ترامب المرفوض امريكيا واوروبيا واسيويا وباختصار فان رئيس امريكا المشكوك بأهليته للحكم في بلاده والذي تواجهه الاحتجاجات والرفض اينما ذهب والذي لم يجد من يستقبله خارج بلاده الا العرب والمسلمين واسخف المفارقات انهم انفسهم من كانوا محط هجومه اللاذع ونقده واتهامه لنا بالإرهاب دون امم الارض كنا الوحيدين من بين تلك الامم الذين استقبلناه وعلى ارض الاسلام الاولى وعلى مرمى حجر من الكعبة المشرفة ليس لزيارة عادية فقط بل ليقول لكل العالم انه كان على حق فما الذي فعله رئيس امريكا الامبريالية بنا في زيارته الى السعودية
1قال لكل العالم ان العرب والمسلمين هم الارهابيين حقا ولذا لا يجوز الحديث عن الارهاب ولا مقاومته الا على ارضهم وبينهم وقد استطاع ان يجمع كافة زعما العرب والمسلمين ليعطيهم درسا في الحياة جديد وعلى طريقة راعي البقر الغربي وقال بالحرف وينبغي أن يستطيع الفتيان والفتيات من الشباب المسلم أن يكبروا بعيدا عن الخوف وفي مأمن من العنف ولا تحرمهم الكراهية من البراة
2في كلمته امام زعما البلاد حاضنة الارهاب تحدث بطلاقة ووضح داعيا العرب والمسلمين الى طرد الارهابيين من بلادنا ومن بيننا مؤكدا للعالم علنا وعلى رؤوس الاشهاد اننا نحن حاضنة الارهاب في العالم بل وعدد قوى الارهاب حاصرا اياها بالحركات الاسلامية ومساويا بين قوى المقاومة والارهاب بقوله التأثير الحقيقي لتنظيم داعش والقاعدة وحزب الله وحماس والعديد من التنظيمات الأخرى لا يجب أن يقاس فقط بعدد القتلى يجب أن يقاس أيضا بأجيال من الأحلام المتلاشية
3بوضوح حاد اكد ان المسئولية في محاربة الارهاب هي مسئوليتنا وان امريكا لن تحارب عنا فالحرب على الارهاب اذن هي حربنا على انفسنا ولا دور لأمريكا هنا سوى لصق الصفة بنا ومطالبتنا بالتخلص منها واوضح قائلا الولايات المتحدة مستعدة للوقوف معكم من أجل المصالح المتبادلة والأمن المشترك
لكن دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار تدمير القوة الأمريكية لهذا العدو الإرهاب بالنيابة عنهم على أمم الشرق الأوسط أن تقرر نوع المستقبل الذي تريده لنفسها وبصراحة لعائلاتها وأطفالها
إنه خيار بين مستقبلين وهو خيار لا يمكن لأمريكا أن تأخذه بالنيابة عنكم
المستقبل الأفضل سيكون محتملا فقط في حال طردت أممكم الإرهابيين والمتطرفين اطردوهم من أماكن العبادة أخرجوهم من مجتمعاتكم وأراضيكم المقدسة اطردوهم من الأرض
4نجح الارعن ترامب امام شعبه اولا وامام العالم ثانيا في ان يؤكد للجميع ان ما ظل ينادي به طوال حملته الانتخابية ضد الارهاب الاسلامي والعربي هو امر صحيح ولولا ذلك لما كان مؤتمر الرياض على الشاكلة التي جا عليها وكان بقمة الوضوح
5على طريقة المعلم راح ترامب يلقي اوامره على سائر زعما العرب والمسلمين وبكل وقاحة بينما ظل الجميع صامتا يستقبل تلك التعليمات بادب جم ويجب أن تكون الدول الإسلامية مستعدة لتحمل العب إذا أردنا أن نهزم الإرهاب ونرسل أيديولوجياته الشريرة إلى غياهب النسيان
المهمة الأولى في هذا الجهد المشترك هي أن تحرم أممكم جنود الشر من الأراضي ويجب على كل دولة في المنطقة أن تضمن ألا يجد الإرهابيون ملاذا منا فيها
6وزع اوسمة الخيانة علنا على الجميع كاشفا عن ادوار عربية واسلامية غير معلنة في خدمة الاجندة الامريكية في العالم بما في ذلك الاحتلال الامريكي لأفغانستان وكان واضحا بانه سيكون حليفا مع من يشارك امريكا اهدافها
7تحدث علنا عن ازمة التطرف الاسلامي على انه الشكل الوحيد للتطرف في العالم مؤكدا علنا وفي عقر بيت الاسلام ما نادى به طويلا قائلا وهذا يعني مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإسلامية الإرهابية وهذا يعني الوقوف معا ضد قتل الأبريا المسلمين وقمع النسا واضطهاد اليهود وذبح المسيحيين
الى جانب كل ما تقدم فان الرئيس الامريكي تصرف بالكثير من العنجهية وتقزيم كل ما هو عربي ومسلم بإصراره على اصطحاب زوجته وابنته الى ارض الاسلام الاولى سافرات بدون غطا الراس وليجلسن ويجتمعن علنا مع قادة الوهابيين المحافظين وقد كان جلا ان الامر يتعلق بزوجة وابنة رئيس امريكا لا بوزيرة او باي عمل سياسي او دبلوماسي وهو اراد بذلك ان يفضح لا مبدايتنا حتى ونحن ندافع عن حق المرأة المسلمة بالحجاب في اوروبا وامريكا فلو كان الحجاب بهذه القداسة لما قبل حكام الوهابيين الظهور علنا برفقة هاتين المرأتين والتحدث معهن ومجاراتهن وهم من يمنع المرأة حتى اليوم من الظهور علنا او حتى قيادة سيارة في القرن الواحد والعشرين فكيف بهم يستقبلون النسا في بيوتهم وعلى مرأى ومسمع من نسائهم وكان السعوديات الرائعات والمثقفات والقائدات اقل من امرأتين امريكيتين عاديتين وقد راى كل العالم كيف ارتدت ايفانكا ترامب القبعة اليهودية امام حائط البراق محترمة الدين اليهودي وسبق لها ان غطت راسها في الفاتيكان بينما لم تعط اي اشارة احترام للإسلام والمسلمين
بزيارة خاطفة اخذ من اموال الارهابيين المسلمين اكثر من 400 مليار دولار ليدعم خزينة بلاده علما بان سائر ديون العرب لا تصل الى هذا المبلغ وان الفقر في السعودية مستحكما وان العديد من مناطق المملكة بحاجة لخدمات لم تصل الى هناك بعد
امام الجميع وصف حماس وحزب الله بالإرهابيين ولم يأت ابدا على ذكر اسرائيل وارهابها ولم يذكر اليهود واليهودية الا حين تحدث عن قتل الابريا ولم يكن يعنيه ابدا ان مئات الاسرى الفلسطينيين مضربين عن الطعان منذ اكثر من شهر وكان ذلك لا يعني ابدا شيئا من الارهاب
الأسوأ من ذلك ان ترامب في مؤتمره الصحفي في بيت لحم اعطى معظم كلمته لموضوع الارهاب بل وبدل كلمته بالتحدث عن ضحايا مانشستر مطيلا بالحديث عنهم وعن التعاون مع الفلسطينيين كرر اشارته ايضا الى موضوع مكافحة الارهاب بينما دافع في القدس عن حق اليهود وعلاقتهم الروحية والتاريخية في القدس
الى جانب حالة اللامبالاة التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية الفلسطينية في العالم والاهمال الواضح من طرفنا بما وصلت اليه حالة العجز البائس امام اضراب الأسرى فقد جات زيارة ترامب للمنطقة لتثبت اننا وبكل جلا أمة من الموتى فقد شتمنا علنا في بيتنا وأسا لديننا في عقر داره وتاريخنا وعاداتنا وثقافتنا ووصمنا علنا بالإرهاب وسرق اموال الفقرا المسلمين والعرب وقدمنا للعالم على اننا أمة لا تستحق الاحترام ولا التقدير وان كل امبريالي على وجه الارض قادر على ان يفعل بنا ما يشا دون ان يجد من يحتج او حتى دون أن تخرج في شوارع مدن العرب مسيرة صغيرة ضد امبريالية امريكا ولصوصيتها وقد جات زيارة ترامب لتؤكد ما ذهبت اليه في ما كتبته بعنوان الاستغوال ابشع مراحل الامبريالية واعاد علنا وعلى ارض القدس سيمفونية اللصوص من اجداده على حق اليهود الروحي والتاريخي في القدس ومع ذلك لم يصدر صوت عربي حقيقي فاعل ضد هذه الوقاحة التي جات على قاعدة فرعنت يا فرعون
بقلم
عدنان الصباح