فانوس رمضان.. رزق أبو العنين الموسمي

ينشد المار من أمام تلك البسطة الصغيرة، التي يُباع عليها بعض الأدوات المنزلية، زهيدة الثمن، لأشكال عدد من فوانيس رمضان جميلة المظهر، المُصنعة محليًا، والمعروضة بطريقة لافته.

ويجلس خلف تلك البسطة، وسط محافظة رفح، جنوبي قطاع غزة، الشاب محمد أبو العنين "31عامًا"، ويضع أمامه عدد من الفوانيس الجميلة، التي قام بعرضها بطرق تلفت انتباه المارة.

وقام "أبو العنين" بعرض أكثر من "30 فانوس" يزيد ارتفاعه عن 70سم، تمكن من بيع الجزء الأكبر منها، خلال جلوسه معظم اليوم على بسطته، والجُزء الأخر، من خلال التجوال على بعض المحال التجارية.

ويقوم بتصميم وصناعة تلك الفوانيس، شقيقة الشاب أبو العنين، داخل منزله بمخيم يبنا للاجئين، التي تستخدم مادة لاصقة (غراء)، وكرتون مقوى، وقماش، وبعض المُلصقات الجذابة من ناحية الشكل واللون.

ويقول، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "منذ عامين نقوم بصناعة الفوانيس، بتكاليف ومواد بسيطة، تخرج في المُحصلة بشكل جميل، ينشد له الكثير؛ في العام الماضي قمت ببيع أكثر من 30 فانوس، ونظيرها هذا العام، بثمن لا يزيد عن 35 شيقل إسرائيلي".

ويضيف أبو العنين "تقوم شقيقتي بتصنيعها على مدار أسابيع، قبيل بدء شهر رمضان، وأنا أقوم بعرضها على البسطة التي أعمل بها، وسط البلد، وفي نهاية اليوم، أقوم بالتجوال، من خلال بسطة أدفعها بيدي، على أصحاب المحال التجارية لتسويقها".

ويتابع "رغم بساطة العمل وتكلفته، إلا أن الكثير أعجب به، ما شجعنا على الاستمرار بصناعته، وشقيقتي تصنع مزيدًا منها، طالما أن هناك إقبال، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الناس؛ لكن كان الإقبال جيد، خاصة من أصحاب المحال التجارية، الذين يرغبون بتعليقها أمام محالهم".

ويعمل "أبو العنين" على بسطة، يعرض عليها أدوات منزلية، لا يزيد ثمن القطعة "2 شيقل"؛ ولجأ للعمل بها، بعد أن تعطل عن عمله في مجال البناء قبل نحو خمس سنوات، بسبب الحصار، شح مواد البناء، التي حالت دو استمراره في العمل.

ويأتي شهر رمضان المبارك هذا العام على سكان قطاع غزة، في ظل ظروف معيشية صعبة، أدت لتراجع مظاهر استقبال الشهر الكريم، على خلاف سنوات مضت؛ لكن فانوس رمضان ما زال يحتل مكانةً لدى معظم العائلات الفلسطينية، وأصحاب المحال، الذين يرغبون بشرائه واقتنائه، وتعليقه.

وأثرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة، على الحركة الشرائية، فكثير من أصناف الفوانيس تُعرض أمام المحال، وسط تدني أسعارها، لعدم مقدرة الكثيرين على شرائه.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -