تمر الذكرى الخمسين على نكسة يونيو/ حزيران 67 على مدينة القدس، بمخططات تهويده شرسة ليرفع شعار القدس الموحدة والمحررة دونما أي تحرك فعلي رسمي فلسطيني وعربي وإسلامي لمقاومته سوى صمود سكانه المقدسيين بالإضافة لمن يستطيع الوصول من أهل الداخل 48 وسكان الضفة واستثناء غزة لفرض الحصار على سكانه من إعمار الأقصى.
ويقول مدير مركز إعلام القدس محمد صادق في الذكرى الخمسين لاحتلال مدينة القدس أن " القدس محتلة فعليا منذ العام 1948 بجزئها الغربي، ليستكمل احتلال جزئها الشرقي في العام 1967 ويعلن عن توحيدها عام 1980، مما ينفي مغالطة الخمسين عام من التحرير على حد مزاعمه".
ونوه إلى أن مخططات احتلال القدس وضعت منذ العام 1890، مشدداً في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن دولة الاحتلال تعمل ضمن مخططات واضحة بإعلانها عن مخطط 1970 ومن ثم مخطط 2000 ومخطط 2020 وليس آخراً 2030، مستدركاً أن التخطيط المحكم من جانب الاحتلال يمثل التحدي الأبرز لسكان المدينة.
وأكد أن سكان مدينة القدس بصمودهم أحبطوا العديد من هذه المخططات، مستعرضا مخطط عام 2016 في بلدة سلون لإزالة 80 منزلاً في حي البستان الذي احبط رغم مرور المدة .
وحول ضرورة دعم صمود سكان القدس حتى لا تكون مخططات الاحتلال بيئة طاردة لهم، شدد على أن ما يريده المقدسيون ليس الدعم المالي والشعارات بل الدعم اللوجستي على حد وصفه، منوها إلى أن مطالبة المقدسيون بالرباط ومجابهة الاحتلال لوحدهم سهل مهمة الاحتلال على الدوام.
وتابع قائلاً "يجب أن يأخذ الكل دوره اتجاه مدينة القدس، منوها إلى أنه خلال عدوان 2014 على غزة قامت المقاومة الفلسطينية بقصف بلدات قريبة من القدس مما أدى إلى وقف دخول المستوطنين لمدة 11 متواصلاً خوفاً رد فعل المقاومة".
وبشأن طابع المدينة بعد خمسين عاماً من الاحتلال نوه إلى أن الاحتلال نجح إلى حد كبير في تهويد القدس بتغير معالمها الهامة وبسيطرته على كافة المرافق بها .
وتابع أنه يحاول أن يحسم المعركة بسيطرته على درة القدس "المسجد الأقصى".
من جهته يتفق الكاتب والمهتم في شؤون القدس زهير الدبغى مع سابقه على مغالطة الحديث عن خمسين عاماً فقط من الاحتلال، مشدداً على أن القدس احتلت على مراحل ابتداءً في العام 48 أحُتل الجزء الغربي فتم تهجير ما يقارب 32 قرية في قضاء القدس ".
وتابع في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن يوم الأربعاء في السابع من حزيران 67 احتلت البلدة القديمة ودرتها المسجد الأقصى، منوهاً إلى أن الاستهداف جاء منذ اليوم الأول للاحتلال الذي أعلن سياسية الهدم والتهجير بهدم وقف شرعي وإسلامي بالإشارة لحي المغاربة الذي تم تهجير جميع أهله وسكانه ومصانعه مما ".
وأردف قائلاً "أن القدس بعد خمسين عاماً جزء تم ابتلاعه، وجزء في فم الاحتلال وبين أنيابه والجزء الأخير قيد الابتلاع يحاول أن يبتلعه و يقضمه ".
وشدد على أن وضع القدس اليوم بحاجة لتحرك عاجل من العواصم العربية والعالمية، مستدركاً ليس هناك ترف في الوقت .
وتساؤل قائلاً "كيف لنا أن نكون أهل القدس أصحاب الخندق الأول والأخير"؟ ، منوهاً إلى أنه غير شرعي ولا أخلاقي ولا وطني.
وشدد على الدور المناط بالمرابطين والمرابطات من القدس والضفة والداخل المحتل عام 48 لحماية القدس وإفشال مخططات الاحتلال.
وتعمد سلطات الاحتلال منذ احتلال مدينة القدس في العام 67 على تغيير معالم المدينة وطابعها الإسلامي، وتصاعدت في السنوات الأخيرة عمليات حفر الأنفاق في محيط المدينة وأسفل أساسات المسجد الأقصى، إلى جانب الكثير من عمليات التهويد المبرمجة.
ويُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الإسرائيلي. أقدمت الحكومة الإسرائيلية بعد حرب سنة 1967 بين الجيوش العربية والإسرائيلية على احتلال القدس الشرقية التي كانت تتبع الأردن، وألحقتها بإسرائيل واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين.
