منذ أيام بدأ مسلسل "باب الحارة السوري" الذي لم ينتهي منذ 11 عام ولم تنتهي مصالحتنا مع بعضنا البعض والمتتبع لمسلسل “باب الحارة” والتفاف الناس حوله ربما يكون سببه بحثهم الدائم عن “ بطل” كذلك بالنسبة لتوقهم للقيم الإنسانية التي مثلها سلوك أبناء الحارة واقترابهم من الفقراء والنخوة والشهامة والحفاظ على أعراضهم مهما تغيرت ظروفهم واسودّت الدنيا في وجوههم “الحارة” جسدت الحياة بكل تناقضاتها وأخطأ أبنائها في زمن قديم هو الزمن الذي صرنا نبكي عليه بعد أن افتقدناه، فنحن الفلسطينيون في ظل الانقسام أصبحت حكايتنا مثل حكاية مسلسل باب الحارة لم ينتهي والمستفيد الوحيد هو المنتج والمخرج لهذا السيناريو فأستعراض المسلسل بحلقات مختلفة يعيد علية أرباح طائلة وبالتالي لابد من وقفة وأن نتجرأ بالقول بان تجمد الحركات السياسية مظاهر خلافاتها السياسية والحزبية النافرة والالتفات إلي الوطن والمواطن الذي تحمل أكثر ما يجب تحمله خلال هذه السنوات والمعيشة الضنكه التي يعيشها بوجود هذا الانقسام.. في وطن تعلو فيه أنات المرضي الذين لا يجدوا حبة دواء تريحهم من عليل الألم ومعبر مغلق في وجههم إذا خرجوا لاستنشاق هواء أوعلاج ويأتون في توابيت الموت اللعين نهيك عن أصوات المهمشين والخراب الذي حل بهم من دمار وموت لعائلات كاملة في سجل الأحوال المدنية ومن يعيش تبكي فيه هذه الشرائح حقوقها الضائعة وبطالة متدحرجة ومستدامة من خرجين لم يفي الأب المسكين نصف ما علية من ديون صرفها علي ابنة لعلة ينفع الآخرين وتلك البطالة تلد أخري كما ولدت حواء من سيدنا آدم.. وعجز اقتصادي ومالي يتحملها المواطن في مؤشر اقتصادي منحدر ، وارتفاع أسعار يعجز المواطن فيه عن خبزه يسكت بها صفيراً لأمعائه الخاوية، فلا الناس أطعمته ولا النخبة السياسية سألته عن قوته وتدعي له الفكر والقضية والصمود وتوزع علية المبادئ والبطولة صباح مساء.. حتي يفكر الشباب بالهجرة وعقول وأدمغة بشرية هاجرت فعلاً وتهاجر من الوطن وبقت عقول التي تغتصب وطناً بأكمله وشعباً بأكمله واقتصاداً برمته ...أيي بشر تهدم لتبني , وتبني لتهدم؟ فلا بد للنخبة أن تضع في اعتبارها كل التضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني علي مدار سنوات من الكفاح الطويل ويجب أن يقابلها توحيد الدم والمصير وجغرافيا الوطن كما توحد أهالي باب الحارة ضد عدوهم الفرنسي . وإذا لم نساعد أنفسنا فلن يساعدنا الآخرين. ففي هذه الأيام نلاحظ وجود مناكفات أخرى وتعطيل ومد وجذر مما يجعلنا نجزم أن حكايتنا حكاية مسلسل باب الحارة فألى متى هذا الوضع سيبقي ومتي سينتهي هذا المسلسل؟ لذلك إذا أردنا أن ننهض بالوطن يجب نحرص على المصالحة الوطنية التي دعا إليها كثير من العقلاء كما شاهدناه في مسلسل باب الحارة و تابع الناس “الزعيم” وتمنوا “حكمته” وأعجبوا بشجاعة “ابو شهاب” أو “العقيد”. فالجميع قد يكون أخطأ وليست العبرة في الخطأ إنما العبرة عدم التمادي وتكرار الخطأ فلابد من تقدير الناس والنزول عند رغباتهم وتحقيق طموحاتهم ومصارحتهم ومصالحتهم أهم من المناصب والمسميات والمناكفات ، حيث شعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون إلى الوحدة والمحبة والتكاتف والتعاضد، ورص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة.كما توحدت أهالي باب الحارة لان عدوهم واحد ومصيرهم واحد و نتمنى ان ينتهي هذا المسلسل ويكون أخر حلقة له هذا العام ، لهذا أتمنى صبر المشاهدين المتابعين لهذا المسلسل،والاقتداء بشهامة وشجاعة العقيد أبو شهاب والتفاف أهل الحارة حوله .
بقلم/ أ.د. هشام ابو يونس