يستقبل الفلسطينيين عيدهم بطقوس إيمانية وزيارات للأرحام والأحبة و بفرح كبير، فقد يستعدوا له بما يهيئوه من حلويات واسماك ويلبس فيه الأطفال الملابس الجديدة وكافة نساء فلسطين ينتظرن صلة أرحامهن في اي لحظة للطرق علي الباب كي يقدم لها ماتيسر من عيدية و إن شراء الفسيخ او الحلويات او ملابس الاطفال او تقديم العيدية للأرحام ومسابقة دفع زكاة الفطر للفقراء حتي يرتفع صيام شهر كامل لله يحتاج كله الي انفاق مالي غير معتداد يسمي الإنفاق العائلي ...
لكن الطامة الكبرى آن لا يجد الموظف ثمن قطعة حلوى او قميص يفرح به طفلة او حذاء يمشى فيه علي أسفلت تعتريه مطبات الحياة لكي يصل الي ارحامه وهذه من ضرورات ألعيد، وان إسعاد الأطفال بهذا العيد وإدخال الفرحة إلى قلوبهم،والفرحة تنعدم ويشعر الناس بالاسى والحزن، إن لم يستطيعوا أن يوفروا لعائلاتهم، النقود المناسبة لشراء ماسبق ذكره وان السؤال الذي يوجه للجميع قبل قدوم العيد "هل سنعيّد هذا العام ؟ " بمعنى هل فكر احد بمشاعر أطفالنا وأرحامنا وهل فكر احد بالاهتمام بأواصر القربى، ووشائج الصلات الاجتماعية، التي يحرص عليها كل مسلم .
فبعد هذا كله اقترب العيد والموظف ينتظر قدوم راتبة المخصوم منه ولايكفي دين احد المحلات والأطفال ينتظرون والدهم لكي يسعدهم بهذا العيد فيا ترى هل الموظف هذة السنة سيعيد هو وابنائة أو حرمتة الانقسامات الداخلية من حقه كانسان و لايستطيع صرف راتبةكاملا متكاملا.
فكيف لمسلمين يرفعون أيديهم في المساجد ويطلبون من الله بلوغ ليلة القدر وهم مصرين علي الاختلاف والفرقه ويعلمون انه لا ترفع أعمال الشهر وهما مختلفان اي أمه إسلامية وتعي قدسية هذا العيد ولا تتحرك من اجل طفل مسلم ولم تشعر اتجاه مساكين لا يستطيعون تقديم شعائر الإسلام، فالموظف مسكين لأنة لا حول ولا قوة له كما في قوله تعالى ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) سورة الكهف آية رقم 79. ليس المراد من المسكين شرعًا هو من لا يملك قوتًا مطلقًا بل هو الذي لا يملك ما يكفيه لنفسه وعياله، فهو وإنْ كان أسوأ حالاً من الفقير لا يقتضي عدم وجدانه لشيء يملكه وإن كان يسيرًا.
فقال عز وجل يعملون ليس عاطلون ويعملون في البحر أي انه كل من يعمل ولايكفية دخلة فهو مسكين ما بالك حال الموظف الذي يتقاضي راتب لايكفية أصلاً وينتظرة ثلاثون يوماً ولا يجده أو يقطع علي دفعات.
هل سيحرم بأمة الإسلام هذه السنة الموظف المسكين من العيد وهل يتفرج أبنائنا على الأباطرة الصالحين وهو يعيدون ويتحسر أبناء الموظف المسكين علي أنفسهم وعلي الأغنياء . فأخشى ما أخشاه ان تكون قبور الموظفين في الآخرة عليها تراب الذلِّ بين المقابر،فعذراً أبنائي لن تفرحوا بمشاهدة العيد هذا العام الا عند الأباطرة الصالحين.
بقلم/ أ. د. هشام أبو يونس