها للمزيد من التوسع و الاستعمار الإستيطانى كما يلاحظ الآن من مصادرة الأراضي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة ومحاولة إخراجها من أي حلول مستقبلية.
