مع حلول شهر رمضان.. مسيرات أعلام استفزازية تهويدية بالقدس

لم يكد يمر 24 ساعة على مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، واصلت المنظمات الإسرائيلية المتطرفة برعاية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، و تسيير ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام"،ا لتهويدية وذلك تحت زعم توحيد مدينة القدس المحتلة لضم القدس الشرقية إلى الكيان منذ احتلالها عام 1967 .

وأمام ذلك وجهت العديد من الدعوات لمناصرة ونصرة مدينة القدس أمام الحملات الإسرائيلية المنظمة، مؤكدين أن هذا استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين في كل العالم وليس في فلسطين وحدها، وانتهاك أيضا للقانون الإنساني الدولى.

وأكدت العديد من الهيئات الإسلامية المقدسية ،أن المسجد الأقصى المبارك يستباح من المتطرفين بتخطيط وتحريض مسبق من الجهات الرسمية الحكومية الإسرائيلية ومن وزراء أعضاء الكنيست وحاخاماتها.

وجاء في بيان مشترك صادر عن مجلس الأوقاف الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودائرة الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس المحتلة، اطلعت عليه" وكالة قدس نت للأنباء"، أن حكومة الاحتلال التي تقوم بتوفير الحماية لـمثل هؤلاء الـمتطرفين تتحمل الـمسؤولية الكاملة عما جرى ويجري من خلال إصرارها على استكمال برنامجها التهويدي في الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم الشريف والتي تريد من خلاله تحقيق حلمها التوراتي الخرافي في إقامة الهيكل الـمزعوم على أنقاض الـمسجد الأقصى الـمبارك".

وناشدت الهيئات الإسلامية في القدس العالم العربي والإسلامي والعالم الحر للتدخل لوقف الانتهاكات "الإسرائيلية" ومحاكمة الـمسؤولين عن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم الشريف."

استفزازات لمشاعر المسلمين

واستنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني التمادي الإسرائيلي في الاعتداءات على مدينة القدس من خلال دعوات مستوطنيه لاقتحام المدينة والمسجد الأقصى الشريف بمسيرات احتفالية لما يسمى "يوم توحيد القدس".

وأوضح السوداني، أن هذه الدعوات تأتي تزامنًا مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، وما تثيره هذه المسيرات من استفزازات لمشاعر المسلمين في المدينة والعالم أجمع.

واعتبر هذه الاعتداءات انتهاكًا صارخًا وعلنيًا مضافًا لسلسلة الانتهاكات والجرائم اليومية التي تأتي في سياق خطة الاحتلال الممنهجة تجاه المدينة وسكانها وهويتها الإسلامية.

تزوير وتشويه وتزييف الحقائق

وقال عضو المجلس الثوري وامين سر حركة فتح في القدس عدنان أن ما يسمى بمسيرة "توحيد القدس" السنوية تحت رعاية حكومة الاحتلال المتطرفة والجمعيات الاستيطانية من اضخم المشاريع التهويدية في مدينة القدس، التي تسعى جاهدة بها الى اظهار المدينة بوجه يهودي من خلال تزوير وتشويه وتزييف الحقائق وطمس الحضارة العربية واخفاء كافة الشواهد العريقة للمدينة التي تدل على عروبتها وقُدسيتها من خلال رفع الاعلام الاسرائيلية بمسيرات تجوب شوارع مدينة القدس وازقة وحواري البلدة القديمة.

واشار غيث، أن ما شهدناه من تحويل مدينة القدس الى ثكنة عسكرية اضافة الى الاجراءات المشددة لتأمين الحماية لغلاة التطرف والارهاب بمسيرتهم والاعتداء الوحشي على حراس المسجد الاقصى يوضح نيتهم للاشتباك المباشر والاعتداء على المقدسيين.

وأضاف: "ان هذه المسيرات الاستفزازية والعمل الدؤوب لحكومة الاستيطان بتهويد وأسرلة المدينة وهدم المباني والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وتضييق الخناق على المقدسيين وفرض العقوبات الجماعية واغلاق الطرق وملاحقة التجار والفرض الغرامات، انهكت المقدسيين الذين يصارعون هذا البطش بصمودهم وشموخهم وكبريائهم".

ولفت إلى أنه لا يمكن أن يقبل شعبنا باية حلول لا تنطلق من أساس المبادرة العربية للسلام والتي تنص على انسحاب حكومة الاحتلال من الأراضي التي احتلتها عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

هذا وحذر أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس بالمجلس التشريعي، من استمرار الدعوات الصادرة حكومة الإحتلال الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى المبارك والعمل على تهويده ووضع العراقيل أمام المدافعين عنه.

وقال أبو حلبية في تصريح بالأمس لـ"وكالة قدس نت للأنباء": "إن الدعوات الإسرائيلية المستمرة للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى دليل على استمرار عقلية التهويد للاحتلال، التي يجب أن تقاوم من كل المسلمين في العالم و ليس الفلسطينيين وحدهم".

ووصف أبو حلبية الدعوات الإسرائيلية بالأمر الخطير قائلا: "والأمر خطير جدا أن العدو يريد أن يرسخ ويروج زاعما وكذبا انه حرر القدس ولم يحتلها كما سائر فلسطين من غير اليهود، وهذا زعم باطل ومرفوض، فهم يحاولون من خلال الإعلام أن يتم ينشر قضية أساسية وهي أنه تم تحرير القدس و ان الاحتلال هو صاحب حق بها، لذا يجب الانتباه والحذر من هذه الإدعاءات والرد عليها، خاصة أن حكومة الإحتلال أطلقت هذا العام لقب تحرير القدس على احتلالها للمدينة المقدسة".

هذا ودعا أبو حلبية "الأمتين العربية والإسلامية للنهوض من سباتها وغفوتها والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس التي تتعرض لأبشع عمليات التهويد، دون أن يحرك أحدا ساكنا أمام جرائم الإحتلال ومخططاته في المدينة المقدسة".

انتهاكا للقانون الدولي

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن ما تسمى "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس للاحتفال "بتوحيد" المدينة المحتلة كما يطلقون عليه منظمو المسيرة لضم القدس الشرقية إلى الكيان منذ احتلالها عام 1967 تمثل انتهاكا للقانون الدولي ، كون المسيرة المذكورة  أقيمت على أراض محتلة عام 1967 والتي احتلت بشكل غير قانوني .

وأضاف "احتلت إسرائيل منذ 50 عاما الشطر الشرقي من القدس وأنشأت به نظامًا ينتهك القانون الانساني الدولي بما في ذلك من تدمير وهدم منازل، عقاب جماعي واعتقالات تعسفية واعتقالات اطفال وقتل غير مشروع".

وبما أن المسيرة ستمر في شرق القدس دعت منظمة العفو إلى "توفير حماية مشددة للفلسطينيين القاطنين في المدينة خاصة الحي الإسلامي في البلدة القديمة لتجنب أعمال العنف والاعتداءات التي تعرض إليها الفلسطينيين في الماضي". 

واعتبرت أن "المصادقة التي اعطيت لمرور المسيرة في مركز شرق القدس استفزازا  لن يؤدي فقط إلى المس في السكان الفلسطينيين في القدس وانتهاك لحقوقهم الأساسية ، بل من  الممكن أن يؤدي أيضا إلى عنف في المدينة المنقسمة أساسا بسبب العنصرية والتمييز بين سكانها الفلسطينيين والإسرائيليين".

هذا وتعهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإبقاء على المسجد الأقصى وحائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.

وأضاف نتنياهو، في كلمة ألقاها بالكنيست في الذكرى الخمسين لاحتلال مدينة القدس،  مساء أمس أنه "لا شك عندي بانتصار الحقيقة على الكذب"، وذلك في معرض رده على اعتبار منظمة اليونسكو الأقصى منطقة إسلامية خالصة.

وزعم أن ما أسماه "جبل الهيكل والحائط الغربي سيبقيان تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، وسنبقى في القدس لأجيال وأجيال".

المصدر: القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء -