قبل أن ينطلق مدفع رمضان التقليدي ويصدح آذانه تلتصق عائلات المقدسية والفلسطينية من كل المدن والقرى ببلاط المسجد الأقصى المبارك تفترش الساحات بموائد يجتمعون حولها في تقليد قديم جديد، ليغدو موسم رمضان رافد اجتماعي وإنساني تشد الرحال إليه.
يقول خطيب المسجد الأقصى إسماعيل نواهضه عن أهمية الحفاظ على تقليد الإفطار في المسجد الأقصى المبارك إن" تناول الإفطار في المسجد الأقصى تقليد مشروع لأنه شكل من أشكال شد الرحال والمرابطة فيه له مكانته التي توثق العلاقة بين المسلم والمسجد الأقصى".
وأكد في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن قطع المسافات الشاسعة من جانب العائلات المقدسية والفلسطينيين من كل المدن والقرى يؤكد على تمسكهم بالأقصى .
ويتفق مدير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات مع سابقه أن المواسم الدينية والمناسبات مهمة للتأكيد على قداسته الإيمانية وهويته ومزيته ومنها رمضان الذي يعد رافد بشري وانساني وسياسي واجتماعي لتحفيز البقاء في المسجد الأقصى.
ويوصف بكيرات في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، صورة إفطار العائلات في الأقصى قائلاً "شعور أنك في جنة الله في الأرض والعائلات تجلس في صحن قبة الصخرة المشرفة وتفطر على مدفع رمضان التقليدي وتسمع آذان المسجد الأقصى المبارك".
ونوه إلى أن تكبد عناء الوصول واجتياز الحواجز للإفطار في المسجد الأقصى ومشاركة الجمعيات في إعداد الموائد فرصة للذين لا يستطيعون أن يخرجوا من بوابات الأقصى ليحضروا الطعام.
وأضاف أن الحفاظ على تقاليد الإفطار رافد لإبقاء المسجد الأقصى والقدس حية في وجه الاحتلال الذي يهدف لتجفيفها وحصارها.
ويعد هذا التقليد موجود في مدينة القدس وزادت أهمية في الآونة الأخيرة مع ازدياد الخطر المحدق بالأقصى، ومحاولات جنود الاحتلال اعتراض العائلات التي تحمل الطعام ومحاولهم إرجاعهم .
وبشأن أهمية اصطحاب الأطفال للإفطار في المسجد الأقصى المبارك يشدد بكيرا أنه " درس عملي للصغار من ناحية تربوية لا يمكن أن يزول مما يشعرهم بالالتصاق ببلاط المسجد الأقصى وبمكانته من خلال الإفطار في ساحاته".
وبالعودة لنواهضه فقد أكد أهمية أن ينشأ الصغار على التعلق بالمسجد الأقصى، منوهاً إلى أن المتطرفين المقتحمين لباحات المسجد الأقصى يؤكدون على اصحاب أطفالهم لترسيخ أن الأقصى لهم رغم كذب مزاعمهم أنه من باب أولى للفلسطينيين أصحاب أطفالهم شريطة الالتزام بآداب المسجد.
وحول أهمية مواصلة الدعوات لشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك يؤكد بكيرات أنه تم رفع شعار أنه شهر العلم والانتصار بتنظيم سلسلة فعاليات من سند محراب زكريا بعد صلاة الظهر وجولات الحكواتي بعد صلاة العصر.
وشدد على أن هذه النشاطات والدروس فرصة لتعميق المشاركة في المسجد وإعماره.
أما نواهضه فشدد على أهمية شد الرحال للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان ولقيام ليلة القدر بالدعاء لوحدة المسلمين عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص.
