ثروة العرب تفتح شهية ترامب

بقلم: رأفت حمدونة

لا مجال للصدفة في إعلان تحالف العرب قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه الدولة ، ومن غير المنطقى أن يكون هذا القرار بعيداً عن التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن العجيب أن تؤكد الأخيرة " الولايات المتحدة الأمريكية " دعمها لقطر على لسان السفيرة الأمريكية لدى الدوحة " دانا شيل سميث " على الرغم من موافقتها على الخطوة .

أعتقد أن القضية لا تحتاج للكثير من التفكير والجهد للوصول إلى نتيجة بأن المال القطرى هو المستهدف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن شهية عالم الاقتصاد والارباح قد فتحت لدى رجل الأعمال " دونالد ترامب " في أعقاب خلط السياسة بالاقتصاد والأمن في قضايا الشرق الأوسط .

الخطر الشيعى بالأمس أوجد التحالف السنى الأمريكى والنتيجة كانت مجموعة من الصفقات بمئات المليارات من الدولارات في خزينة الولايات المتحدة الأمريكية ، واليوم تلقائياً التعلق بالولايات المتحدة الأمريكية كمنقذ لقطر لوقف قطع العلاقات الدبلوماسية ، واغلاق الحدود ، ووقف كل رحلات الطيران، وعقوبات أخرى سيكون ثمنه مئات المليارات الأخرى في الخزينة الأمريكية ، ولن يقف الأمرعند هذا الحد ، بل سيكون على أجندة ترامب والإدارة الأمريكية مشروع متدحرج في خلق القضايا والأزمات بهدف افلاس العرب الأغنياء ، وملء الخزينة الأمريكية بالمزيد من المال والثروات ، حتى يتحول الأغنياء إلى فقراء .

وأرى أن الجمهور الأمريكى يستهويه عالم الاقتصاد والرفاه على السياسة ، الأمر الذى أكده اختيار المواطن الأمريكى الذى فضل الملياردير الأميركي ترمب كرئيسا للولايات المتحدة الأميركية، هذا الثري ماليا وعقاريا ، الفقير سياسيا، على أحد أهم السياسيين المخضرمين بالولايات المتحدة هيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة .

هذا الرئيس الجديد الذى يملك مجموعة ترامب العقارية ، والتى تقدر ثروته بين 3.5 مليار حتى 4.5 مليار دولار ، والذى يدير عدة مشاريع وشركات ، مثل منتجعات ترامب الترفيهية التي تدير العديد من المقاهي والملاهي والفنادق وملاعب الغولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم بحسب كل المصادر المقربة .

في حين أن هناك ضحية غرقة تتعلق بأحبال الهواء ومنقذها الوحيد رجل الكابوى الذى يتعطش للمال والنفط والغاز الطبيعي القطرى، والتى تنتج يومياً ما يزيد عن المليون برميل نفط يومياً ، وتصدر سنوياً من الغاز الطبيعي المسال ما يقارب من  77 مليون طن .

وأرى أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مختلفة تماماً عن السياسات السابقة ، وأن الاقتصاد غير منفك عن السياسة والأمن ، وأن الطموح الأمريكى هو المزيد من المكاسب المالية ، بحجج وردية " كمحاربة الارهاب ، وتحقيق الأمن ، والمزيد من أشكال التعاون والتحالف من أجل السلام  " وغيرها من شعارات وهمية .

وأعتقد أن قطر لن تكون الأخيرة من الدول المستهدفة لابرام صفقات متتالية بعقلية رجل الأعمال والاستثمار للمزيد من خلق الأزمات المتدحرجة في الشرق الأوسط لصالح الخزينة الأمريكية ، والمزيد من التفتيت وخلق النزاعات والفوضى بعناوين ومبررات مذهبية وتخوفات أمنية ومشاحنات سياسية .

بقلم/ د. رأفت حمدونة