نقل السفارة للقدس سيعيق جهود ترامب لاستئناف محادثات السلام

مسؤولون أمريكيون ومصدر دبلوماسي قالوا امس إنه من المتوقع أن يؤجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وذلك رغم تعهده خلال الحملة الانتخابية باتخاذ هذه الخطوة المثيرة للجدل.

بدوره اكرم عطا الله الكاتب والمحلل السياسي قال في مقابلة مع "وكالة قدس نت للأنباء": ان الادارة الامريكية اجرت ما يكفي من الحسابات اللازمة وادركت ان محاولتها ان تكون وسيطا لإحياء عملية السلام من جديد مع قضية نقل السفارة هما مسألتان قمة في التناقض وبالتالي لا يمكن ان تلتقيان على الاطلاق، متوقعا ان تكون الادارة الامريكية ابلغت السلطة الفلسطينية بعدم نيتها نقل السفارة إلى القدس.

وأوضح عطا الله ان "ترامب سيحذو حذو سابقيه من الرؤساء الامريكان الذين حاولوا ان يلعبوا دور الوسيط بين السلطة الوطنية وبين الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتوقيع وثيقة تؤجل لمدة ستة أشهر تطبيق قانون صادر عام 1995 يقضي بنقل السفارة إلى القدس".

واشار عطا الله ان هذه الخطوة في حال اتخاذها فإنها ستعيق جهود ترامب لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بينما يسعى الرئيس الأميركي إلى إعادة إطلاق محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة، وسيكون حذرا في مسألة اتخاذ خطوة ستثير غضب العالم العربي.

وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية توقفت في أبريل/نيسان عام 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.

وتوقع عطا الله ان اسرائيل نفسها ايضا تتردد في نقل السفارة وانها لم تضغط على ترامب بما فيه الكفاية اصلا وتعتبر انه فيما لو نقلت السفارة فان هذا الامر سيحرج العرب الذين تتأهل وتتأهب اسرائيل الان لبناء علاقات معهم.

واضاف عطا الله في ذات السياق ان المحاذير الاسرائيلية هي ما تجعل الفلسطينيين مطمئنين لخطوة عدم نقل السفارة خوفا من اندلاع موجة عنف جديدة وايضا خوفا من ان هذه الخطوة ستحرج العرب التي  تريد اسرائيل ان تفتح علاقات معها، مشيرا إلى ان خسارة اسرائيل من نقل السفارة هي اكبر من أي مكاسب قد تحققها من وراء هذا الامر وهي أصلا مطمئنة لفكرة ان القدس اصلا تحت سيطرتها.

وفى معرض سؤاله حول اذا ما كانت الادارة الامريكية استجابت للسلطة الفلسطينية في عدم نقلها للسفارة قال عطا الله: ان هذا الموضوع مبالغ فيه جدا لان الامر لم يتعد كونه جزءا من الحسابات الامريكية والاسرائيلية ومنافع الامريكان والاسرائيليين كما هو ديدنهم دوما.

وبدوره أكد راسم عبيدات الكاتب والمحلل السياسي، انه وبحسب التصريحات الامريكية لم يتبدد القلق تجاه خطوة نقل السفارة الامريكية الى القدس لان ترامب نفسه حتى هذه اللحظة لا زال يقول انه سيقوم بنقل السفارة الامريكية، معتبراً ان التأجيلات فقط هي محاولة من الادارة الامريكية الجديدة لإطلاق عملية تسوية في المنطقة.

وتوقع عبيدات في مقابلة مع "وكالة قدس نت للأنباء"، ان هذه الادارة تحديدا لا يمكن ان تتراجع عن موقفها تجاه هذا الامر وخصوصا في ظل الحديث حول مشاركة الكونغرس الامريكي في الاحتفالات التي ستقيمها الكنيست في الذكري الخمسين لما يسمونه توحيد القدس، مضيفا انه حين يتصرف الكونغرس الامريكي ويشارك في جريمة من هذا النوع فهذا يعني ان مسالة عدم نقل السفارة هي امر غير واضح حتى اللحظة فقط فيما يتعلق بتوقيت نقل السفارة ليس اكثر.

وحول تصريحات السلطة بان السفارة الأمريكية لن تنقل إلى مدينة القدس، وستبقى القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقلة،  قال عبيدات :ان السلطة تحاول ان تتشبث باي انجاز، متوقعا ان تعود السلطة للمفاوضات دون أي شروط مسبقة، معتبرا اياها لا تملك أي اوراق ضغط  لأنها لا تملك ارادة سياسية.

وكان محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، وعضو لجنتها المركزية، اكد اليوم في تصريح له، أن هواجس القلق من قرار أمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس قد تبددت بشكل نهائي.

واشار عبيدات الى حالة الضعف والإنقسام والتشظي في الحالة الفلسطينية، وما تعيشه الأمة العربية من حالة انهيار وتردي وحروب،  مضيفا ان الاحتلال يستغل هذا الامر في مواصلة حربه الشاملة على المدينة المقدسة على كل الصعد والمستويات وبمشاركة كل اجهزته وادواته التنفيذية.

وتابع عبيدات أن المواجهة والتصدي لهذا العدوان بنفس الأدوات والطرق التقليدية، عبر بيانات الشجب والإستنكار والدعوات والأدعية والتهديدات الفارغة والجوفاء" لن تحمي ولن تنقذ القدس لا من نقل السفارة ولا من غيرها من المخاطر الأخرى التي تحدق بها من كل حدب وصوب.

ومع تنصيب دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، هناك ترقب كبير حول طبيعة وحدود التغييرات في السياسة الأميركية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في وقت تتعزز فيه آمال الحكومة الإسرائيلية بوجود إدارة أميركية جديدة تتبنى توجهات تقترب من مواقف اليمين المتطرف المندفع إلى تعميق الاحتلال والاستيطان والعنصرية، وبضمن ذلك تنفيذ وعد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

المصدر: رام الله – وكالة قدس نت للأنباء -