قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن تل أبيب مستعدة لتزويد قطاع غزة بالكهرباء ولكنها ليست المسؤولة عن تكاليف الكهرباء، في إشارة للأزمة التي يعاني منها قطاع غزة، في ظل موافقة إسرائيل على طلب السلطة الفلسطينية لتخفيض تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
وشدد ليبرمان على أنه إسرائيل تدعم وتقف الى جانب سكان القطاع في حال نزع السلاح، محرضا سكان قطاع غزة على الضغط على حركة حماس كي تستثمر الأموال في تحسين أجهزة الصحة والتعليم "بدلا من تمويل الأنفاق الإرهابية" على حد قوله.
وأضاف الوزير الإسرائيلي في مقابلة مع موقع "المنسق"، وهو موقع باللغة العربية يتبع لوحدة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "أنا أفرح عندما أرى مئات الآلاف من الفلسطينيين من كل أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية) يصلون إلى إسرائيل لأداء فرائضهم الدينية وصلواتهم، وحتى الآن الحمد لله كانت الأمور في شهر رمضان هادئة وآمل أنها تستمر على نفس النهج حتى نهاية شهر رمضان".
وأشار ليبرمان الى مرور عقد من الزمن منذ اعتلاء حركة حماس سدة الحكم في قطاع غزة وانتخابها للحكم عام 2007، متهما الحركة بسبب تردي الأوضاع المعيشية في القطاع، فقال "واضح أن عشر سنوات من حكم حماس الإرهابية في القطاع كانت عقدًا من المعاناة، وثلاث مواجهات مع إسرائيل. الخدمات هي في أسفل الدرك وهناك نقص للكهرباء والصرف الصحي والنظافة وتوفير المياه هذه حالة قاسية لم يسبق لها مثيل في غزة. وأنا اقترح لكل سكان غزة أن ينتبهوا إلى الوضع في مناطق يهودا والسامرة وأن يقوموا بمقارنتها مع غزة – المسؤولة عن الفرق هي حماس الإرهابية".كما قال
أما بخصوص أزمة الكهرباء في قطاع غزة فقال ليبرمان إن هذه الأزمة هي أزمة فلسطينية مفتعلة، معتبرا أن قيادة حماس والسلطة الفلسطينية يجب أن تسددا تكاليف الكهرباء لشركة الكهرباء الإسرائيلية التي تزوّد القطاع بالكهرباء.
وأوضح "نحن لسنا طرفا في هذا الأمر – إذا دفع الفلسطينيون فهم يحصلون على الكهرباء وإلا لن يحصلوا عليه".
يذكر أن إسرائيل تفرض حصارا بحريا وبريا على قطاع غزة منذ اعتلاء حركة حماس سدة الحكم في 2007، وتمنع السفن والشحنات الغذائية من الوصول الى قطاع غزة، وتسيطر على المعابر في الجانب الإسرائيلي - معبر كرم أبو سالم، ومعبر خان يونس، في حين أن هناك معبر رفح مع مصر الذي تتحكم به السلطات المصرية. وتمر معظم المستلزمات الأساسية عبر معبر كرم أبو سالم (معبر ايرز) بين اسرائيل وقطاع غزة.
وتابع ليبرمان "إسرائيل هي من يوصل الكهرباء ونحن مستعدون لتوصيلها ولكن الجدير ذكره هو أن حماس تجبي 100 مليون شيكل شهريًا من الضرائب في القطاع، كل هذه الأموال بدلا من أن تصرف على التعليم والنظام الصحي أو إصلاح وتحسين البنية التحتية وجهاز المياه تستثمر في الأنفاق والصواريخ".
واتهم حركة حماس بأنها تحاول أن تلقي المسؤولية على كاهل إسرائيل، فقال إن إسرائيل مستعدة لبناء مناطق صناعية وخلق أماكن عمل ووظائف للفلسطينيين في قطاع غزة، وشرطها الوحيد "نزع السلاح"، مشترطا "الترميم مقابل نزع السلاح"!
وحرّض ليبرمان سكان القطاع ضد حركة حماس بقوله "سكان غزة لا يستفيدون من 100 مليون شيكل يدفعونها كضرائب. ولذلك عليكم التوجه الى قيادة حماس وأن تطالبوها بالتوفف عن أعمالها الارهابية، أن تتوقف عن استثمار أموالها بحفر الأنفاق وبالصواريخ".كما قال
وكان قد صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، في جلسته الأحد الماضي، على توصية الجيش الإسرائيلي الاستجابة لطلب السلطة الفلسطينية بتقليص تزويد الكهرباء لمحطة توليد الطاقة في قطاع غزة بنسبة 35%.
وحذرت حركة حماس من مغبة هذا القرار، مؤكدة أن "قرار الاحتلال تقليص كهرباء غزة بطلب من رئيس السلطة محمود عباس كارثي وخطير كونه يمس بمناحي الحياة كافة في غزة، وهو من شأنه أن يعجّل في تدهور الأوضاع وانفجارها في القطاع".
ومن شأن هذا أن يشدد الخناق على سكان قطاع غزة، ويزيد فترة الانقطاع لأكثر من 18 ساعة في اليوم.
وحسب تقارير عبرية، يأتي القطع بناء على طلب من السلطة الوطنية الفلسطينية الى اسرائيل، بعدم اقتطاع المبالغ التي تمول الكهرباء في قطاع غزة، من أموال عائدات الضرائب التي تعيدها إسرائيل الى السلطة. وتهدف بذلك السلطة الى الضغط على حركة حماس لتسليمها مقاليد السلطة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية منذ العام 2007.
