سياسة المغامرة والمقامرة التي يمارسها الأمير السعودي محمد بن سلمان تقود السعودية إلى سياسة الهاوية وتجلب المتاعب للسعودية والسعوديين فبعد أن كانت السعودية بمنأى عن الربيع العربي ها هي تدخل حقل الألغام من أوسع أبوابه وتفتح النار على الجميع لتجد نفسها في حقل ألغام يصعب الخروج منه
هكذا تصور الأمير الشاب محمد بن سلمان بأنه بات يمسك بأكثر الخيوط والذي لا شك يخطط لخلافة والده يعتبر أن 99 في المائة من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط هي في يد الولايات المتحدة وان الخرون بما في ذلك روسيا والصين ظواهر هامشية أما أوروبا فلا تعدو كونها ضاحية أميركية ضاحية الصفيح كانت لولا القاطرة الألمانية
تفاجأ الأمير الشاب المولع بشغف حب السيطرة والاستحواذ بعد عقد مؤتمر الرياض وحضور أكثر من خمسين دوله عربيه وإسلاميه للمؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي الذي عقد بالرياض وألقى عليهم الحاخام الأمريكي الرئيس ترامب موعظة الأحد تصور الأمير سلمان أن المملكة العربية السعودية باتت تملك كل وسائل الهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط
خاصة بعد إغداق كل هذه الأموال على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعائلته الجذابة وبعد عودة الرئيس الأمريكي ترامب محملا بالصكوك والأموال والصفقات والهدايا الثمينة تفاجأ الأمير سلمان أن الأمنيات لا تأتي بالتمني وان ألصوره التي رسمها للرئيس ترامب خالفت كل الحقائق على ارض الواقع
وهنا أدرك أن أللعبه التي تسعى المملكة السعودية لخوضها ليست بهذه السهولة وأن هنالك قوى في العالم يجب أن تجمع على نفس الرأي وكل هذه الدول لها شروطها ومطالبها المالية والضمانات والمؤتمرات فأدرك الامير محمد بن سلمان انه بحاجة لعقد العشرات من هذه القمم لإرضاء الجميع
شد رحاله متوجها إلى موسكو حيث بوتين الطرف الثاني والأخطر في اللعبة محاولا كسب الروس لجانبه في تشكيل تحالف تكون فيه السعودية المر الناهي وبالطبع فان سياسيا بدها الرئيس الروسي لايمكن أن يجعل من نفسه ومن دولة عظمى بحجم روسيا ألعوبة تشتريها السعودية بأموالها.
بحسب تسريبات من داخل الكرملين أن محادثات الأمير محمد بن سلمان جميعها بات بالفشل وأفادت تقارير إعلامية أن الرئيس الروسي وضع شروطا تعجيزية كان الأمير عاجزا عن تحقيقها فبعد أن أعلنت السعودية مباشرة إلغائها للصفقة العملاقة مع تركيا طالب بوتين بالإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا وهو الأمر الذي وجده الأمير محمد بن سلمان عائقا أمام تحقيق أحلامه وطموحاته بالحد من النفوذ الإيراني في المنطقة
السفير الروسي في الرياض بدوره زاد الطين بلة ووصل إلى حد وصف ما تفعله السعودية بـ الانتحار وأكد للسعوديين أن المشهد العالمي وحتى الإقليمي أكثر تعقيدا بكثير من أن يراهن نظام ما في بقائه على دولة عرفت بالتذبذب السياسي والتذبذب الاستراتيجي على مدى عقود طويلة
وزاد من إحباط المسئولين في الرياض قائلا هل يستطيع دونالد ترامب أن يحمي نفسه لكي يحميكم
وبعد كل هذه المحاولات والشد والجذب أبلغت روسيا رسالتها بأنها تؤيد مبدأ الحوار بين السعودية وإيران والتفاهم حول القضايا التي تثير كل هذه النزاعات وهو الأمر الذي نزل كالصاعقة على المسئولين السعوديين
هي سياسة المغامرة والمقامرة التي تشهدها المملكة السعودية بعهدها الجديد وهي انقلاب على كل المفاهيم السابقة للسياسة السعودية التي نأت بنفسها بعيدا عن الصراعات سياسة الكفر عناد هيك المثل بقول ويبدوا أن السعودية نصبت نفسها الحاكم بأمر الله وهي باتت تملك مفاتيح الجنة اللي بدها إياه بتدخله في جنتها ومن يعادي سياستها يدخل في النار بتأليب العالم عليه واتهامه بشتى الاتهامات
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يمارس سياسة المر الناهي ظنا منه أن بلاده تملك مفاتيح القوه في الشرق الأوسط متناسيا أن العالم قد تغير وان موازين القوه تغيرت فحين يصرح لا وجود للرئيس السوري بشار الأسد في حكم سوريا وسنتدخل عسكريا إن لزم الأمر يخرج الرئيس الروسي بوتن ليبلغ سيده والمؤتمر بأمره الأمير محمد ابن سلمان أن الرئيس السوري باق
ويخرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بتصريحات ابعد ما تكون عن مسئول عربي حين يتهم حماس من باريس أنها حركه إرهابيه وكان لسان حاله ينطق باسم خارجية إسرائيل
هذا الموقف السعودي من حركات المقاومة بات أمرا عاديا خاصة وان السعودية باتت المر الناهي في الشرق الأوسط ومفوضه بمحاربة الإرهاب وهذا يرضي إسرائيل ويشبع غرورها بعد أن اصدر مجلس التعاون الخليجي بيان اعتبر فيه حزب الله إرهابي
ولا غرابة في أن السعودية وبعد فشل زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا جاء ليستعرض قوة السعودية وأوامرها الناهية الامره ضد قطر وهي الحليف للسعودية في الصراع على سوريا وفي حرب اليمن وان قطر تملك مفاتيح وشيفرات الوثائق التي تؤكد حقيقة التمر على سوريا واليمن وأهدافهما
لتتهم قطر بالإرهاب وأنها تدعم الإرهاب وتهدد امن السعودية والبحرين ومصر واليمن بالأمس كان التنسيق السعودي القطري ضد سوريا في أعلى مستوياته وجمدت عضوية سوريه بفعل التنسيق السعودي القطري بسبب الهيمنة على ألجامعه العربية وقراراتها حين كان حمد بن جاسم يترأس اجتماعات مجلس ألجامعه العربية
بالأمس كانت علاقات السعودية بحماس قوية وخرجت تصريحات بمناشتيتات عريضة السعودية ستحتوي حماس لسد المنافذ على إيران في تشكيل الحلف السني واليوم يخرج عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ويتهم حركة حماس بالإرهاب
حين تفقد ألدوله إستراتيجية تحكم سياستها من الضروري أن تخطي والسعودية ترتكب خطأ استراتيجي بسياستها المتناقضة
هي تعتبر نفسها الن الأمر الناهي بالمليارات التي دفعتها للتاجر الأمريكي الرئيس ترامب وهي تستقوي على الجميع بتوددها وتقربها من إسرائيل وتناقض نفسها في مواقفها وتصريحاتها فيما تحلل لنفسها ما تريد وتحرم على غيرها ما تريد تحريمه
شئنا أم أبينا إسرائيل حليف السعودية وليس مهما في أبجديات السعودية إن كانت إسرائيل تحتل القدس والأقصى وليس مهما أن ترمي إسرائيل في سلة المهملات المبادرة السعودية والمسماة المبادرة العربية المهم أن يأتمر الجميع بأوامر السعودية خطأ صواب لا يهم
وهذه حقيقة المواقف السعودية التي أعلنت عن تشكيل التحالف السعودي للحرب على اليمن بدون علم الدول المشاركة في التحالف أو حتى استشارتها وأعلنت السعودية عن عقد المؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي وحضر المدعوين بدون نقاش لجدول الأعمال أو استشارتهم عن مركز ما سمي محاربة الإرهاب
من الطبيعي أن تصاب السعودية بجنون العظمة وان تتخذ القرارات والمواقف الارتجالية طالما أن هناك رعاع في السياسة ينفذون ولا يناقشون ولا نستغرب أو نستهجن بعد أيام تحرك قوات درع الجزيرة صوب الدوحة لتحتل الدوحة
هي الارتجالية السعودية في علم السياسة والتي تقود المنضوين تحت لواها للدمار
وإذا لم يكن هناك من يفرمل السرعة السعودية ويقف في وجه سياستها فان المستقبل لهذه ألامه العربية والاسلاميه لا يبشر بالخير
فكل التناقضات تجدها اليوم في السياسة السعودية والتي لم تعد تميز أن من حق الشعوب مقاومة العدوان والاحتلال وان المقاومة حق مشروع للإقليم المحتل وليس إرهاب فحق الفلسطيني مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل ارض المسلمين ويحتل القدس وأولى القبلتين وحق اليمني دفع العدوان عن نفسه ومقاومة الغزو السعودي وحق العراقي مقاومة الاحتلال الأمريكي ودفع الإرهاب عن العراق وحق السوري مواجهة الإرهاب المدعوم من الدول الراعية للإرهاب وتدعي اليوم محاربتها للإرهاب ومن حق الليبي مقاومة التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية هو الجهل بتجهيل العقول التي لم تعد تميز أن الذي يدخل النار والجنة هو الله سبحانه وتعالى واليه مرجعنا وهو الذي يعاقبنا ويحاسبنا
السعودية دخلت في نفق مظلم وان سياسة المر الناهي لا تليق بدوله تفتقد لمقومات التخطيط الاستراتيجي وتفتقد لمقومات مواجهة الخصوم الحقيقيين حيث التحالف الإسرائيلي السني يخرق كل القواعد والمحرمات وأبجديات السياسة وصناعة القوه السعودية صدمت بالموقف الروسي وأدركت الخديعة التي وقعت بها والتي أوقعها ترامب بالسعوديين نهب أموالهم ومقدراتهم وباعهم هرا ولم يعد بأمر السعودية لتكون المر الناهي التي باتت تصطدم بالفيتو الروسي الصيني.
بقلم/ علي ابوحبله