سيادة الرئيس أبو مازن تحية واحترام.....
رمضان كريم ، مع تمنياتي لك بأن يأتي رمضان القادم وتكون شهيداً في دار أفضل من دارك وبين أهلٍ أفضل من أهلك وشعب أروع من شعبك..
أقول هذا من باب التمني وليس التشفي..
فتح التي كانت نموذجا عظيما ً..؟
أقول ما أقول وأنا مشفقا ً على أخ أقل ما يقال أننا كنا في حركة رائده منذ إنطلاقتها .. وربما سيادتك لا تذكُرني في تلك الفترة..! فذاكرتي بفضل الله حديد ..وكأن المشهد أمامي عندما عرفتك قبل نصف قرن وفي عام 68 وفي مركز ال23 السبع بحرات في دمشق يوم دخلت الى مكتب أبو عمار وهو يصرخ بسبب رفضه لتسلمي لمعسكر مصياف الذي سلمني إياه أبو علي إياد ، وأصر على نقلي لمعسكر الرشيد في بغداد .. وكنت رافضا ً النقل وبعناد شديد بسبب تعبي على تأسيس المعسكر وكان معي الأخ جهاد صالح الذي تسلم هو قيادة المعسكر ، وسبب أهم أن دورة أشبال كنت قد تعبت عليها وأريد تخريجها والإطمئنان على أفرادها الأيتام جلهم من أبناء الشهداء...
ويومها لأول مرة أراك وأعرفك بإسمك *أبو مازن* وقد فاجئتني بوقوفك معي قلت له بالحرف لن أنساه ما حييت...قلت...
إيش هذا يا رجل سمعت صراخك من الشارع وكأن مصيبة حصلت ... يا أخي على شو معصب.. مش معقول واضح أن الشاب تعبان على المعسكر ..إتركه يكمل الدورة ويطئن على أبنائه عالأقل ...والله إنك ظالم يا شيخ ...
طبعا أصر أبو عمار ونقلني وكانت مفيده لي
طبعا لا تذكر ولكني لا أنسى شيء
(رغم كل شيء لن يرضوا عنك )
نعم كنا في حركة رائده جمعتنا تحت قانونها العظيم قانون المحبة الذي جعلك حينها أن تنتصر لي وتتعاطف مع فدائي في ذلك الوقت...وها نحن وما زلنا في نفس الحركة وأنت قائدها اليوم تتنكر لنا وتقصينا وأنت تعرف أننا نحن ممن أسسنا قواعد المقاومة في المعسكرات والقطاع الغربي والإنتفاضة ،
أقصيتنا في مؤتمرك السابع كي ترضيهم لعلهم يصدقوا أنك ضد المقاومة..وانك أبعدت الرعيل الأول من أصحاب التاريخ ممن دفعوا في رأس المال الذي لم يكن سوى الدم..
وسارعت للقول ...أين شركائي في السلام وها أنا جاهز. !
ولكن لا حياة لمن تنادي ...فأنت بنظرهم وبتاريخك ( إرهابي ) ولو رفعت مل راياتك البضاء
وها أنت تحمل عبء حركة فارغة من مضمونها ومحتواها لا لون ولا طعم ولا رائحه بعد أن كانت تهز العالم ..وما عاد أحد يكترث لك ولا حتى بقضيتنا الفلسطينية التي لا تستند إلى قوة الحق ...فاستخدم شركائك بالمقابل *حق القوة * فأصبحت لا حول ولا قوة
سيادة الرئيس....
أرجو أن تصلك رسالتي هذه لأنها من أخ لك ومن نفس تنظيمك إذا ما زلت تعترف بنا... وليست من خصم
ولا من فصيل كان ولايزال يتحين الفرصة للإنقضاض عليك فأنا بفضل الله ليس لي أجنده ولا دولة تدعمني ولست طامحا ً في شيء سوى رضى الله.
أبو مازن سبب مصائبنا...(مهندس أوسلو)
كما درجت العادة فخصومك يحملونك أنت فقط مسؤولية أوسلو وما تلاها وما نحن فيه اليوم..!
وتناسوا وتجاهل هؤلاء أنك وألف مثلك لم يكن بمقدورهم التوقيع ولا تمرير مثل هذا الإتفاق ، ولولا شخص وزعيم وقائد كان إسمه يدغدغ عواطف الملايين من الناس..بسبب تاريخه المقاوم وبندقيته ومسدسه ورغم كل ذلك فلم يكن بمقدوره
أن يقنع الناس جميعهم بسلام أوسلو ولا بأي إتفاق مع إسرائيل فكانت المعارضة شرسة أمام القبول الخجول ...
أما أنت فكيف يمكنك ذلك ..ولا أبالغ بالقول أنك لم تكن معروفا ربما لألف من أبناء شعبنا..إلا في فتح والمنظمة فكنت واحدا ًمن أهم أعضاء المركزية واللجنة التنفيذية
ولكنك لم تكن أبو إياد ولا أبو جهاد اللذان كانا في دائرة العمل الميداني وأنت كنت في دائرة العمل السياسي.
إذا ً حتى لو كنت أنت مهندس أوسلو كما يقال..إلا أن المقاول وصاحب المشروع كان ياسر عرفات بكل ما يعنيه...
وهنا أقول بأنك حملت تبعاته وكل ما ترك من تداعيات سلطة
بما فيها من سلبيات وإيجابيات ، والسلبيات كانت أكثر
ونتيجه أن أبو عمار رحل عنا فأصبحت أنت السائل والمسؤول
عن كل سلبية دون النظر للإيجابيات ناهيك عما حصل في عهدك....وعلى رأيهم...فأنت من زاد المستوطنات وانت من تنازل عن الأرض وأنت من نسق أمنيا وانت من ارتكب كل الموبقات
وتجاهل هؤلاء أن التنسيق الأمني بدأ منذ أول يوم لتنفيذ أوسلو عام 94 في عهد الراحل أبو عمار والفساد بدأ قبل دخولنا الوطن وسوء الإدارة عرفناه قبل أن نعرف سيادتك
( الحذر لا يمنع القدر )
بدون شك أنك تعاملت مع الواقع بكل حذر وحنكة وحاولت أن تتجنب ما يُمَكن إسرائيل منك كما حصل مع أبو عمار
وتحملت كل ما قيل عنك حتى غضب الشعب في مفاصل هامة ... رفضك للمقاومة... قولك عن السكاكين بيد طلاب المدارس...إحباط عمليات فدائية...التنسيق الأمني المقدس ...موقفك من إختطاف مستوطنين ...خطابك المتكررةحول المفاضات .. موقفك من حماس ..وأمور أخرى..
ولربما لو سؤلت سؤالا..ماذا إستفدنا من كل هذا..؟
لكان جوابك التالي...
على الأقل منعت تدمير الضفة ومؤسسات السلطة
ومنعت اسرائيل من قتل الالاف من الشعب كما حصل في غزة المدمرة بفعل الصواريخ العبثية....
ولربما هذا جوابا شافيا ً بالمقارنة بوضع غزة وما جرى ويجري الأن من حصار وظلم وقهر...
ولكن على المستوى السياسي.. هل الطرف الأخر شكرك و يذكر لك أنك منعت من أعمال ضد المستوطنين وأنك فعلا شريك في السلام ..؟
لا أعتقد ذلك والشواهد كثيرة جدا ً وآخرها ما ورد على ألسنة الصهاينة من أنك تدعم الإرهاب سرا ً
بعد كل ما سبق أضع بعض النقاط على الحروف...
أولا..أوسلو .. ألهبت عواطفنا وجعلتنا نطيش على شبر ماء وكأننا حررنا حيفاويافا ولم نكن ندرك أننا تخلينا عنهما وعن تاريخنا ومهد حضارتنا ..فسارعنا للضفة وغزة ونزلنا عن الجبل لقطف الثمار ويا ليتها كانت ثمارا ، بل غنائم من قوت شعبنا ومن مستقل أبنائهم ..يكفي أننا فرضنا عليهم الضرائب وبأثر رجعي...رغم أنهم نفذوا أوامر القياده أيام الإنتفاضه.
باختصار دخلنا مدخلا مظلما ً وزدنا عليه من خلال سلوكنا الغير منضبط الذي لا يستوي مع طموح شعبنا الذي أوقف إنتفاضته من خلال إقناعهم بمستقبل مزدهر وحل عادل..ولكن خيبنا آمالهم ولا داعي للشرح..!
ثانيا..لولا أن إسرائيل كانت واثقة أنها هي الفائزة والمستفيده من إتفاق أوسلوا لما وقعوا بهذه السرعة...ناهيك عن أنهم إستغلوا وجود (سلطة سارحة والرب راعيها ) فتوسعوا في الضفة وضيقوا على شعبنا حتى الإختناق .. وهم يراهنون على من يتمسكون بالسلطة والهيلمان الرئاسي والحقائب الفارغة
وال vip والإمتيازات الشخصية على أمل المزيد من التنازلات بلا مقابل .. والراعي الأمريكي يظلهم بظله ويباركهم بكل قوة
وتذكر أني قلتها لك قبل سنوات وفي إجتماع للمجلس الوطني في عمان ، قلت لك ...لا تضع بيضك كله في سلتهم...
لن يعطوك شيئا وستبقى بنظرهم مخربا ً إرهابيا ً
وأضفت أنك تحاول أن تفتح معهم نافذه وقد أغلقوا عليك كل الأبواب بالرغم من كل الإجرائات التي إتخذتها لمنع أي عمل عسكري ضدهم ..وقد تم تجريد شعبنا من كل أنواع القوة التي تردع أو تمنع بطشهم
ثالثا... مراهناتنا على الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين ونحن ندرك أن لا أحد منهم يفوز إلا بقدر دعمه وتأييده المطلق لإسرائيل..ومع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة وترامب وكأنه المنقذ والذي سيغير مجرى التاريخ الأمريكي الظالم و المساند لإسرائيل وهو يعلن وبشكل مستمر على دعمه المطلق لإسرائيل...وكان ما كان في إجتماع الرياض الذي لم يؤثر على قضيتنا سوى سلبا ً والمطلوب فقط أن نكون حصان طرواده لأهداف وضعوها لتشكيل حلف عربي أمريكي ضد كل العالم ما عدا إسرائيل... والغريب في الأمر أننا كشعب مثل الأطرش بالزفه ، وقد توهمنا بحل لقضيتنا ولو بحده الأدنى ...حتى ولو على إستحياء لم يتم ذكر المبادرة العربية التي على الأقل فيها الحد الأدنى في حل الدولتين والذي لم يتطرقوا له ولم يعيرها ترامب أي إهتمام. وكأن في جعبته مخطط آخر ..!
وإن تم حل القضية فسيتم بناء على ما وضعته إسرائيل فقط
رابعا.. بعد لقاء ترامب معكم ومع نتنياهو وكانت المعلومات تشير إلى جمعكم مع نتنياهو من قبل ترامب...ما الذي حدث...!
لا شيء إطلاقا بل على العكس أبلغوه أنك تدعم الإرهاب خاصة في مطلبك حل مشكلة إضراب الأسرى...
وعادو للإسطوانة القديمة أنك تلعب تحت الطاولة بالضبط كما إتهموا ياسر عرفات من قبل والكل يعرف النتيجه..
وهنا نكتشف أنك وما تمثله لم تعد ذي صلة وهم أصلا ليسو بحاجة لغيرك ...فالأمر لم يعد من يقبل بمخططهم كما كان من قبل... فالقوة تفرض أي شيء دون وسطاء ولا شركاء
خامسا ً...إسرائل وأنت أكثر معرفة من الجميع لا تريد السلام ولا أي حل لا يعزز يهودية الدولة وتثبيت القدس عاصمة لها..
وتوسيع الأستيطان وما يحصل اليوم على حائط البراق الذي زاره ترامب والإجتماع تحت المسجد الأقصى..لا يدع مجالا للشك أنهم لا يريدونك مهما فعلت وقدمت وأخرت
سادسا... أمام ما سبق...ما الذي بقي للتفاوض وعلي أي أساس
من الممكن أن تقتنع بلقاء مع الجانب الإسرائيلي إن حصل
وهم يتهمونك بالإرهاب وأنت أكثر من منعت أي عمل
وهم يروجون أنك ما عدت شريكا ً
سابعا.. لا بد أنك تعرف ان الحملة عليك والتشكيك بك يساعد عليها أشخاص من حولك طامعين بمنصبك وهم من ينقل اخبارك وما تقوله في مجالسك الخاصة... من خلال غضبك وما يخرج منك من كلام ضدهم... وهو نفس ما كان يحصل مع الراحل أبو عمار....ولكن وحسب معرفتي بعقلية الصهاينة
يسألوا الواحد منهم...هل تستطيع ان تقدم اعتراف بيهودية الدولة...ربما البعض يقول ..نعم ...يقولوا له يا نصاب كم يؤيدك من الشعب الفسطيني ..وانت مكروه حتى من أهلك وعشيرتك.....
ملخص القول ....
أتعرف ماذا يريدون منك وأنت تعرف بالتأكيد..!؟
يريدونك أن تعلن التالي..
1..الإعتراف بإسرائيل دولة يهودية خالصة
2..أن تعلن أن إسرائيل دولة مسالمة وان من يقاومها هو إرهابي
3..أن تعتبر الأسرى إرهابيين ويجب على إسرائيل معاقبتهم
4.. ان تعلن حل حركة فتح وتعتبرها من الماضي البغيض..
وبقية الفصائل ..ويتم تباعا إلغاء ننظمة التحرير
5..أعلان فصل غزة رسميا ً عن الضفة على اعتبار أنها منفصله عمليا وليس إعلان غزة إقليما متمردا ً فهذالم يعد مقبولا و لا يلبي متطلبات الحل النهائي المفترض أو المفروض حتى تكون هي الدويلة الفلسطينية الخالصة وما تصريح أمير قطر على إعتبار أن حماس عي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وكبالون اختبار وكنقطة بداية وتحول وتمهيد
6..تعتبر أن المستوطنين هم مواطنون أصليين وعلينا حمايتهم
7.إسرائيل دولة الأكثر ديمقراطية في العالم
8..أن تقول كل من يعادي إسرائيل فهو خصمي إلى يوم الدين
9..تجريد قوات الأمن الفلسطينية من السلاح نهائيا وحيازة العصي والهراوات وقنابل الغاز المسيلة للدموع
وربما أمور أخرى لا اخطر على بال أحد منها مثلا هذه دولة إسرائيل بعاصمتها القدس الموحدة وعلى غير اليهود أن يعيشو بعا بسلام كمسلميت ومسيحيين وليس كفلسطينيين
فهل توافق يا سيادة الرئيس.!؟
ربما ستتسائل ومن حقك أن تتسائل ...وما الحل...!؟
أقول ..الحل أن تترك الأمر لصاحب الحل وهو على كل شيء قدير .
وانت لست القادر عليهم ولا على مطالبهم
ووعده الله الحق ... وعده أقوى وأعظم من وعد بلفور
ولا تيأسوا فالزلزاااااال قادم لا محاله
ولن يبقي ولن يذر ..ومن يعش يرى مصير الظالمين
وعوده الحق والمسجد الأقصى
#منذر أرشيد-رأي