لا فرق بين أعراب لورانس وأعراب ترامب ، فالخيانة هي العامل المشترك بين كل مراحل تاريخ العربي الحديث وخاصة بعد سايكس- بيكو وتقاسم المصالح وسيطرة الدول الاستعمارية وإنشاء دويلات وكيانات "هلامية" تخضع لنفوذها مباشرة في المنطقة العربية،
كانت بعض هذه الأنظمة ومازالت مطايا لرؤساء الدول الغربية والامبريالية وتوجهاتهم السياسية وإملائتهم وفق مصالحهم في المنطقة من مشرقها إلى مغربها بل كانوا ظل الإستعمار وأدواته للقضاء على اي حركة تحرر، تسعى إلى الحرية وتقدم الأمة، وأصبحت هذه التبعيات جزء من منظومة المستعمر في المنطقة العربية يشرعنوا إحتلال تحت ذرائع مختلفة، ويتحمكوا باقتصاد هذه الدول وفق مصلحته.
وبقي الغرب هو سيد الموقف يغزوا بين حين وآخر ومازال يحتل بهذا الأسلوب أو ذاك أو يسيطر على الشعوب العربية عبر زبائنيته المحليين الجاثمين على صدر الأمة وفق معادلة إدعموا وجودنا واستبيحوا المنطقة العربية أرضا" وشعوبا" ونفطا" وخيرات طبيعية.
عام 1916 قاد توماس لورنس وشارك في ما سمي بالثورة العربية على الحكم العثماني والنتيجة أن لورنس قد مهد الطريق لإحتلال العالم العربي وخاصة فلسطين الذي منحها عام 1917 وزير الخارجية البريطاني حين ذاك بلفور للحركة الصهيونية لإنشاء وطنا لليهود "وكأن المستعمر مالك لهذه الأرض يمنحها لمن وساعة يشاء."
وأنشأ الكيان الصهيوني عام 1948 على تراب فلسطين ومازال يحتلها ويعبث فسادا
من الواضح أن بعض أنظمة وسلالات حكم المحميات الأمريكية في الوطن العربي قد كان لها دور خبيثا" في جميع الكوارث التي حلت منذ اغتصاب فلسطين وسايكس بيكو وحياكة المكائد ضد الرئيس عبد الناصر إلى غزو لبنان مرورا بتدمير واحتلال العراق عام 2013 وتدمير ليبيا وما يجري اليوم من القضاء على معقل العروبة في اليمن و سوريا على يد المرتزقة وبدعم عربي وغربي خدمة لأعداء الأمة بني صهيون ومن يدور في فلكهم.
لقد إعتمد أصحاب المشاريع المشبوها لتفتيت المنطقة العربية على المرتزقة المحليين من خلال تقديم كل الدعم من تدريب وتسليح وإرسالهم إلى الدول الممانعة والداعمة للقضايا العربية العادلة وخاصة قضية الفلسطينية وحق المقاومة في تحرير الأرض لتعمل هذه المرتزقة لصالح الدول الاقليمية والغربية لضرب هذه الدول والقضاء على الفكر التقدمي والقضاء على البنية والنسيج الثقافي العربي على صعيد الوطن العربي وادخاله في أتون الحروب والظلام والتقاتل بين شعوبه..
كل هذا يحصل بصمت وبمباركة من أنظمة جامعة الدول العربية التي تمثل المنظري المرتزقة عملاء الغرب في المنطقة العربية.
أما المحميات الخليجية في الحجاز فهم من أهم مقومات الإحتلال الأجنبي وأذنابه، هذه المحميات كلفت الوطن العربي ثمنا باهظا لان ثمن بقائها مرتبط بتأييد السياسة الأمريكية والصهيونية في كافة دول المنطقة العربية والعالم.
وأيضا تستحوذ على نفط الجزيرة العربية ومواردها الطبيعية و تسيطر على الفضائيات و الإعلام لممارسة التضليل ولهدم وردم الوعي العربي. ونلاحظ أن كلفة تسليح جيوش هذه المحميات باهظة الثمن ولم تقوى إلا على شعوبها.
من الناحية المنطقية والعملية هذه الجيوش تحارب في صفوف الجيش الأمريكي وهذه المرتزقة دفعت المليارات في دعم حركات التخريب والهدم في دول الممانعة والداعمة للحقوق العربية.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن كل ما قاله ترامب في الرياض هو لصالح إسرائيل فحين يطالب بحل القضية على أساس واقعي وتجاهل الحل على أساس أيدلوجي فهذا يعني ضرب بعرض الحائط كل الحقوق الفلسطينية التاريخية فلا حق تاريخي في القدس ولا حق لعودة اللاجئين ولا حق في إزالة المغتصبات..
الحل الواقعي بمنطق العملي يعني إلى تصعيد وتفعيل العمل المقاوم داخل فلسطين وكما قال القائد جمال عبد الناصر" لا صلح لا إعتراف لا تفاوض مع هذا العدو ،وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة."
من أعراب لورانس إلى أعراب ترامب أوكار الخيانة وأجندات قذرة...
بقلم عبد الحليم عنتر