تلك هي سياساتنا الوقحة عندما يقع الثور وكما يقول المثل تتكالب عليه السكاكين من كل فج عميق فردود الأفعال من قبل الكثير من المثقفين سوا على المستوى الإعلامي أو المحلي قد أصابتني بالازدرا والاستغراب في ن واحد وذلك تجاه قضية اليوم أي حصار قطر وما يجري على الساحة من فرض عقوبات صارمة ضدها الكثير بكل أسف جعل من نفسه بوقا لأحد الأبواق التي تنعق بكل جهالة متبعا سياسة عاش الملك مات الملك أو سياسة التذييل وقبل أن أقوم بتحليلي عبر هذا المقال أود أن أشير أني منذ تعلمت الكتابة لم أرهن فكري وثقافتي لأحد مهما كان فمتى تستعبدنا السطور والأوراق وقد خلقت أقلامنا حرة عفيفة لكن اليوم من نختلف معه بالرأي أكيد تصوب ضده الاتهامات وانه يتبع سياسة الانبطاح أو التخاذل لوغادرنا أنفسنا قليلا نحو الموضوعية المتحررة وبعيدا عن الذاتية المحرضة و المقيدة لأبصرنا الصورة بكافة جوانبها ولما أصابت أعيننا غشاوة أو صورة ضبابية غير واضحة المعالم ليس دفاعا عن قطر وإنما دفاعا عن ذوي العقول التي كنت ظننت أنها متحررة تلك العقول التي تم بيعها بسوق النخاسة رغم تواري تجارة الرقيق المهم انه لو تسالنا عن الهجمة الشرسة ضد قطر أو مشكلة قطر السياسية اليوم وفرض الحصار على الدوحة فهناك عدة أسباب ليس منها ما يشيع كما يزعم السفها أنها سبب رئيسي للانقسام الفلسطيني أو أنها تدعم الإرهاب كما يصنفه البعض أي الإخوان و حماس إذا كانت كذلك فأين تلك الردود كانت ونحن على أعتاب ما يقارب 11عام من الانقسام وإن كانت مشكلتنا الداخلية قد صنعناها بأنفسنا لما وضعنا الدنيا وزينتها في قلوبنا وليس أيدينا ولما انحرفت بوصلتنا المركزية تجاه الحزبية أو الحزبنة فضللنا الطريق نحو تحرير الأرض أو تقرير المصير ولا يسعني هنا سوى أن أقول مستعينا بقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسو إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم إذا من العيب والمهزلة أن نحمل قطر أو غيرها تبعات الأحداث التي جرت في بلادنا فلسطين هذا من جانب ومن الجانب الخر إذا كانت قطر وحدها اليوم تلك الدولة الصغيرة كما يزعم البعض رغم أني أرفض سياسة التقزيم أنهاهي التي ترضخ في قفص الاتهام لاتهامها بمساندة الإرهاب ولكن لما اليوم وماذا نسمي ما يحدث في سوريا من مجازر مليونية ضد الأبرياوالذين يقتلون كل يوم وبكل بشاعة وعلى الملأ ليس لسبب سوى لأنهم أرادوا فقط العيش بكرامة وبحرية بعيدا عن سوط الجلاد ولما لم تقعد الدنيا ولم تحاصر سوريا أو يتخذ ضدها أي قرار سوا بالمقاطعة للعلاقات الدبلوماسية على الأقل أو بفرض حصار كما الذي يجري اليوم لقطر حيث أغلقت المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية مع الدوحة ولما لم يتم وضع حد لتلك المجازر التي تحدث في سوريا على أيدي من يدعون النظام ولما لم تكن ذات الهبة أو ردود الفعل تجاه ما يحدث في بورما وفي بورما ما يحدث ضد المسلمين هناك حدث ولا حرج ولما لم تكن تلك الردود تجاه دولة إسرائيل التي هي منبع الإرهاب والإجرام والوحشية ولما قامت بها من مجازر متكررة في غزة أسفرت عن مقتل لاف الأبريا تحت أنقاض بيوتهم وعبر حروب تشنها إسرائيل بين فترة وأخرى ولما تكن هناك أي ردود تجاه ما يحدث في غزة من ويلات معيشية وحصار خانق ليس ضد حكومة حماس وإنما ضد أبنا الشعب الفلسطيني المرابط والصامد على أرض غزة ولما تكن كذلك نفس الهجمة ضد ما يحدث للمسلمين في العراق أو غيرها من السخافة أن نسلم أن قطر اليوم لابد لها أن تدفع ضريبة دعمها للإرهاب ثم لمن أراد أن يرى الحقيقة رأي العين فليتمحص ما هو تعريف أو تصنيف ذاك الإرهاب المقصود بعيدا عن النظرة الاختلافية بين أطراف الانقسام ففتح وحماس والشعبية والجهاد هم نسيج واحد لا يمكن أن يبقى ممزقا ثم أليس في صلواتنا ندعو دوما للتوحد والمودة والإخا وإلى لم الشمل أم إننا نناقض أنفسنا أو ننافق إذا تلك الصورة العدائية والتي تلمع في الأجوا ضد قطر ليس تبعا للوائح الاتهام المزعومة وإنما هي تصفية حسابات شخصية بينها وبين تلك الدول التي تدعي أنها تحارب الإرهاب وهنا أحلل برأيي الذاتي أو الشخصي وقد يستغرب البعض أو يستهجن هذي التحليل من وجهة نظري لكني أكتبه لا محالة إن الذي يجري اليوم على الساحة يامن تدعون الفكر والثقافة والرقي والتحرر هو التلميع الكامل لولادة دولة عربية عظمى رغم صغر حجمها من حيث المساحة أو التاريخ الطويل كما بقية البلدان يعني ذلك أن أمريكا وعبر رئيسها ترامب لما عشقت قطر أرادت أن تسمو أو ترقى بمكانتها بين الدول الأخرى فنصبت فخا أو كمينا أو طعما وهميا مفبركا ابتلعته تلك الدول التي هي على عداوة شخصية لقطر وليس لها أي هدف سوى إسقاط قطر وستنهض قطر من فوق الركام كما طائر الفينيق برغم كل ما يحاك اليوم ضدها إذا أمريكا وإسرائيل أعلنا رفع قدر قطر وجعلها دولة مركزية أو محورية في المنطقة وما ستشهده الأيام القادمة ستثبت ذلك فلن يطول الحصار أو القطيعة الدبلوماسية لأن هناك من يمتلك قواعد اللعبة والكل عما قريب سيعود لحظيرة قطر وأن ذاك الأمر ليذكرني ولأني من الذين يتعلمون من التاريخ إن ذلك الأمر ليذكرنيبثار اتفاقية كامب ديفيد علي مصر والعرب والتي اتفقت فيها مصر مع الكيان الصهيوني على وقف حالة الحرب وإرسا السلام بين الطرفين وذلك برعاية أمريكية في يوم 26 من مارس سنة 1979م وكامب ديفيد هي اتفاقية تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978م بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزرا إسرائيل الراحل مناحم بيجين حيث نتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر كما حدث اليوم مع قطر بسبب ما وصفه البعض بتوقيع السادات على اتفاقية السلام دون المطالبة بتنازلات إسرائيلية دون المطالبة باعتراف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبالتالي تم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 م نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية ولكن بعدها وبسنوات قليلة ماعادت تلك الدول التي قاطعت مصر وإلا رجعت إلى حظيرتها أو أحضانها وذلك بالتدريج دولة تلو الأخرى وبكل خجل فاليوم التاريخ يعيد نفسه من جديد ولكن ياليت قومي يعلمون.
بقلم/ حامد أبوعمرة