حائط البراق للمسلمين..هل تحاسب فتح الرجوب على تصريحاته؟

رغم نفيه، أثارت تصريحات أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، بأن حائط البراق يجب أن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية في حين يبقى المسجد الأقصى للمسلمين ردود فعل غاضبة وصلت إلى حد المطالبة بفصله من حركة فتح .

الرجوب وبعد هذه الضجة أصدر نفيا لتصريحاته، إلا أن محللين و سياسيين أكدوا أن تصريحات الرجوب تجاوز خطير و تنازل غير مقبول ، خاصة أنها موثقة بالصوت و الصورة .

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح حازم أبو شنب،ردا على تصريحات الرجوب، إن "الاقصى أقصانا،من فوقه ومن تحته ومن يمينه ومن شماله ، ومن فوق الأرض ومن تحت الأرض وحتى سماء الله إلى نصل الجنة".

وأكد أبو شنب سفير دولة فلسطين في باكستان سابقا ، انه لا يمكن لأي فتحاوى أن يقبل بالتنازل عن تراب القدس، قائلا في تصريح له اطلعت عليه "وكالة قدس نت للأنباء"،" أعيد التأكيد على موقفي الشخصي وموقف كل قيادات وكوادر واعضاء وأنصار حركة ( فتح ) وكل أبناء الشعب الفلسطيني الشرفاء .. ومن يخالفنا فليس منا ،فالرئيس الشهيد ياسر عرفات استشهد دون ذلك .. ونصر القدس والأقصى وإنا لفاعلون .. نصرة لديننا وقدسنا وأقصانا وكنائسنا وكل دور عبادتنا .. وكرامتنا وعزتنا وكل تاريخنا في فلسطين وخصوصا القدس والاقصى .. ونحن على درب الياسر والشهداء الأنقياء".

مواصلا حديثه، "كله لنا  والقدس كلها قديمها وحديثها  شرقها وغربها وشمالها وجنوبها و من كل جوانبها هي لنا نحن الفلسطينيون تاريخا وجغرافيا وسياسيا ودينيا وثقافة و تربية وعلميا و أدبيا دون ادنى شك .. وقد تم تثبيت ذلك في قرارات الشرعية الدولية واليونسكو ،ونشهد الله اننا ملتزمون بذلك امس واليوم وغدا ،ونورث أبناءنا واحفادنا هذا الفكر وهذا الحق .. ونشهد الله ومن بعده الناس اننا حراس الاقصى وخدمه .. و دونه ارواحنا .. والله على ما أقول شهيد".

فصائل ترفض التصريحات

وعبرت العديد من الفصائل الفلسطينية عن رفضها لتصريحات الرجوب، وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: "تصريحات الرجوب حول سيادة الاحتلال على حائط البراق تفريط وتمهيد للاعتراف بيهودية الدولة، ويجب على الفصائل الفلسطينية لجم كل من يحاول تقديم تنازلات".

بينما وصف الناطق باسم حماس حازم قاسم تصريحات الرجوب بالجريمة قائلا في بيان صدر عنه ، إن "تصريحات الرجوب تعد "جريمة وطنية"، وإساءة للشعب الفلسطيني ومقدساته". وأضاف أن تلك التصريحات "رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسميا عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي، طمعا في الحصول على الفتات".

من جهتها قالت الهيئة الإسلامية العليا الفلسطينية في بيان أصدرته إن "مثل هذه التصريحات والادعاءات تحاول أن تزيف وتزور الحقائق المرتبطة بحائط البراق، وهي تشويه وتحريف للحقيقة الخالدة أنه مكان مقدس للمسلمين وحدهم دون غيرهم".

وتابعت أن "المسجد الأقصى، بما في ذلك حائط البراق، هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي منذ معجزة الإسراء والمعراج". وجاء بيان الهيئة الإسلامية إثر الجدل الذي أثارته تصريحات الرجوب  التي بثتها القناة العبرية الثانية.

النائب حسن خريشة قال وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، "من يريد أن يتنازل لإسرائيل فليتنازل من ماله الخاص وأطالب الرئيس لجم أي قيادي يصرح للاحتلال بالتنازل عن حائط البراق" ، بينما اعتبر نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل كمال الخطيب تصريحات الرجوب بانها "تجاوز خطير وغير مقبولة ويعد مرحلة جديدة من التنازلات".

محللون: تصريحات موثقة بالصوت و الصورة

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم في تعقيب له على تصريحات الرجوب :" استمعت الى مقابلة اللواء جِبْرِيل الرجوب في برنامج واجه الصحافة المذاع على القناة العبرية الثانية، وهو قال انه يجب ان تكون السيادة إسرائيلية على حائط البراق."

 وأضاف إبراهيم وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء" ، "يجب ان يدرك الفلسطينيين انه لا مكان لنا في الاعلام العبري، هم يأخذونا ديكور والى حيث يريدون بخطابهم الاعلامي الصهيوني الذي يركز على الرواية الصهيونية في الصراع، ومهما امتلك الفلسطيني من قدرات في اللغة العبرية فانه مضطر الى اختزال الرواية الفلسطينية بالوقت المحدد الذي يحدده المذيع والمحرر، ومن يواجه الاعلام الاسرائيلي عليه ان يتسلح بخطاب وطني من دون تجميل وإظهار الفلسطيني المتهم ورجل السلام الذي يدافع عنه باستماتة."

 وأوضح ابراهيم وفق ما كتبه على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الإجتماعي، ان "الخطاب الفلسطيني الرسمي خطاب تبريري ولا ينطلق من الحق الفلسطيني والدفاع عنه، والمشكلة ايضا في الخطاب الفلسطيني انه يعتمد على تقديم الخدمات وان السلطة قامت من اجل السلام والتعايش كجيران، نحن لسنا جيران، اسرائيل دولة احتلال استيطاني كولونيالي عنصري، كيف نكون جيران؟ والحديث عن السيادة لا ينطلق من الناحية الدينية، انما هو صراع سياسي تاريخي لمواجهة الصهيونية الإحلالية."

بدوره  عقب الكاتب و المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة بالقول:" نفي الرجوب للخبر، ألزمني الاستماع إلى تصريحه باللغة العبرية، والذي قال فيه بالحرف الواحد: يجب أن يكون (حائط المبكى) تحت السيادة اليهودية! فكيف تنفي يا جبريل، خبراً موثقاً بالصوت والصورة؟!

أما الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف فقد طالب بمحاسبة الرجوب وكتب في تدوينة له عبر صفحته الشخصية بشبكة التواصل الإجتماعي:" نداء" شرعية قوات العاصفة "اطالب امانة سر المجلس الثوري الدعوة لاجتماع عاجل لاخذ الاجراءات حسب النظام بحق امين سر اللجنة المركزية رجوب والتي توجب فصله من الحركة".

يذكر ان حائط البراق فيه قرار من مؤسسة دولية و قرار محكمة دولية صدر في 1929.بأحقية الفلسطينيين للحائط .فكيف تتنازل عن قرار دوليا و تطالب المجتمع الدولي بتطبيق قراراته.

الرجوب ينفي

هذا و نفى أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب أن يكون أكد في تصريحات للقناة العبرية الثانية على قدسية حائط البراق عند اليهود، ووجوب خضوعه للسيادة الإسرائيلية.

ووصف الرجوب في تعليق نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المواقع الإعلامية التي تناقلت الخبر بالمأجورة والصفراء.

وكتب الرجوب في التعليق "ما ورد على لساني هو أن (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب عندما زار حائط البراق المقدس عند اليهود لم يسمح أن يرافقه أي إسرائيلي" وهذه رسالة بعدم إقراره بشرعية سيادتكم على المكان".

وأكد القيادي في حركة فتح أن هذا كان حدود ما قاله في القناة الثانية العبرية، وأنه لم يذكر كلمة سيادة أو إسرائيل بالمطلق.

ويأتي هذا النفي رغم فحوى تصريح الرجوب للقناة العبرية الثانية الذي يقول فيه إن حائط البراق يجب أن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية، في حين يبقى المسجد الأقصى للمسلمين.

المصدر: رام الله- وكالة قدس نت للأنباء -