مخطئ من يظن ان قطيعة الدول الست لقطر لن تضر بقطاع غزة فقد دعمت قطر حماس على مدى العقد الماضي واستضافت رئيس مكتبها السابق خالد مشعل الدوحة خلال السنوات الخمس الماضية ووصلت العلاقة الى شهر العسل في 2012 حين حضر الأمير القطري الأب حمد ل ثاني لغزة وتعهد بإنفاق مئات الملايين السياسية من الدولارات لترك بصماته على غزة
زيارة ترامب وانزياح العلاقة القطرية الغزية
لاحظنا بعد مؤتمر الرياض الذى حضره ترامب مايو الماضي ووصف حماس بالإرهاب امام لفيف من الدول الاسلامية الصامتة انحراف البوصلة واصبحت الدول العربية وخاصة قطر الأكثر اذعان للإملاات الصهيوامريكية وبدأت حينما قامت بترحيل الجز الأكبر من رجال حماس المقيمين في قطر من ناحية وتخفيض الدعم المقدم لغزة عبر المشاريع القطرية من ناحية أخرى وما اعقبه من تصريحات السفير العمادي ان غزة متجهة الى الاسوأ كل هذا لم يأتي من فراغ سياسي
ارتدادات صعبة علي حماس
بعدما تلقت قطر الضربة الدبلوماسية السياسية الجديدة من دول المقاطعة الست هذا سينسحب حتما على الدعم المالي والدبلوماسي لإدارة غزة هذا من ناحية ومن ناحية اكثر صعوبة ان استمر دعم قطر لحماس فإن الأزمة ستشجع هذه البلدان على أن تعتبر حماس عدوا لها أيضا وتشدد الحصار على قطاع غزة المسيطر عليه من قبل حماس وسينعكس سلبا على كافة مناحي الحياة في غزة ويعيش غالبية اهل القطاع على المساعدات الانسانية المقننة التي تجعل غزة تحت بند لا تموت ولا تعيش وقد بدأت بالفعل ارهاصات الحصار الاقتصادي والسياسي من خلال خطة اعلامية ممولة من صحف عالمية لها سطوتها في مجال الاعلام الدولي
اخراج اسرائيل من عزلتها
بعد نجاح القيادة الفلسطينية بكشف عورات الاحتلال وكثافة نجاح حملات المقاطعة لإسرائيل جا ترامب كالمسيح المخلص لإسرائيل وقد أثمرت جهوده و أصبح التأثير الأمريكي في المنطقة واضحا من خلال الرسائل الترامبية للعرب وتجريمه لكافة اشكال المقاومة وتثمينه لمن يتسابق في سعيه للتطبيع مع اسرائيل ومقاطعة ومحاصرة كل من يختلف معها وهذا الأمر باعتقادي سيجعل نتنياهو هو اللاعب الاقوى في المنطقة وهذا ما خطط له دهاقنة الدين والسياسة في اسرائيل ولا سيما بعد خلق فزاعة البعبع الإيراني منذ عقدين من الزمن
خيارات حركة حماس
من يطلب من حماس التوجه الى تكتيكات جديدة في علاقاتها والعودة الى مربع التحالف مع ايران هذا ربما يعتبر ورقة تهديد قد تصيب احيانا وتخطأ احيانا اخرى ولكن الموقف في هذه المرة لن يحتمل مزيدا من الخطأ لان الخطأ يعنى الموت السياسي او ابقا حماس كجسم مريض في مهب الرياح
على قادة حماس دراسة المتغيرات الاقليمية المحيطة وتتخذ مواقف تتماهى مع دكتاتورية الجغرافيا ومصلحة 2 مليون نسمة يعيشون في ضنك العيش منذ عقد من الزمن
التخندق ورا الشعب بكل اطيافه كونه الحاضن الوحيد لكل الفصائل وعناصرها وهذا ما وضح للعيان حينما اتهم ترامب حماس بالإرهاب وجدنا الكل الوطني من اقصى اليسار الى يمين اليمن وقف مع حماس واعتبرها حركة وطنية مقاومة وان اختلف معها حتى لنخاع
على حماس ان تغير من سياسة بعض ناطقيها الإعلاميين بما ينسجم مع فقه الواقع المعاش واخراج بعضهم من اوهام الكهف والمسرح والقبيلة
الاتجاه نحو تحقيق وحدة وطنية شاملة وتعميق فلسفة المشاركة في كافة المؤسسات الوطنية في القطاع لأن غزة للجميع ومن يتحمل قسوة الحصار الكل الوطني وليس فصيل بعينه
تأسيسا لما سبق نرى اننا مقبلين على أيام عصيبة يتوقف التعامل معها على حنكة سياسي غزة عسى ان نعيش سويا ايام تعطينا ما تبقى من مقومات الصمود
الخيار الأخير هو تصدير حماس للازمات ووضع ظهرها نحو الحائط وللجو الى خيار الحرب بغض النظر عن النتائج والارتدادات الاقليمية.
بقلم/ د. ناصر اليافاوي