أوضاع اقتصادية صعبة و حياة يدمى لها القلب..فالحصار الخانق الذي يطوق أكثر من 2 مليون نسمه في قطاع غزة يجعلك عاجزا عن التفكير في الكثير من تدبر أمور حياتك الشخصية أو التفكير في المستقبل، لأنه ببساطة لم يعد هناك مستقبل في قطاع غزة.
الحياة في قطاع غزة حدث عنها و لا حرج، وعلى إثر ذلك أطلق نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي هشتاغ بعنوان #كيف_غزه_برمضان ، وهذا الهشتاغ حينما تتصفح ما هو منشور عليه فعلا تشعر بألم الحياة في غزة التي نحن جزء من واقعها المعاش.
أجواء صعبة وهي أشبه بالعدم
#كيف_غزه_برمضان، سؤال تجيب عليه دعاء الشريف بالقول(( غزة في رمضان تعيش أجواء صعبة وهي أشبه بالعدم ، قلة الرواتب والحصار والبطالة والفقر ، جعلت أهلها يتمنون الموت والشهادة )).
وتشارك الشريف المغردة دينا بالقول((مازالت غزة تنزف..الحصار قضى على طموح الشباب وعلى كل شئ.. لا أحد يفكر إلا بـ لقمـة العيش الله يكون في العون.. #كيف_غزه_برمضان )).
بينما وصف المدون جهاد حِلِّس غزة بالسجن وكتب في تدوينته وفق ما رصدته "وكالة قدس نت للأنباء" (( غزة هي أشبه بسجن كبير، تفطر وتتسحر على العتمة، وآلاف الفقراء فيها يبيتون بلا فطور أو سحور يشبع جوعتهم! حسبنا الله ونعم الوكيل )).
ويشارك حلس نفس الهم و الفكرة الماجدة الغزاوية قائلة (( صحيح بنفطر على اللدات ويالله شايفين الاكل وبنصحى على السحور بنلاقي اللدات طافية وبناكل عالعتمة بس ياعمي والله غزة غير شكل )).
أما عاشقة_الأقصى فجاء في تغريدتها ((غزة مظلمة في رمضان بسبب أزمة الكهرباء وشح موارد الطاقة غزة بدون كهرباء))، ورأت المغردة بيان سامي أن غزة تخفق.. تحاصر يراد لها الموت من 11سنه غزه بلا كهرباء ولا ماء ولا رواتب و المستشفيات تئن )).

ارتفاع معدلات الفقر لأكثر من 80%
هذا و كان النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار غزة قد حذر في وقت سابق من استمرار تدهور الأوضاع الحياتية في قطاع غزة.
وقال الخضري إن "تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر وتقييد الاستيراد والتصدير، إضافة لأزمة الكهرباء المتصاعدة، رفع معدلات الفقر لأكثر من 80%".
وأضاف الخضري أن "الحصار الممتد لأكثر من عشرة سنوات، أثر بشكل كبير على وقف إمكانية أي نمو اقتصادي في غزة" ، وحذّر من أن الوضع سيزداد سوءاً في حال لم يتدخل المجتمع الدولي لإنهاء حالة الحصار، والعمل على إقامة مشروعات استثمارية لتشغيل العاطلين عن العمل.
وتفرض إسرائيل حصاراً على القطاع، منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته منتصف عام 2007، عقب سيطرة الحركة على القطاع ، وتقول الأمم المتحدة، إن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.وتبلغ نسبة البطالة في قطاع غزة 41.7 %، وهي النسبة الأعلى في العالم، بحسب تقرير سابق للبنك الدولي.

550 مليون دولار خسائر القطاعات الاقتصادية
ومن جهته أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن معظم المنشآت الاقتصادية التي دمرتها القوات الإسرائيلية خلال العدوان الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014، لم يتم إعمارها بعد، وهو ما تسبب في انخفاض عمل القطاع الصناعي في غزة إلى نسبة 23 في المائة.
وخلص المركز في تقريره الصادر أمس، بعنوان "المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة: تدمير ممنهج وحصار مستمر"، إلى أن سبب تأخير إعمار هذه المنشآت يعود لجملة عوامل؛ أهمها، الحصار الإسرائيلي على القطاع، وفشل آلية الأُمم المتحدة لإعادة الإعمار غزة (GRM)، وتخلف المانحين الدوليين عن الوفاء بالتزاماتهم المالية.
وطالب التقرير بـ "وقف عمل الأمم المتحدة وفقا لآلية (GRM) التي أثبتت فشلها وأخفقت كلياً في تلبية الحد الأدنى من متطلبات إعادة إعمار القطاع، بل ساهمت في مأسسة الحصار المفروض عليه"، حسب التقرير.

وبحسب التقرير الحقوقي؛ فقد طال الدمار الذي تسبّبت به الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، 225 منشأة صناعية، و1578 منشأة تجارية، فضلا عن تضرّر 2181 قطعة أرض زراعية فاقت مساحتها 11 مليون متر مربع، وتدمير 39 غرفة للصيادين و82 قارباً للصيد.
ورصد "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" خسائر القطاعات الاقتصادية الناجمة عن عدوان عام 2014، وبلغ قدرها 550 مليون دولار أمريكي، توزّعت على القطاعات الصناعية والتجارية والخدماتية والسياحية والزراعية.
