قلل الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، من تصريحات وزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان، التي يهدد بها قطاع غزة برد عنيف، واعتبرها زوبعة إعلامية.
وقال الغريب: "تهديدات ليبرمان غير جدية لن تتعدى الزوبعات الإعلامية للضغط على حماس وهو أكثر القيادات الإسرائيلية التي تعلم ما نتيجة التصعيد مع حماس في غزة، لقد مرغت أنفه وأنف جيشه في عدوان 2014 ، وخرج من غزة مهزوماً ووقع جنوده أسرى بيد حماس.
وأضاف في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن خيار المواجهة لن يكون سهلا على إسرائيل وله ثمن كبير جدا، وبتقديري المقاومة اليوم ازدادت قوة أضعاف أضعاف ما كانت عليه.
مواصلا حديثه، أما إذا أقدمت دولة الاحتلال على أي عدوان مفاجئ فلن تجد من مقاومة الشعب الفلسطيني إلا كل رد مؤلم يلجم الاحتلال ولن يتوقف إلا بالرضوخ لمطالب الشعب والمقاومة برفع الحصار.
هذا وقال ليبرمان خلال مؤتمر عقد بالكنيست أمس حول مستقبل قطاع غزة بأن إسرائيل لن تصبر على الاستفزازات فلا يوجد لنا أي نية لمبادرة عسكرية.
وبعد أن قرر الكابينيت تقليص إمداد الكهرباء للقطاع حذّر ليبرمان حماس بأن "إسرائيل لن تصبر على الاستفزازات فنحن لا ننوي القيام بجولة عسكرية وعلى كل استفزاز سنرد بقوة ".
وأضاف ليبرمان "الكرة موجودة الآن بملعب حماس فهي التي ستقرر ما تريد بالنهاية فيحيى السنوار الذي مكث 23 سنة بالسجن خرج وتزوج وله ولدان فيجب عليه ان يقرر ما يريد أن يكون أبناؤه شهداء أو يختبؤا كل حياتهم بالأنفاق أم يصبحوا أطباء ومهندسين ويتجولوا بالعالم بدون خوف وفق ما ذكرته صحيفة معاريف العبرية.
وقال ليبرمان "ذات مرة تحدثت مع اريك شارون عن مستقبل غزة بعد عشر سنوات بأنها ستكون سنغافورة الشرق الأوسط ولكنها الآن تشبه موصل العراق فعلى قيادة حماس أن تقرر ما تريده الآن فالآن حقا يسحبوا القطاع باتجاه موصل العراق".
وفيما يتعلق بأزمة الكهرباء وحديث حماس عن انفجار الأوضاع بغزة أوضح الغريب، أن تشديد حصار الاحتلال أدى إلى شلل كبير في كافة مناحي الحياة وقطاع غزة ، وأصبح مهدد بكارثة حقيقية بعد تقليص كميات الكهرباء واشتداد الحصار ووقف الاعمار، وبالتالي ما لوحت به حماس أمس يأتي في إطار رفضها المطلق لاستمرار الحصار على قطاع غزة بأشكال وأساليب مختلفة وتأكيدها أنها حركة تمتلك أوراق قوة ولن تسمح للاحتلال الاستفراد بالشعب الفلسطيني.
وحول تقديراته لخيار وقوع حرب قال الغريب في حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء": "بتقديري التلويح بخيار الانفجار سيكون في وجه الاحتلال هذه المرة وقد بدأ بالفعل لكن بشكل تدريجي، الهبات الشعبية التي تشهدها المناطق الشرقية لقطاع غزة والاشتباك مع الاحتلال هي مقدمة للانفجار الأكبر وجزء منه، وبالتالي لا مفر أمام الاحتلال إلا الاستجابة لمطالب المحاصرين ورفع حصاره الظالم بالكامل، وإلا فلن يجد من شعب محاصر يعاني مزيد من الضغط إلا الانفجار.
وأضاف، بأن خيار الحرب والمواجهة أحياناً يشكل واحدة من مخارج الضرورة حين تنعدم الخيارات فحماس والشعب الفلسطيني ضاقوا ذرعاً بالحصار .
وأوضح الغريب، أن جهات دولية وأطراف إسرائيلية داخلية لن تسمح بالوصول لهذه النقطة ، وستحاول احتواء المواقف بما يضمن استمرار الهدوء مع جبهة غزة مقابل التخفيف من آثار الحصار.
