نجوى إلى رمضان

بقلم: عبد السلام فايز

نجوى إلى رمضان

أتى رمضانُ إذ بزغَ الهلالُ

و كَبّرَ في مَدَائِنِا بلالُ 

 

هَلُمَّ إلى البِذَارِ أيا أُخَيَّ 

لِنَغنَى عندما تُجْنَى الغِلالُ

 

هَلُمَّ إلى الصّيامِ فإنّ فيهِ

جفافاً بَلَّهُ الأجرُ الحلالُ

 

هَلُمَّ إلى الصّلاةِ و ناجِ ربّاً

إذا تدعوهُ يأتيكَ السؤالُ

 

و رَتِّلْ آيةَ القرآنِ ليلاً 

ففي الأسحارِ قد وُجِدَ المَنَالُ 

 

أيا رمضانُ مهلاً في مَلَامِي 

فليسَ لديَّ أشعارٌ تُقَالُ 

 

أتيتَ و حالُ أُمَّتِنا شَتَاتٌ

يُخَضِّبُ وجهَنا دمُنا المُسَالُ

 

أتيتَ و أرضُنا نَزَفَت كثيراً

بها اشتدَّ البلاءُ و ما يزالُ

 

و يعبسُ وجهُها إذما رحلنا

و ليتَ الوجهَ مِنْ وطني يُطَالُ

 

أتيتَ و غُربتي الحمقى كَوَتني 

و شِخْتُ و جَشَّ في صدري السّعالُ

 

أتيتَ و ربُّ أسرَتِنا ينادي

أياويلاهُ قد رحلَ العِيَالُ 

 

أتيتَ و في القبورِ رفاتُ صحبي 

و حزني بعدَ فُرقَتِهم جِبالُ

 

أيا رمضانُ أهلاً رغمَ حزنٍ

فأوجاعٌ أَلَمَّتْنا ثِقَالُ 

 

لعلّ الرّحمةَ المهداةَ فيكم

سَتَصلحُ منها أحوالٌ و حالُ 

 

عبدالسلام فايز / كاتب و شاعر فلسطيني