بلد_عايشة_ع_نكشة: أف شو هالريحة!

بقلم: بثينة حمدان

البلد زي السيجارة نازلين شَفِط فيها لآخر نفس، حرام يضَل فيها شَفِّة (تنسوش فيه فقراء والدنيا رمضان!). هون فيه قِصص واقفة ع نكشة، بعدين بِتصير زَوابِع... وهيك لآخِر نَفَس، وبلغة المثقفين: حتى الرمق الأخير(مشولي اياها). بس الريحة الي في البلد مش سجاير... والي بِعرَف إله جائزة!

هاي البلد يا جماعة كانت فوووووق في النضالات والروحانيات والوقفات القوية، كان فيها قيادات وطنية بِحلَم الصغير بتاريخها، وبِتغنى الكبير بماضيها، بس الحاضر شو؟ الحاضر ريحتُه طالعة.. والناس الي فووق ساكتين ع شغلات كتيير مش عارفة مستحيين وإلا مش سائلين!

خِلصَت انتفاضِة الـ87 ورُحنا ع أوسلو وما حدا يقول إنه معها أو ضدها (عكمنا الفيلم وخَلَص) وهيييك بلشنا نبني دولة (أو اشي بيشبهها) بس أولاد الكلب جيراننا ما خلّوا شيء، نحن بنبني وهم بيهدموا. وبعد الختيار بَطّل في حصار ولا اجتياح ولا منع تجول ولا صواريخ ولا عمليات في الضفة، وغزة خراب وحصار ومافي اعماار، وكمان ما ضل حدا إلا وانسجن، والفيس صار تهمة، وهيك ما فرق زمن الإدارة المدنية عن حُكم السلطة (كشيلنا ما أحلانا!!!)

بيعملوا الي بدهم إياه وبالوقت الي بِحَدّدوه، وحتى التصاريح كانوا للضرورة زي العلاج والشغل والصلاة، بس حالياً وفي زمن الباشاوات والقيادات الي مقطوع وَصِفها، صارت ألف نوع ونوع، يعني اذا انت موظف سلطة وبِرُتبة مدير بيِطلَعلَك تصريح، وكما إذا كنت صاحب شركة لأنه أكيد أكيد رح تحتاج البُعَداء وشرِكاتهم (لهيك حابة اذكر المُطبّعين أنه هدول هم نفسهم الي داعسين علينا وماخدين أرضنا) وفي الأعياد مناخد تصاريح كوميات كوميات عشان نخلص المصريات والعيديات، والاسرائيليين ينَفْقوا بضاعتهم (مُخ شغّال مش مزَرجِن) والوَسَخ الي منترِكِلهم اياه في أرضنا المنهوبة؛ حيفا وعكا ويافا وووو مسامحينا فيه عشان القروووش (والمسامح كريم والله عالأغبياء!).

والتصاريح بطّلت تِنعَطى بَلّوشي، صارت بدها بطاقة مُمَغنطة الزامية للكُل: بتروح تدفع وتُبصم بالخمسة، وتتصور زي المطلوبين يمين وشمال وشعر وذقن ويمكن كِتِف... وهيك لحد ما يتأكدوا إنه صفاء النية (تِركبكُم جنية يارب!)... وكل هاد بتعمله عندهم، والشؤون المدنية تاعتنا بتتفرج، بس الشهادة لله حاطة ع صفحتها الإلكترونية خدمة الاستعلام عن التصريح وخدمات وتعليمات عن المعابر (بس ما حدا فاصِلهُم) وين صفحتهم ووين صفحة المنسق؟ الله لا يبطرزله شو بيعطي معلومات وبنفس الوقت بِختِرِع كذبات بتخلّيه يبَيِّن حنووون والفلسطينية ع صفحته شَغلِتهم كومنتات مسبّات (الله يهبِلنا منعمل لايك للاحتلال! بس لا تنسوا إنه زَن المُنسّق أَمَر من السِحر!) ومع هيك ما بدنا نظلم جماعتنا لأنه إذا حدا ضيّع الممغنطة ما بجدّدها الاحتلال إلا بورقة حِلفان يمين من القضاء الفلسطيني إنها ضاعت (عشان تعرفوا بس اديش قضاءنا إله قيمة برضو).

وهيك السلطة بتِصرِف عالاحتلال، وبتسمع كلامه (عملاً بمقولة شو العمشة بتُتطبخ جوزها بياكُل) والسلطة هي "جوزها" بتضل تهز راسها عكل قرارات العمشة! والشعب بِنَفِذ (عملاً بمقولة الي منهُم أحسن مِنهُم)! الحمد لله مافي مواقف لا من ممارسات الاحتلال، ولا حتى من بيت السفير القطري الي رح يكون ع أرض  مطار الختيار.. والتنسيق مُقّدّس (يعني لا اعقل ولا توكل..) وريحة دُخااان فاحت، معقول الكبير بدخّن، القيادة بتدخّن والشعب بدخّن... بس هاي مش ريحة سجاير صدقوني، هادا بيشبه دخاااان الحرايق، حتى الدفاع المدني شايف وما عم يتزحزح، معقول بدنا المجنون ترامب يطفيها (الله يطفينا بس عشان ترتاحوا)... أف شو هالريحة يا!!

بقلم/ بثينة حمدان