حاولت قطر أن تتدخل في الشئون السياسية العربية والصراع العربي رغم حجمها الصغير نسبة لدول عربية كثيرة وكان رهانها يرتكز على كيانين أساسيين وهما جماعة الإخوان وحركة حماس وهذا ما جعلها دائما في دائرة الشك . واصبح الجميع يتسائل ما هي مصلحة قطر في دعم حماس وجماعة الإخوان . وكانو الشريكان الداعمان في تدخل قطر هما إيران وتركيا ولكن تركيا وإيران كانتا تعملان بحذر خوفا من المقاطعة العربية التي جرت لقطر مؤخرا . وحسب وجهة نظري أن دعم قطر لحركة حماس كان شكليا أكثر من كونه ماديا ولوسائل الإعلام الدور الكبير لتضخيم حجم الدعم القطري لحماس رغم أنه ضئيل ولا يغني من جوع . أما بالنسبة لدعم قطر لمشروع الإخوان حسب ظني أنه إنتهى فعليا مع نهاية الإخوان في مصر ولكن تداعياته لا تزال وخاصة عبر بعض وسائل الإعلام وهذا ما جعل مصر والسعودية وباقي الدول أن تتخذ موقفا حاسما لمقاطعة قطر والتي هي بالأصل تحت الوصاية الأمريكية .
السؤال : بعد حركة المقاطعة العربية لقطر . هل قطر ستخسر الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية وهما الأكبر والأعرق من بين الدول من أجل جماعة الإخوان أو من أجل حماس .
الجواب حسب ما أراه لا وألف لا لأن قطر ليس لهذه الدرجة من الغباء لتخسر الوطن العربي بأكمله من أجل الأخوان أو حماس . خاصة أن التدخل والدعم القطري لهما كان من باب التلميع والشوق الإعلامي .
بعد فترة من الوقت ستعود قطر مجددا إالى الحاضنة العربية لأنها لا تستطيع أن تبقي رهانها على الحصان الخسران جماعة الإخوان وحركة حماس . أما بالنسبة لشركاء قطر في دعم حماس والإخوان فهناك فارق كبير بينهما من حيث الأهداف والوسائل . تركيا لها هدف واضح وهو عودة الهيمنة والنفوذ التركي على العرب مثل ما كان قبل سقوط الخلافة العثمانية . وإيران لها هدف واضح وهو نشر الدعوة الشيعية في الوطن العربي والسيطرة على مكة كعاصمة الدولة الشيعية القادمة بحسب زعمهم . أما الهدف الحقيقي لقطر كما أشرنا لكم في البداية فهو النجومية والظهور على الساحة السياسية ومحاولة منها لتثبيت ذاتها وخاصة أن الكل بات يعلم أن قطر لا تزال تحت الوصاية الأمريكية .
وفي النهاية لا تستطيع قطر إالا أن تعود إالى الحاضنة العربية لأنها تدرك تماما أن تركيا عادت إالى حضن إسرائل وإيران عادت إلى حضن الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبح دعم جماعة الإخوان وحركة حماس مشروع لا ناتج منه ولا فائدة لأننا نعيش في زمن التحالفات بين الدول الكبيرة من أجل بقاء أنظمتها بعد ما يسمى بالربيع العربي . وفي الأيام القادمة سنشاهد التحالف القطري والسعودي والمصري .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح