من حق القيادة الإيرانية أن تذهب لما ذهبت إليه من اتهامات لدول أنها تقف وراء التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها إيران مؤخرا وذهب ضحيتها 13 شهيدا وعدد من الجرحى وعلى أهمية معرفة هوية منفذي تلك التفجيرات الذي يعد سرا يتطلب جهدا أمنيا كبير فقد أعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية أنها قد تمكنت من قتل الرأس المدبر لتلك التفجيرات ولكن الأهمية معرفة من يقف وراء تلك التفجيرات ومن مولها وحرض عليها والمستفيد منها خصوصا أن هناك من تبرع عن وعي وإدراك في تقديم نفسه وتسخير كل إمكانياته من أجل النيل من إيران ودورها وحضورها الذي بدأ الإقرار على فعاليته وتأثيره على مجمل الملفات في المنطقة وهذا لم يرق لكل من السعودية ومن دار في فلكها و إسرائيل التي تتحسب خوفا من الدور المتنامي في دعم قوى المقاومة في المنطقة ومجاهرتها العداء المطلق ل إسرائيل
في التاسع من تموز من العام الماضي رئيس الاستخبارات السعودية الأمير تركي الفصيل يحل لضيفا رئيسا على مؤتمر تنظيم مجاهدي خلق المناوئ لنظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يومها ألقى الفيصل خطابا من العيار الثقيل جدا أكد من خلاله وقوف السعودية لما أسماها ب الانتفاضة ضد نظام الحكم في إيران قائلا الانتفاضة اشتعلت ونحن في العالم الإسلامي نقف معكم قلبا وقالبا نناصركم وندعو الباري أن يسدد خطاكم مضيفا أن إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة وأن دعمها يهدف إلى إشاعة الفوضى وهاجم الفيصل بصراحة نظام ولاية الفقيه الذي تحكم وفقه إيران قائلا إن الخميني رسخ سلطة مطلقة لنفسه وحاول فرض وصايته على كل الدول الإسلامية وليس فقط على إيران موضحا أن القمع في إيران لا يقتصر على المعارضين بل يشمل الأقليات وخاصة العرب والسنة والأكراد وأن الخميني أسس لمبدأ تصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية والإسلامية ويومها ردد الفيصل هتاف المشاركين في المؤتمر الشعب يريد إسقاط النظام بقوله وأنا أريد إسقاط النظام
وفي أيار من العام الجاري صعد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العائد من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية من وتيرة تهديداته للجمهورية الإسلامية في إيران والذي ذهب من خلال تصريحات لقناة الإخبارية السعودية حد نقل المعركة إلى الداخل الإيراني حين قال أن الرياض تعرف أنها هدف للنظام الإيراني ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في إيران وبدوره الملك سلمان بن عبد العزيز وفي خطابه في افتتاح أعمال القمم الثلاثة في الرياض وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتهم إيران صراحة أنها رأس الإرهاب العالمي ودعا الجميع إلى العمل لوضع حد لإرهابها حسب تعبيره
الكيان الإسرائيلي وعلى لسان أكثر من مسؤول فيه وفي مقدمتهم نتنياهو دعوا في أكثر من مناسبة إلى إنشاء تحالف من أجل مواجهة ما أسموه الخطر الإيراني وأذرعه المسلحة في المنطقة ومعبرين عن ارتياحهم لتطور العلاقات بين كيانهم الغاصب والدول الخليجية إسرائيل وهي المتورطة الرئيس في عمليات الاغتيال التي تعرض لها العديد من العلماء الإيرانيين على يد الموساد الإسرائيلي
والوقائع التي تشير مباشرة إلى تورط تلك الأطراف الإقليمية المدعومة من الإدارة الأمريكية على خلفية تطابق مصالح تلك الأطراف عند العداء لإيران والعمل جهارا نهارا في التحريض عليها وشيطنتها على أنها رأس الإرهاب في المنطقة والدعوة الصريحة من التصدي لها وبأن المعركة القادمة ستكون في الداخل الإيراني وهذا ما حصل وبعد ذلك يخرج علينا من ليتنصل من مسؤوليته عن التفجيرات التي شهدتها إيران مؤخرا وهم يتصرفون كمن يقول كاد المريب أن يقول خذوني
رامز مصطفى
كاتب وباحث سياسي