المناورات والمناكفات الفلسطينية لا ينقذ قطاع غزه وعودة غزه للشرعية الفلسطينية إنقاذ للمشروع الوطني الفلسطيني

بقلم: علي ابوحبله

وفق ما أشارت إليه مصادر مطلعه عن لقاء محمد دحلان رئيس ما يسمى بالتيار الإصلاحي لحركة فتح مع وفد حركة حماس برئاسة يحيى السنوار في فندق شيراتون الجزيرة حيث لا يتعدى الأمر سوى مناوره هدف من ورائها المروجون لها تحقيق مكاسب معنوية لا أكثر ولا اقل بدليل صحة ما وراه الصحفي المصري مراسل وكالة الشرق الأوسط المصرية وأكد عدم حدوث لقاء وان أحدا من المصريين المسئولين لم يلتقي محمد دحلان في القاهرة ولم تجري أي لقاءات على أي مستوى قيادي من حركة حماس مع محمد دحلان

وكذلك ما أشارت إليه مصادر في القاهرة أن حديث وحوار سمير المشهراوي مع قناة الغد الاردنيه حول كواليس اجتماعات المصالحة بين السيد محمد دحلان زعيم ما يسمى التيار الإصلاحي في حركة فتح وحماس التي تمت مؤخرا في القاهرة وحديث المشهراوي عن ملفات شائكة تناولها الاجتماع وتتعلق في الكهرباء والماء والمعبر والمساعدات الانسانيه وإعادة الأعمار هو مبالغ فيه وغير دقيق ونقلت المصادر عن خالد إسلام الذي سبق وان شغل مستشار اقتصادي للرئيس محمود عباس وعن أحاديث تجري في الكواليس عن أمراء وشيوخ الخليج أن ما قاله المشهراوي مبالغ فيه والحوار قديم جديد وأفادت المصادر أن مصر دوله كبري ولا تتناول مسائل أمنها القومي بمثل المقامرات والمغامرات التي ذكرها المشهراوي بالذات في شؤون تتعلق في ليبيا والسودان وفلسطين

وفق كل ذلك فان كل فريق من فرقاء الصراع بات أمام محاولات ومناورات تهدف لإطالة أمد الانقسام والصراع الفلسطيني خدمة لأجندات وأهداف غير فلسطينيه وباتت عناوينها واضحة بقصد عدم تحقيق تقارب فلسطيني ينهي الصراع والانقسام الفلسطيني مقابل وهم إنقاذ غزه

ويتقاطع ذلك مع ما قاله القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت تبعت وجوده في القاهرة حيث أبلغ مسئولين لبنانيين بأن الحوار مع مصر إيجابي والتوافق الأساسي هو على دور أكبر في ملف داعش في سيناء

ومن جملة ما اتفق عليه بين حركة حماس والمسئولين المصريين إجراءات جديدة على الحدود تنفذها حماس ضمن خطة أمنية متكاملة لحماية الحدود وذلك بتعزيز قواتها وإنشاء خط على مدار الحدود وتوفير إنارة دائمة هناك ليلا وهو ما بدت ملامحه سريعا عبر زيارة أحد أعضاء الوفد مسئول الأجهزة الأمنية في القطاع توفيق أبو نعيم إلى الحدود مباشرة بعد عودته من مصر

إن ما يعني المصريين بالدرجة الأولى خلال المحادثات مع حماس إذ إن نظرتهم إلى غزة كملف أمني بدرجة أولى لا تزال هي المسيطرة كما ينقل مطلعون على الزيارة

وان ما عبر عنه الإعلام والصحافة عن خطة دحلان لتخفيف حصار غزة ونقل الوقود سريعا لمحطة كهرباء غزة وفتح معبر رفح يوميا خلال شهرين ليس إلا مناورات ليس إلا ولا يوجد ما يؤكدها من المصريين أو أي طرف خر وان الترويج لخطة دحلان تتم عبر المقربين من محمد دحلان حيث كشف الكاتب والمحلل السياسي وسفير فلسطين السابق في الهند عدلي سابق عن الخطوات التي سيتخذها القائد محمد دحلان لتخفيف حصار غزة

وقال صادق في تصريح له على صفحته الشخصية فيس بوك ان دحلان ابلغه ان حجم التدمير الذي وقع في غزة وتراكم عبر السنوات ضخم وهائل ومن طبائع الأمور أن تتطلب المعالجة وقتا وإن كان الوقت الذي يحتاجه المخلصون للمعالجة لن يكون متقطعا ولا طويلا وسيكون البدء العاجل بالتخفيف على أن نبدأ سريعا بخطوات إغاثية

وأضاف ان من أهم الخطوات نقل الوقود سريعا لمحطة كهرباء غزة بسعر معتدل وتجديد خطوط النقل المهترئة للكهرباء من مصر بهدف توفير احتياجات غزة التي تبلغ 550 ميغاوات

وأكد صادق نقلا عن دحلان وجود الاعتمادات المالية العربية من دولة الإمارات لبناء محطة توليد الكهرباء وتحلية المياه في رفح المصرية وأشار إلى انه فيما يخص المعبر فإن الجانب المصري يقول إن انتظام فتحه يوميا يحتاج إلى شهرين لاستكمال الصيانة وتأمين خط السفر المباشر والسريع إلى الضفة الغربية من القناة والإجراءات اللازمة على أن يفتح المعبر خلال الشهرين بين الحين والخر في مواعيد متقاربة

وشدد دحلان بحسب عدلي صادق ان عمق التوافق الذي حدث حل العقدة الكبرى التي تقف حجر عثرة أمام أي محاولة للبدء بخطة تنموية لغزة تشمل قطاعات عدة وهذه تحتاج إلى اعتمادات مالية هائلة سنعمل على توفيرها بالتدريج بمساعدة المناخ الوطني الجديد وختم قائلا قليل جدا من الصبر وستأخذ الأمور مجراها الممتاز بإذن الله

يشار إلى ذلك ان سمير المشهراوي كشف عن أربع لقاءات تمت بين دحلان ووفد حماس في القاهرة بقيادة قائد الحركة يحيى السنوار

وكشف القيادي في حركة حماس دأحمد يوسف ان هناك مبادرة مصرية ايجابية لإيجاد مصالحة بين حركته والقيادي في حركة فتح النائب محمد دحلان قد تحقق انفراجا حقيقيا في قطاع غزة وتمهيدا لمصالحة مع الرئيس محمود عباس

وقال يوسف لـالغد الأردنية لقد جرت لقاءات وتفاهمات بين الطرفين في القاهرة وسط أجواء ايجابية حيث وضع كل طرف صياغة محددة حول سبل بناء علاقة ثنائية متينة وبناء رؤية جديدة في إطار المشروع الوطني الموحد

وبين إلى أهمية مد جسور التواصل مع التيار الدحلاني داخل الأراضي المحتلة حيث يمثل قوة معتبرة لاسيما في قطاع غزة لأجل خدمة القضية الفلسطينية

وأشار إلي ان حماس هدفت من لقاءات القاهرة إلى تسوية الأوضاع الداخلية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني معتبرا أن نجاح المصالحة مع دحلان ستفتح المجال أمام المباشرة بحوار المصالحة مع حركة فتح

 

ووفق الرسائل والتوضيحات التي وصلت حركة الإخوان المسلمين في الأردن شددت حركة حماس في توضيحاتها التي وصلت لقياديين في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية على ان اتصالاتها مع القاهرة واللقاءات التي حصلت مع مسئولين مفصولين من حركة فتح من أبناء قطاع غزة لا تنطوي على تقديم أي تنازل من أي نوع عن الثوابت والمبادئ المعروفة وعن ميثاق الحركة

وجاء في هذه الشروحات ان الاتصالات المشار إليها لم تنتهي بتقديم تنازلات جوهرية وعلى صعيد عملية السلام أو لإسرائيل بعد الاتفاق على ان تعزل مسارات الاتصال مع مصر وقيادات في حركة فتح خصوصا من المفصولين عن سياق أي ترتيبات إقليمية لها علاقة بعملية السلام

ولفتت الرسالة التي وجهت لإخوان الأردن الذين استفسروا عن تلك التطورات النظر إلى ان قيادة حماس في الداخل مؤمنة بضرورة فتح علاقات جديدة مع مصر قائمة على براءة الحركة من الاتهامات التي يوجهها الإعلام المصري لها خصوصا ما يتعلق بدعم الإرهاب في سيناء أو إيواء إرهابيين مطلوبين للسلطات المصرية

هناك مناورات يجريها أنصار محمد دحلان ضمن عملية المناكفة وضمن محاولات فرض الوجود وان حركة حماس تستغل ذلك أيضا لتحقيق أهدافها ضمن محاولاتها للخروج من دائرة الاتهامات ووصفها بأنها حركه إرهابيه ولو دققنا وتمعنا في تصريحات العديدين من المنضوين تحت إطار تيار دحلان عن ان الإمارات المتحدة ستدعم عملية الإنقاذ في غزه والسؤال إذا كانت الإمارات المتحدة من اشد أعداء الإخوان المسلمين ومن الداعمين للقرار الخليجي باتهام حركة حماس واعتبارها إرهابيه وإذا كان قطع العلاقات مع قطر احد أسبابه دعم قطر لحماس فكيف للإمارات المتحدة ان تغير من مواقفها إلا إذا كان الأمر ضمن أجنده إقليميه تهدف للضغط على حماس لتقيم تنازلات تؤدي في محصلتها لتجزئة مسار الحل على المسار الفلسطيني وحصره في قطاع غزه ضمن ما يعرف في إمارة غزه

هناك مبالغه في الترويج الذي يحصل عن اللقاءات والتفاهمات وهي لا تعدوا ان تكون ضمن مراسلات وان المصريين لم يقوموا بأي وساطة أو التقريب بين حماس ومحمد دحلان وكما أوضحت المصادر ان المحادثات كانت في محور امني

وحقيقة القول ان إنقاذ غزه يكمن فقط عودتها لإطار الشرعية الفلسطينية وان ذلك يتطلب التزام بإنهاء الانقسام وتوحيد الجغرافية الفلسطينية لان جميع الاتفاقات التي عقدت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وتتعلق في المطار والميناء ومعبر رفح والطريق المن الذي يربط قطاع غزه بالضفة جميعها لا تتم إلا عبر البوابة الشرعية الفلسطينية وواهم كل من يظن ان بإمكان محمد دحلان أو غيره من تغيير حقيقة الواقع والمعادلة التي يدرك محمد دحلان حقيقتها وان مناورته هو أيضا بهدف العودة للشرعية الفلسطينية لأنه يعلم تمام العلم ان ليس بمقدوره ان ينقذ غزه أو يحقق لغزه أي مطلب دون ان يكون هو نفسه في إطار الشرعية الفلسطينية

غزه ليس بمعزل عن مناورات إسرائيل التي تستغل عملية الانقسام وتمرر رسائل عبر الانقسام لكافة الفرقاء وتهدف من وراء ذلك تأجيج الصراع بين حركة فتح وحماس وهي تدفع بكل وسائلها لتصعيد الوضع ضمن مسعاها لفلسطنة الصراع والإبقاء على الوضع على حاله وان إسرائيل تبرع في إدارة أزمة قطاع غزه وفي السعي لتجسيد الانقسام والفصل الجغرافي بين غزه والضفة الغربية ضمن هدفها الاستراتيجي لفلسطنة الصراع

ان حركة حماس وفتح مطالبتان بوضع حد لخلافاتهما ووضع المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا فوق أي حسابات فئوية ومصلحيه ومطلوب من الجميع إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني ووضع حد لكل المتلاعبين المتمرين بأوامر الغير وهم أدوات تنفيذ ليس إلا وتفويت ألفرصه على كل أهدافهم ومشاريعهم التي لا تخدم إلا مصالح انيه وذاتيه وبعيده عن الصالح العام وحماية المشروع الوطني الفلسطيني والذي لا يتحقق إلا بالوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وهذا وحده ينقذ غزه مما تعيشه من أوضاع مأساويه وينقذ المشروع الوطني الفلسطيني.

بقلم/ علي ابوحبله