لا أجد غرابة في حديث رئيس جهاز الشاباك السابق "ديسكن" حين يقول: إن حركة فتح أخطر على أمن إسرائيل من حركة حماس!
وذلك لأن حركة فتح التي تكبلت يدها عن العمل المقاوم، قادرة على المساهمة مع بقية التنظيمات في إشعال النار تحت أقدام المستوطنين في كل قرى ومدن الضفة الغربية.
إن خوف رئيس جهاز الشاباك السابق من حركة فتح له ما يبرره، لأن انطلاقة حركة فتح في اتجاه المقاومة ستعزز من صمود الشعب الفلسطيني المنقسم على هذه الظاهرة، وستدفع الفصائل الأخرى على تكثيف عمل المقاومة من باب الحرية في العمل، وعدم مطاردة المقاومين، ومن باب المنافسة التنظيمية على تقديم اليراع المقاوم للشعب الملتف حول مقاومته.
فماذا قال يوفال ديسكن خلال ورشة عمل أقامتها جامعة بار إيلان في مدينة رمات غان:
1- رغم الدور الكبير لرئيس السلطة محمود عباس في إعادة صياغة المنظومة الأمنية في الضفة الغربية وضبط سلوك فتح بعد موت زعيمها (داعم الإرهاب) ياسر عرفات، لكن هذا غير كافي استراتيجيا لأمن دولة اسرائيل، فنحن لا نضمن من سيأتي بعد عباس.
2- عباس نجح في تغيير المعادلة علي صعيد السلطة والأجهزة الامنية لكن لم يستطيع تغيير المعادلة علي صعيد حركة فتح؛ والتي مازالت ثقافة الكراهية والعداء لإسرائيل مسيطرة على أبناء هذا التنظيم .
3- فتح جالسة علي بركان خامد يمكن أن ينفجر في أي لحظة، لأن هناك عدم رضى واستياء داخل قواعد الحركة عن أداء رئيس السلطة محمود عباس.
4- إن أهم أسباب عدم رضى حركة فتح وقواعدها على رئيس السلطة أنه ما زال يعطي الحكومة الإسرائيلية وينسق أمنياً في حين أن إسرائيل لم تقدم للفلسطينيين شيئاً.
5- إن إسرائيل مرتاحة أمنياً في عهد رئاسة محمود عباس للسلطة الفلسطينية ولن يأتي أحد بمرونة وصدق رئيس السلطة محمود عباس في التعامل مع إسرائيل
6- إن حجم المعلومات التي أُطلعنا عليها من قبل الاجهزة الأمنية الفلسطينية بعد عام 2010 عن سلوك الأجهزة الامنية في قطاع غزة تجاه إسرائيل، كانت صادمة لنا، وهناك حقائق مذهلة، تم اكتشافها بعد مجيئ محمود عباس الي السلطة.
7- تفاجئنا أن صناعة الصواريخ والمتفجرات كانت تتم داخل مقرات الأمن الفلسطيني في غزة إضافة إلى دعم وحماية أشخاص كانوا يقومون بأعمال عدائية ضد دولة إسرائيل .
8- اكتشفت إسرائيل أنها كانت تعمل مع قيادات أمنية بارعة في الكذب والتضليل والخداع، وعلي اسرائيل أن تحاسب هؤلاء كما حاسبهم رئيس السلطة محمود عباس.
لقد استند "يوفال ديسكن" في حديثه على المعلومات الدقيقة التي جمعها جهازه الأمني، لذلك فإن حديث رجل المخابرات هو حديث العارف بالتركيبة الداخلية لحركة فتح، ويعرف ما يدور في وجدان شباب الحركة من تمرد على الواقع البائس، ورفض للمواقف الانهزامية لرئيس السلطة، ولقرارته السياسية والتنظيمية والاقتصادية المهينة للكرامة الفلسطينية، والتي كان آخرها خذلان الأسرى بعد إضرابهم المفتوح عن الطعام لمدة واحد وأربعين يوماً.
د. فايز أبو شمالة